يعقوب العوضي يتساءل عن صمت الكتاب المؤيدين لإيران عن الزعبي
زاوية الكتابكتب يونيو 27, 2007, 8:22 ص 514 مشاهدات 0
الصمت الصحافي المريب
كلنا يعلم بعدد الكتّاب الكويتيين الذين تتصدر كتاباتهم الصحف الكويتية، وهم يشيدون
بدور إيران في المنطقة ومحافظتها على الأمن في الخليج. ولا تمر أي مناسبة إيرانية
وطنية أو دينية إلا وتتم الإشادة والمدح بها من قبل هؤلاء الكتاب الكويتيين الذين
يحملون جنسية الكويت. ولكننا مع الأسف الشديد لم نقرأ أي مقال أو حديث أو استنكار
منهم للاعتداء الإيراني المدبر على الديبلوماسي الكويتي محمد الزعبي الذي حصل له
متعمداً من قبل بعض الجهات الإيرانية الرسمية. فقد صمت الكتاب الكويتيون المتعاطفون
مع ايران في ادانة هذا الاعتداء وكأن الديبلوماسي المعتدى عليه لا ينتسب إلى الكويت
ولا يحمل جنسيتها ولا يمثلها في تلك الدولة.
لا أحد ينكر دور إيران في المنطقة لحجمها الكبير ومساحتها وعدد سكانها وهذه الأمور
كلها لا تعطيها الحق في أن تعتدي على أي شخص أو طرف أو دولة في الخليج، والدور الذي
تمارسه إيران في الخليج اليوم وفي البلاد العربية الأخرى قد فاق الحدود المطلوبة
بأن تتعامل بموجبها مع الذين يتعايشون معها في المنطقة، وقد انفلت زمامها بعد سقوط
النظام العراقي وأرادت ان تلعب دوراً أكثر بكثير مما كانت تلعبه في الماضي القريب،
وها هي اليوم نتيجة عنادها في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم قد تعرضت إلى الكثير من
الأذى من قبل المجتمع الدولي الذي في صدد اتخاذ خطوات صعبة بحق الشعب الإيراني،
منها مقاطعة البضائع الإيرانية وجميع طائراتها ومنع نزولها في كل مطارات العالم،
بما في ذلك منع سفنها من الرسو في الموانئ العالمية، وقيام دول العالم بتطبيق نظام
الحصار الاقتصادي على إيران والحجز على ودائعها في بنوك العالم.
ومن هذا الوضع لا تستطيع ايران ان تعمل شيئاً تجاه المجتمع الدولي الذي سيتخذ هذه
القرارات الصعبة تجاهها، اذ ان الدور الذي تمارسه الآن على المجتمع الدولي أكبر من
حجمها وعدد سكانها وما تملكه من ثروة هائلة. ولكن معرفة قدر النفس هي حكمة كبيرة
ومن ضرورات الحياة والمعيشة والديبلوماسية، وليس بالمواقف المتصلبة تساس الأمور في
شكلها الدائم، ورسولنا الكريم يقول: «رحم الله امرأ عرف قدر نفسه»، أن وبما القدر
يختلف من بلد إلى آخر بحسب معطيات كثيرة، فكذا ما ينطبق على ايران ينطبق على الكثير
من دول العالم، فالصين العظيمة التي يبلغ عدد سكانها اكثر من مليار نسمة وتملك
جيشاً يقدر بأكثر من مليون جندي واقتصادها النامي المكتسح لاقتصاديات العالم، لا
تستطيع ان تسترجع جزيرة تايوان (تايبه) المنفصلة عنها منذ الحرب العالمية الأولى
حتى اليوم بالقوة العسكرية. والزمر هنا بانطباقه على الدول والشعوب لا يختلف في
انطباقه على ايران، ونظرتها إلى حجمها وقدرها يجب ان يكون بمقدار ما يتمتع به
المجتمع الدولي من احترام الآخرين من الكبير والصغير، واحترام ايران لدولة صغيرة
مثل الكويت هي من واجباتها التي يجب ان تبديها للكويت في الأحوال كلها ان الكوارث
الطبيعية التي تصيب إيران من جراء الزلازل والفيضانات والأمراض والانهيارات الأرضية
كانت الكويت هي السباقة دائماً في مد يد العون والمساعدة والعطاء وإرسال المعونات
الطبية عن طريق الهلال الأحمر الكويتي، فالمشاركة الإنسانية الكويتية لمآسي إيران
كبيرة وكثيرة ومتعددة، وهذه الأمور كلها لا تخفى على احد، وما كان يجب على السلطات
الإيرانية ان تعامل الكويت بهذا الأسلوب الفج والبعيد عن الديبلوماسية وحسن الجوار،
فحتى الاعتذار لم يكن كما يجب ان يكون بين الدول التي تحتفظ بعلاقات حسنة بينها.
نعود إلى القول ونشير إلى ان الكتّاب الكويتيين الذين نجدهم يكتبون في صحف البلاد
ويشيدون دائماً بإيران ودورها في المنطقة وبأعيادها ومناسباتها وصمتوا تجاه ما حدث
للديبلوماسي الكويتي ولم ينبسوا ببنت شفة تجاه هذا الموضوع الذي يمس العلاقات بين
البلدين.
الراي
تعليقات