انطلاق فعاليات أسبوع الحرف اليدوية

منوعات

إبداعات الأعمال اليدوية في متحف الكويت الوطني وبيت البدر

1998 مشاهدات 0

منتجات حرفية

انطلق أسبوع الحرف اليدوية التقليدية في إقليم آسيا والباسيفيك بالتنيسق مع رئاسة إقليم آسيا والباسيفيك بمجلس الحرف العالمي وبرعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. تميزت الفعاليات بثراء المعروضات التي تنوعت ما بين أعمال يدوية ومشغولات وسجاجيد في قاعة المتحف الوطني وفي بيت البدر، حيث تم عرض العديد من النماذج من مختلف البلدان المشاركة، وكذلك كانت هناك مشاركة كويتية للأعمال الحرفية وعرض لحرفة الخواص وبعض الأعمال اليدوية والخشبية في إعلان بانطلاق ورشة العمل التطبيقية للحرف اليدوية بعنوان «الحرفيون في مشاغلهم»، وتستمر فعاليات الأسبوع الذي انطلق 20 يناير حتى يوم 26 منه.
ويعكس المعرض ما يتمتع به إقليم آسيا والمحيط الهادئ بما لديه من الحرف اليدوية بشكل عام والذي يتمثل في الإرث الثقافي الضخم والذي ينعكس في حرفه اليدوية، وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم هذا المعرض والذي أوضح التشابه في المواد والتصاميم إلى جانب التقنيات الفنية وأساليب الإنتاج، إضافة إلى ظهور أوجه الاختلاف التي تمتاز بها كل منطقة، كما تنوعت المواد والمنتجات اليدوية التي شغلت ثلاث قاعات في متحف الكويت الوطني وبيت البدر، وما يميزها أيضا هو هذه المجموعة الجميلة التي حازت جائزة التميز التي تمنحها اليونسكو منذ العام 2002 تقديرا لهذه الحرف وتميزها، فضلا عن أن هذه المنتجات هي تشكيلة من المنتجات الحائزة على هذه الجائزة والتي تمثل بلدان جنوب شرق آسيا، جنوب آسيا، آسيا الوسطى، إيران والشرق الأوسط.
تشكل الحرف والصناعات اليدوية ركنا أساسيا من التراث الحضاري الإنساني، حيث أسهمت في نمو المجتمعات وتطورها المادي والتقني والثقافي الإبداعي، وهي كغيرها من المكونات التراثية الأخرى تعبر عن ثقافة الأمة فتعطيها هويتها الخصوصية. من هنا حرصت الدول والشعوب على إحياء الحرف اليدوية، والمحافظة عليها، وحمايتها من الاندثار ومن فقدان أصالتها أمام الغزو الثقافي الخارجي.
وجه مجلس الحرف العالمي عنايته إلى توعية الشعوب بقيمة تراثها وتقديره، والعمل على إحيائه واستلهامه، وتطويره بشكل يتماشى مع روح العصر دون المساس بأصالته، ومن هذا المنطلق سعى مجلس الحرف العالمي إلى تكثيف الجهود لتحسين الوضع المعيشي للحرفي ورفع جودة إنتاجه، وتشجيعه على الابتكار لمسايرة المفاهيم والاتجاهات العصرية، كي تكتب لمنتجه الحياة والاستمرارية، فبالإضافة إلى دور الحرف والصناعات اليدوية البارز في تثبيت الهوية الوطنية والحفاظ عليها، فإن لها دورا اقتصاديا واضحا في القطاعين التجاري والسياحي، وكذلك في التنمية البشرية.
تأسس مجلس الحرف العالمي في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية في العام 1964 كمنظمة مدنية غير حكومية وغير ربحية، هدفها المحافظة على الحرف اليدوية كعنصر مهم في حياة الشعوب الثقافية. ويسعى المجلس، في مسيرته، إلى توفير المناخ الملائم، وتهيئة الظروف المناسبة، لتحقيق تطلعات الحرفي، أينما كان، وتقديم الدعم والمساعدة له، سواء بتوفير السكن أو المواد الخام، أو بتنظيم اللقاءات عن طريق إقامة المعارض والندوات، حيث يتم فيها التعارف وتبادل المعرفة والخبرة التقنية، ونحن نرى في هذا التجمع الحرفي الثقافي الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، من 20 إلى 26 يناير 2013، خير مثال يحتذى لتحقيق أهداف مجلس الحرف العالمي، راجين أن تتكرر هذه التجمعات الحرفية في دولة الكويت ودول الخليج العربية والعالم العربي وإقليم آسيا والباسيفيك بأسره، لما تعود به من الخير والفائدة على القطاع الحرفي.
وتضمن المعرض عرضا لمختارات من المنتجات الحرفية الآسيوية وورشة بعنوان «الحرفيون في مشاغلهم»، ويجتمع فيها نخبة من الحرفيين المهرة من مختلف الدول الآسيوية وأستراليا، تقدم هذه النخبة من الحرفيين عرضا تطبيقيا للمراحل الفنية والتقنية التي يمر بها المنتج الحرفي، سواء في مجال الحياكة والسدو والتطريز وصناعة الفضيات والجلود وبناء السفن، كما تمنح هذه الورشة المتلقي الفرصة لمشاهدة عرض عملي لمراحل عديدة في صناعة المنتج الحرفي ورؤية نماذج جاهزة من نتاج الحرفيين المشاركين.
الورشة الثانية في المعرض والتي تستمر حتى 25 يناير الجاري هي ورشة «تدوير الخامات المستهلكة» والتي تهدف إلى تحويل المهمش أو المهمل إلى ثروة جمالية ومادية، إضافة إلى هدف المحافظة على البيئة، وتستضيف الورشة بعض الفنانين من إقليم آسيا والمحيط الهندي (اليابان وبنغلاديش) مع عدد من الفنانين والحرفيين الكويتيين الذين يمارسون هذا النوع من الفن الحديث، حيث تبادل الخبرات والمعارف والاطلاع على التقنيات المختلفة المستخدمة في هذا الفن.
تأتي مشاركة الكويت والتي عرفت من الحرف اليدوية ما يقارب 200 حرفة يدوية في مرحلة ما قبل النفط يمارسها الرجال والنساء، ومنها حرفة النسيج (حياكة السدو والبشوت) والحرف الخشبية مثل بناء السفن ونجارة الاثاث والحرف المعدنية مثل الحدادة وصياغة الذهب والمجوهرات، والحرف الوظيفية مثل عمل الفخار والسلاسل، ثم حرف الأزياء مثل خياطة الملابس النسائية والرجالية.
ومن الدول المشاركة أستراليا والتي يعتبر فيها عالم الحرف عنصرا من عناصر التصميم وشكلا من أشكال الفنون البصرية، فضلا عن أن إحياء الحرف فيها نشط في سبعينيات القرن الماضي، أما الصين التي اكتسبت فيها الفنون والحرف التقليدية سمعة عالمية وفيها 11 فئة رئيسية من الحرف التقليدية الصينية، مثل الحفر والنحت والمشغولات المعدنية ومشغولات السلك والرسم والتطريز وحياكة السجاد وصناعة الحلي والفنون الشعبية والسيراميك، وتشارك تايوان التي تمثل الحرف اليدوية فيها رمزا من رموز الثقافة الموروثة من حرفيين أساتذة إلى جيل صغير، وشاركت كمبوديا وماليزيا وتايلند وسريلانكا والهند ونيبال وبنغلاديش وباكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وإيران وسلطنة عمان ولبنان والأردن وفلسطين.

الآن: المحرر الثقافي

تعليقات

اكتب تعليقك