الحق بس يذكر، ولا شايفينه!!

الشاعر والأديب عبدالعزيز السعود الصباح رحمه الله له قصائد جزلة عديدة، اخترنا لكم من بينها هذه القصيدة والتي تعتبر من أفخر القصائد وأجزلها وأحكمها، تأتي هذه الكلمات المعبرة الصادقة لتقول ونقول معها جميعا.. أين الحق.. في هذه المأثورة في القصيدة العصماء الوافية الكاملة بالمعاني بيتاً.. بيتاً..

يامن يخبّرني عن الحق وينه..
هو مات.. وإلاّ من طغى الناس هايم

أسأل وما ألقى أحدٍ أستعينه..
عنده جواب ايطمّن البال دايم

واللي اشوفه واسمعه خابرينه..
انتوا جميع وحوله الشك حايم

والحق بس يذكر.. ولا شايفينه..
«حرفين» نسمعها من الناس دايم

لو كان به حق تبيّن ابحينه..
في عالمٍ كلّه ذنوب وجرايم

أما الصحيح وكلّنا عارفينه..
الحق للقوة وذا له علايم

كم حقٍ راح وما لقى من يعينه..
والزور بالقوّه يحوز الغنايم

وانا عرفت أهل الحسد والضغينه..
اللي يحبون الفتن والشتايم

وشرايكم يا أهل العقول الرصينه..
هل تسمحوا لي ذكرهم في قوايم

ليش أستفزوا غيرهم تاهمينه..
ما فكّروا بأوضاعهم والهزايم

واللي يصير بمالهم مشترينه..
ما يرفضون بسوقهم كل سايم

قالوا: تصبّر.. والصبر ذاكرينه..
قلت: الصبر دايم يهد العزايم

والمقتدر يفعل وتاصل يمينه..
مابه صبر.. إلاّ إذا كان شايم

دنيا تدور.. ولا تحب السكينه..
تاطا على درب السهل والعدايم

لو دامت الدنيا على حال زينه..
ما صار فيها من اهموم وظلايم

أحدٍ يعاف الزاد نفسه حزينه..
واحدٍ من الفرحة يقيم الولايم

واحد بأطماعه يدنس ايدينه..
دايم بتفكيره على السطح عايم

يبلغ وما يشبع وحاله زبينه..
ملهوف ما يرتاح قاعد وقايم

كم جاهل تأتيه فرصه ثمينه..
ويفوز من حظه بما كان رايم

وكم عالم امضى حلاوة سنينه..
بحث ودراسة لكن الحظ نايم

قد يظفر الثعلب بصيده سمينه..
يشبع ويرقد في ظلال الصرايم

وربما جاع الأسد في عرينه..
بعد السمينه ما ظفر بالهلايم

والجود اللي يشتهر فيه زينه..
حيث الكرم هو والمراجل توايم

سبحان من أنعم علينا بدينه..
حتى اجعله فينا قوي الدعايم

بعض الأوادم له نوايا لعينه..
ودّه على موتك تقام المآتم

يلقاك لي شفته بنفسٍ وطينه..
يفرح كما يفرح على الفطر صايم

ويضم في صدره أمورٍ دفينه..
يضحك وقلبه أسود اللون عاتم