اتخذ موقفا لتكون أكثر إنتاجية بقلم لوسي كيلاوي
الاقتصاد الآنيناير 22, 2013, 5:11 م 869 مشاهدات 0
لقد أدركت للتو أن هناك خطأ ما في كرسي المكتب الجديد الخاص بي. إنها قطعة خشبية فاخرة تسمى'' الحرية بمقياس الإنسان'' وتأتي مع'' مساند متطورة'' وطريقة عبقرية لمطابقة ''خاصية المساعدة على الاسترخاء'' مع وزني.
المشكلة أنه مريح جدا لدرجة أنك لا تجد حافزا للقيام من عليه. لقد اكتشفت أني أقضي 12 ساعة في اليوم جالسة، مما يجعل متوسط الإنسان العادي الذي يقضي تسع ساعات فقط جالسا- أكثر نشاطا.
ومع ذلك حتى الأسبوع الماضي، كانت حياة العمل الجالسة هذه أسفل قائمة الأشياء التي يجب أن أقلق حيالها، أسفل بكثير من حقيقة أنني نسيت أن أكتب موعدي مع طبيب الأسنان في مفكرتي. وكنت حينها قرأت تعليقا على مدونة ''هارفارد بيزنس ريفيو'' يقول إن الجلوس هو عادة التدخين الجديدة التي تجعلك بدينا ثم تتسبب في قتلك.
ولكن قامت المؤلفة نيلوفر مرشانت بحل هذه المشكلة عن طريق عقد اجتماعات أثناء المشي- تجعل شركاءها في العمل يمشون معها في الشارع لخسارة الوزن. كل أسبوع تمشي نحو 20-30 ميلا، مما يجعلها مليئة بالفرحة والإبداع. '' إذا كنت تريد الخروج من صندوق التفكير، فيجب أن تخرج من الصندوق حرفيا'' وفق ما قالته.
إذا تغاضينا عن الابتذال ، فربما يبدو ذلك مخططا جيدا. المشي والتحدث هو شيء يمكن حتى لأغبى شخص أن يفعله. بالطبع من الأسهل أن تتحدث أثناء المشي، وخصوصا إذا كان ما تقوله شيئا حساسا. وربما يكون الشخص الذي تتحدث إليه يعيرك الانتباه، حيث إنه من الصعب التحقق من بريدك الإلكتروني أثناء مشيك بخطوات واسعة. العقبة تكمن في أن ذلك يصلح بين شخصين فقط: لا تستطيع أن تأخذ فريقا كاملا للمشي عبر شوارع المدينة، إلا إذا كان لديك مكبر صوت عال جدا ليتمكنوا من سماعك وسط ضوضاء المرور وأن تكون على استعداد لدفع المارة الآخرين على الرصيف.
ومع ذلك فإن اجتماعات المشي تعد فكرة جيدة، ولكنها لا تحل مشكلتي مع حياة الجلوس التي أعيشها. إن ما يثير قلقي ليس البدانة والموت الوشيك. ولكن في أن عقلي وقوة عزيمتي آخذة في الضعف بسبب الفترات الطويلة التي أقضيها على هذا الكرسي. لا أستطيع أن أصدق أن هذا أنا: أعتقد أن التطور في الأثاث المكتبي هو السبب الرئيسي في فشل الإنتاجية بعناد في التحسن. في الوقت الذي يجلس فيه كل شخص مرتاحا جدا، فلا يوجد أي عجلة أبدا في إنجاز الأمور.
إذا كان الجلوس هو التدخين الجديد، فالحل ليس في عقد الاجتماعات أثناء المشي أو الوقوف، ولكن في اعتزال الجلوس تماما، والقيام بكل الأمور من وضع عمودي.
بالطبع، المكاتب الواقفة تباع مثل الكعك الساخن في الولايات المتحدة - في محاولة لعكس تأثير أن الكعك الساخن هو السبب في زيادة محيط خصر الأمة. وكذلك '' مكاتب المصاعد'' شائعة جدا والتي تمكنك أن تقف أو أن تجلس أثناء العمل، والمكاتب المزودة بجهاز للمشي كي تستطيع أن تمشي أثناء العمل.
ولكن كل هذه الأشياء مكلفة جدا، ويمكن تحقيق نفس النتيجة مقابل لا شيء. أول شيء فعلته هذا الصباح هو أنني قمت بنقل كومة من الكتب غير المقروءة عن الإدارة من على الأرض إلى مكتبي( سعيدة أنني وجدت لهم استخداما أخيرا) ووضعت لوحة المفاتيح والفارة فوقهم.
وكان التأثير فوريا: شعرت بالمرح وبدأت بمباشرة مهام اليوم على وجه السرعة. بحلول وقت الغداء قمت بالكثير من الأعمال ولم أقم بإرسال بريد إلكتروني واحد لا طائل منه، أو بتضييع أي وقت على موقع تويتر. بحلول منتصف اليوم كنت متقدمة جدا بدلا من الخروج والحصول على ساندويتش لأتناوله في مكتبي وأضيع المزيد من الوقت، قمت بتناول غداء مناسب مع أحد زملائي وجلسنا معا لمدة ساعة مباركة لتناول الطعام.
والآن رجعت إلى جهاز الكمبيوتر ولا أشعر برغبة في النعاس- بعد تناول الغداء، حيث إنه من الصعب الاستغراق في النوم وأنت في حالة الوقوف. الوقت الوحيد الذي قمت بتضييعه طوال اليوم كان الذهاب إلى المرحاض بصورة أكبر من الأوقات العادية فقط من أجل متعة الجلوس البسيطة. المشكلة الحقيقية في هذه الترتيبات العمودية الجديدة هي الأشخاص الآخرون. الأمر لا يعجبهم. لا يعجبهم حقيقة أنني أنظر إليهم من أعلى، معنويا وحرفيا على سواء، وبالتالي أستطيع تتبع أي تقدم يحدث لأماكن الصلع في رؤوسهم. أنا أيضا سئمت من إخبار كل شخص يمر بمكتبي أنني ليس لدي إصابة في ظهري. وأن السبب في أنني واقفة بقدمي اليسرى على مدونة ''هارفارد بيزنس ريفيو'' هي أن هذه القدم أقصر من الأخرى.
أنا بالطبع غير مرتاحة الإطلاق. ولدي ألم مزعج في ساقي اليمنى وفي قدميّ، ولكني متأكدة أن الأمر سيتحسن مع الوقت. كتب تشارلز ديكنز نحو 20 كتابا من ألف صفحة في كل وقفة. ارنست همنجواي أيضا كان يكتب واقفا. وكذلك فلاديمير نابوكوف. وعلى حد علمي لم يكن أمنهم مصابا بعروق الدوالي أو تصلب الشرايين السباتية، أو أي أشياء أخرى من التي يحذر منها الأطباء. باعتراف الجميع: أطلق همنجواي النار على نفسه، على الرغم من أنني لا أعتقد أن الوقوف كان مشكلته الرئيسية.
تعليقات