سيد القلاف: والله عيب!
زاوية الكتابكتب يونيو 27, 2007, 8:14 ص 720 مشاهدات 0
والله عيب!
بعيداً عن السياسة القذرة والأسلوب الميكافيلي حيث الغاية تبرر الوسيلة,
وبعيداً عن مادة الاستجواب المكتوبة والمطروحة وسراق المال العام وحماته,
وبعيداً عن شخصيات من أيد الاستجواب ومن دافع عنه, هناك خطاب لابد أن يسمعه
أولاً رئيس الحكومة ورئيس المجلس والنواب والجمهور الذي حضر الجلسة والصحافة
وكل مواطن كويتي أو مقيم اطلع على حيثيات الاستجواب بكافة تفاصيله, وهنا نقطة
نظام أعترض فيها على الجميع لأن هذا الذي حصل في جلسة الاستجواب وأقصد به عرض
صور حركات ماجنة بعيدة عن الخلق والحياء والدين والأعراف والعادات الكويتية
كان صدمة ليس بسبب معرفة الفاعل فهو يستحق الإهانة والتوبيخ, بل لو كان حكم
الشرع مطبقاً في الكويت لأقيم عليه الحد الشرعي, ولكن من المستغرب رد فعل
الجميع حين عرضت تلك الصور الخادشة للحياء العام, وكان يجب اتخاذ موقف يناسب
أخلاقيات أبناء الكويت, ولو أردنا أن نسجل موقفاً يحسب للشيخ علي الجراح نشد
به على يده فهو اعتراضه على عرض الصور, وإن كان المستجوبون وأنصارهم يفسرون
دفاع المستجوب ليس للحياء العام وحرمته إنما خوف الفضيحة, ولا أعجب من هذا
الجواب باعتبار 65 في المئة مما طرحه المستجوبون محاسبة للنوايا, والأمر
الخطير الآخر, رغم أن الحادثة, وقعت في عهد وزير سابق وأن الموظف استقال قبل
أن يعلم الوزير بتجاوزاته, بمعنى أن أقصى مايمكن أن يفعله الوزير هو أن يرفض
التسوية, لكن لا يستطيع أن يعاقبه على إخلاله بالآداب العامة, فلا توجيه لوم
وتوبيخ ولا التنحية من منصب ولا الخصم ولا الإنذار ولا حتى الفصل من العمل
ينفع مع موظف استقال وخرج عن سلطة الوزير والوزارة, فماذا يمكن أن يفعل
الوزير?! الخطورة أن ما أثير يمس بصورة مباشرة سمعة وكرامة وشرف أسرة الفاعل
المتجرئ عديم الأخلاق, وهم لا ذنب لهم في هذه الخطيئة التي ارتكبها أحد أفراد
الأسرة, والأمر الأكثر إزعاجاً: ماذا سيجيب الأخ مسلم البراك ومن وافق على
عرض هذه الصور على الملأ وأصبح الخدم في المنازل يتحدثون عنها بعد هذا العرض,
لو أن زوجة الموظف لم تكن على علم بسلوك زوجها ما أدى إلى إحساسها بالإهانة
والخيانة الزوجية ونتج عن ذلك سلسلة مشكلات أدت إلى الطلاق وتفكك الأسرة,
فماذا سيستفيد الأخ مسلم والمستجوبون? الغرض واضح هو أن الأخ مسلم لم يعرض
هذه الصور انتقاماً من الشخص أو رغبة منه في الفضيحة بقدر ما كان يرغب في رفع
هذه الورقة في وجه علي الجراح ويطعن بنزاهته وأخلاقياته وأنه شخص غير مؤتمن,
فهل هذه هي أخلاقنا يا أخ مسلم? وهل الحفاظ على المال العام القضية السامية
النبيلة تستدعي فضيحة يتحمل تبعاتها أفراد أسرة لا ذنب لهم كأبناء وبنات
الموظف وإخوانه وأهله? وهل هذا من شيم المروءة والرجولة والحرص على سمعة
الناس? ولكن للأسف الشديد لم نجد انتفاضة من رئيس الحكومة ولا رئيس المجلس
ولا النواب, وإن كان الأخ خلف الدميثير أشار إشارة عابرة لهذه المسألة ولكنه
لم يعطها حقها المطلوب, وأين النواب الذين رفعوا شعار الفضيلة والحياء العام
والآداب العامة, وأين أصحاب اللحى والمسابيح والخواتم للتصدي لمثل هذا السلوك
الشائن الذي تعدى البعد السياسي والمحاسبة إلى خراب بيوت وانهيار الثقة في
أسرة, الله يعلم كيف هي اليوم, وماذا يعاني أفرادها?! لقد تألمت كثيراً وعتبي
على الجميع وقلبي على هذه الأسرة, فواحد يسرق المال العام منذ 15 عاماً يأتي
وزير ليشتم ويهزأ وتطعن زمته وتشوه سمعته, وشخص ماجن عديم الأخلاق يجالس بنات
الهوى ويشرب الخمر تجرح عائلته وتعرض على الملأ وتنهار أسرة وتنكسر قلوب
أبناء وآباء وعائلة, والهدف رأس الوزير, إذا كانت هذه هي الممارسة السياسية
فنحن منها براء, وقاتل الله السياسة والسياسيين الذين يقبلون هكذا نتائج
وهكذا سهاماً توجه إلى الأبرياء, ولو أردنا الحكم الشرعي فسنجد أن الشارع أمر
بالستر ودعا له وهو ستار العيوب.
إن ما حدث من عرض الصور على الملأ عيب, عيب, عيب!
اللهم أسألك بأسمائك التي وسعت كل شيء وبرحمتك التي ملأت أركان كل شيء وبسترك
المرخى على عبيدك الستر والعفو والعافية وأن ترزقنا خير الأبرار وتكفينا شر
الأشرار وتستر علينا ما لا يعلم الخيرون أو الفجار, إنك القادر الستار
وارحمنا وأهل الكويت وجميع من طلب الستر يا ولي يا قهار, والحمد لله رب
العالمين.
* نائب سابق في مجلس الأمة
سيد حسين القلاف *
السياسه
تعليقات