القانون اصدر 1961 ويضمن جذب سياحي متميز

محليات وبرلمان

الدواير: يطالب بضرورة تفعيل قانون حماية التراث العمراني والحفاظ عليه

1319 مشاهدات 0

د. محمد الدواير العجمي

* 104 مبنى اثري لابد من الحفاظ عليها ورعايتها من قبل الدولة
*'الاحمدي' تحتوى علي مباني اثرية يجب الحفاظ عليها
* تحويل جزء من جريرة بوبيان الي محمية طبيعة لوجود نوع نادر من الطيور بها

أكد أستاذ قسم العمارة في جامعة الكويت، ورئيس اللجنة المعمارية في المشروع الوطني لإعداد كودات البناء الوطنية، د. محمد الدواير العجمي، على ضرورة الحفاظ علي الهوية المعمارية لدولة الكويت، مؤكد ان عدد البيوت القديمة والاثرية ذات الطابع الاصيل والمميزة والتي تعبر عن مراحل زمنية مهمة من عمر الوطن قليلة جدا ولا تتجاوز 104 مبنى، اغلبها مساجد اثرية موجودة في العاصمة ، والباقي مباني قديمة ومنتشرة في ربوع الكويت.

وقال الدواير في تصريح صحافي، أن دول العالم تتسابق لإبراز طابعها المعماري و التراثي المميز بعد ان أصبحت كثيراً من المدن حول العالم تتشابه في شكها العمراني حيث الأبراج السكنية و ناطحات السحاب، كما أكد أن المدن التراثية و المباني التاريخية هي من أكبر القطاعات التي تستقطب السياح في أوربا على مدار السنة. وتساؤل عن ماذا سيجد السياح في الكويت من مباني تاريخية ؟ فليس هناك سوى سوق المباركية!!! و مع الأسف تم ترميمه ترميما كليا بحيث فقد روحه وعبقه التاريخي من جهة, ومن جهة أخرى فهو غير متصل بمباني أخرى ذات طابع تراثي وبالتالي فقد جزء كبير من قيمته العمرانية.
 واضاف ان مدينة الأحمدي تحتوى علي الكثير من المباني التراثية والاثرية القديمة نسبيا ، والتي تم بناؤها بأسلوب فني بديع، يمكن مراعاتها والحفاظ عليه كجزء اصيل وقيمة نادرة من تراث الوطن ، حيث يوجد فيها بيوت انشأت من قبل شركة نفط الكويت ، حينما كان البريطانيون ينقبون عن النفط في تلك المنطقة ، وهي تشكل ملامح معمارية وتخطيطية مميزة ، مما يؤكد ويحتم علينا الي ضرورة الحفاظ عليها، بل وتحويلها الي متنزه عام و مثال يحتذى به في تشجير و تخضير المدن.

وقال ان تحويل هذه المنطقة الي متنزه عام او 'ناشيونال بارك ' بمعناه العالمي يعني انه بمثابة محميات وطنية تسمح للمواطنين والمقيمين الاستمتاع بها والتنزه فيها سيرا على الاقدام دون الحاجة الي السير بالسيارات فيها ، حيث يتم توفير ادوات مختلفة للتنقل داخل هذه المحميات ، وذلك من اجل المحافظة علي الحياة البرية الفطرية بالإضافة الي النباتات الموجودة في هذه المنطقة .

واشار الي ان الكويت تتمتع بوجود عدد من المناطق يمكن جعلها محميات طبيعية ، مثل الروضتين، والتي تتضمن وجود انواع من الحياه البرية ذات الطابع النادر، مما يوجب علينا ضرورة تخصيص محمية في هذه المنطقة ورعايتها من قبل الدولة ، مثلما تفعل الدول التي تعني بوجود تراث قومي، وتشجع على الجذب السياحي ، للتعرف علي اثار وتاريخ الكويتيين . مشددا على ضرورة السماح للناس بزيارة هذه المحميات في أوقات و مواسم محددة من غير دخول السيارات.

وأكد علي ان جنوب الكويت يحتوى علي جذب سياحي متميز اذا ما احسن استغلاله وتنظيمه، والتفكير فيه بطريقة عملية ، بالإضافة الي وجود عدد من الجزر لم يتم استغلالها بالصورة المثلي ، فجزيرة بوبيان تحتوى علي نوع نادر من الطيور له دورة حياه مميزة في طريقه تكاثره علي هذه الجزيرة ، وبالتالي يجب الحفاظ عليها وتحويل جزء منها إلى محمية عامة .

وقال ان الكويت كانت من اوائل الدول العربية السباقة في اصدار قانون لحماية التراث العمراني والحفاظ عليه ، والذي اصدر عام 1961 ، حيث نص علي ضرورة الحفاظ وحماية المباني ذات الطابع التراثي والمميز ، والذي يعبر عن مرحلة عمرية من تاريخ وهوية الكويت ، الا ان هذه القانون للأسف لم يفعل حتى الان ، مما ادي الى ازالة الكثير من المباني الجميلة ذات الطابع المميز والتي كانت في نفس الوقت تعبر عن مرحلة هامة في التاريخ الفني و العمراني  للوطن .

وفي ختام التصريح ، طالب الدواير بضرورة تفعيل القانون وحماية ما تبقي من هذه البيوت والمباني الاثرية ، وتعكس التطور الذي حدث علي مر التاريخ والعقود الماضية ، بحيث شكلت كل مجموعة من هذه المباني فترات هامة عاصرتها وشهدت عليها وعلى مدى التطور الذي يشهده القطاع المعماري و العمراني في الكويت.

الآن - المحرر المحلي

تعليقات

اكتب تعليقك