(تحديث2) تونس حزينة ما بعد الثورة

عربي و دولي

النهضة التونسية ترفض تشكيل حكومة جديدة، ومواجهات عنيفة بين الشرطة التونسية ومتظاهرين في قفصة، والاتحاد العام التونسي يوافق على إضراب عام

2032 مشاهدات 0


قال شهود لرويترز ان الشرطة اطلقت قنابل الغاز يوم الخميس لتفريق مئات الشبان في مدينة قفصة بجنوب تونس كانوا يحتجون على مقتل الزعيم المعارض‭‭‬.

‬‬وقال احمد العيساوي وهو شاهد من مدينة قفصة لرويترز 'المئات خرجوا في مسيرة احتجاج ضد مقتل بلعيد لكنها تحولت الى مواجهات مع الشرطة التي القت قنابل الغاز بينما يلقي المتظاهرون الحجارة ويرفعون شعارات ضد النهضة.

وفي العاصمة تونس تجمع حوالي ٥٠٠ شخص في شارع الحبيب بورقيبة مطالبين رئيس الوزراء حمادي الجبالي بالرحيل‭‭.‬‬ ‭‭ ‬‬‭‭ ‬‬ورفع المتظاهرون شعار 'لا تعديل لا تحوير... يا جبالي خذ كلابك واستقيل‭‭'.

ومن جهة أخرى قال الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان إنه وافق على اضراب عام يوم الجمعة احتجاجا على مقتل الزعيم العلماني المعارض شكري بلعيد يوم الأربعاء.

وأعلنت السفارة الفرنسية في تونس في بيان مقتضب أن المدارس الفرنسية في تونس 'ستكون مغلقة استثنائيا يومي الجمعة والسبت'.
قررت فرنسا اغلاق مدارسها في تونس يومي الجمعة والسبت حسبما اعلنت السفارة الفرنسية بتونس الخميس، في اجراء يبدو انه مرتبط بتدهور الاوضاع الامنية في البلاد اثر اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد الاربعاء.
وقالت السفارة في بيان مقتضب ان المدارس الفرنسية في تونس 'ستكون مغلقة استثنائيا يومي الجمعة والسبت'.
ويؤم المدارس الفرنسية بتونس 7500 طالب من اربعين جنسية، اغلبهم من التونسيين.
ويعيش في تونس 25 الف فرنسي منهم 70 بالمئة يحملون جنسية مزدوجة فرنسية تونسية.

10:29:01 AM

أعلن رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي عن تشكيل حكومة كفاءات (تكنوقراط)، وعن تكوين خلية أزمة خاصة بالوضع الأمني بعد تطورات غير مسبوقة شهدتها تونس إثر اغتيال المعارض البارز شكري بلعيد بالرصاص وقرار حزب الجبهة الشعبية التونسية المعارض الانسحاب من الجمعية التأسيسية.

وقال الجبالي في مؤتمر صحفي مساء أمس إنه سيشكل حكومة كفاءات وطنية لا تنتمي لأي حزب لتسيير أمور البلاد حتى إجراء انتخابات سريعة، ودعا الجميع دون استثناء إلى تحمل مسؤولياته  وتزكية الحكومة.

وطالب الجبالي بوقف الاعتصامات والإضرابات لأشهر قليلة 'من أجل تونس'، كما دعا رئيس المجلس التأسيسي لتحديد تاريخ قريب للانتخابات القادمة، للخروج بأسرع ما يمكن من الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني الصعب، حسب قوله.

وسبق أن أعلن الجبالي اليوم أن اغتيال بلعيد عمل إرهابي وإجرامي يستهدف كل تونس، ودعا إلى التريث وعدم السقوط في فخ الاتهام المجاني، وأن تغلب جميع الأطراف مصلحة الدولة.

كما ألغى الرئيس التونسي منصف المرزوقي مشاركته في القمة الإسلامية بمصر والعودة لتونس من ستراسبورغ بفرنسا بعد أن قال لأعضاء البرلمان الأوروبي 'سنستمر في محاربة أعداء الثورة'.

أما رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي فوصف اغتيال بلعيد بالجريمة السياسية النكراء، وقال للجزيرة إن الاغتيال يستهدف استقرار البلاد والتحول الديمقراطي، ووصف منفذيه بأعداء الثورة والوطن والإسلام.

مواقف المعارضة

من جهته، قال المتحدث باسم الجبهة الشعبية حمة همامي إن الجبهة قررت تجميد عمل أعضائها في الجمعية التأسيسية المكلفة بكتابة الدستور بعد اغتيال بلعيد، وأضاف في مؤتمر صحفي أن غالبية أحزاب المعارضة تدعو أيضا إلى إضراب عام غدا الخميس وإلى استقالة الحكومة الحالية.

كما دعا القضاة والمحامون إلى إضراب اليوم وغدا احتجاجا على اغتيال بلعيد.

وكانت الجبهة قد عدت اغتيال بلعيد مدبرا ومخططا له منذ فترة طويلة، وقال محمد جمور عضو المكتب السياسي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد المنضوي في إطار الجبهة إن 'المجرم الذي نفذ عملية الاغتيال محترف لأنه سدد رصاصاته للصدر'.

وأوضح جمبور أن ما يؤكد أن عملية الاغتيال مدبرة أن 'وزارة الداخلية أعلمتنا أن بلعيد مستهدف من دون أن توضح الجهات المستهدِفة'، وأضاف أن القيادي الراحل رفض عرضا من الحكومة بالحراسة الشخصية، محملا الحكومة ووزارة الداخلية وحزب النهضة المسؤولية عن الاغتيال.

غير أن عضو المكتب السياسي للنهضة رياض الشعيبي أبدى تحفظه لما أعلنت عنه الجبهة الشعبية، وقال إن كل ذلك أمور يجب التثبت منها، وأضاف أن 'حركة النهضة التي تؤمن بالديمقراطية وحرية التعبير لا يمكن أن توفر غطاء لمن يريد تهديد السلم والأمن الاجتماعي بالبلد'.

تظاهرات

وتظاهر آلاف المواطنين في عدة ولايات تونسية تنديدا باغتيال بلعيد.

وتخللت المظاهرات مواجهات بين الأمن والمحتجين الذين هاجموا مقرات لحركة النهضة ورددوا شعارات معادية للحركة ولرئيسها.

وجرت أعنف التظاهرات وسط العاصمة تونس حيث قتل عنصر أمن في مواجهات بين آلاف من المحتجين والشرطة التي استخدمت بشكل مكثف قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

وفي مدينة سيدي بوزيد أطلقت الشرطة قنابل الغاز المدمع لتفريق متظاهرين هاجموا مقر مديرية الأمن، كما تظاهر العشرات في الشارع الرئيسي للمدينة للتنديد باغتيال بلعيد.

وهاجم متظاهرون مقرين لحركة النهضة في ولايتي سيدي بوزيد وقفصة، وتظاهر الآلاف أمام مقر وزارة الداخلية مطالبين بإسقاط الحكومة.

من جهتها توالت ردود الفعل الدولية والعربية المنددة باغتيال المعارض التونسي اليساري شكري بلعيد، ودعت مختلف الأطراف السلطات التونسية إلى سرعة القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة.

ودانت الولايات المتحدة الحادث، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية  فيكتوريا نولاند 'ليس هناك أي مبرر للقيام بعمل من أعمال العنف الوحشية والجبانة من هذا القبيل.. لا مجال للعنف في تونس الجديدة'.

ووصفت السفارة الأميركية بتونس الاغتيال بـ'الفعل الشنيع والجبان'، وحثت الحكومة التونسية على إجراء تحقيق عادل وشفاف ومهني بقصد تقديم الجناة إلى العدالة وفقا للقانون التونسي والمعايير الدولية'.

وعبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن قلقه من تنامي العنف في تونس، وقال مكتب الرئيس الفرنسي في بيان إن 'هذه الجريمة تحرم تونس من واحد من أكثر الأصوات الشجاعة والحرة'، ودعا البيان إلى احترام المثل التي طالب بها التونسيون في ثورتهم.

من جانبه عبر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله عن 'حزنه' لمقتل بلعيد، ووصف الحادث بأنه 'فظيع'، ودعا المسؤولين السياسيين التونسيين إلى 'حماية إرث' الثورة.

وأكد كل من مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كاثرين آشتون والمفوض الأوروبي لشؤون توسيع الاتحاد شتيفان فيوله أن 'تزايد جرائم العنف السياسي على أيدي المجموعات المتشددة.. يمثل خطرا على التحول السياسي'.

ودعا السياسيان الأوروبيان لإنهاء العنف في تونس، وشددا على ضرورة أن تتم عملية الانتقال للديمقراطية من خلال الحوار البناء، وطالب السلطات التونسية بسرعة الكشف عن مرتكبي جريمة اغتيال بلعيد ومعاقبتهم.

دعوة للتحقيق

بدورها دانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي اغتيال بلعيد الذي وصفته بالمدافع البارز عن حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية، والمعارض للعنف السياسي، ودعت السلطات إلى 'اتخاذ إجراءات جادة للتحقيق في مقتله وغيره من الجرائم ذات الدوافع السياسية على ما يبدو، وتوفير حماية أفضل للأشخاص الذين تلقوا تهديدات'.

واعتبرت عضو مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تونس سيسيل بويلي أن اغتيال بلعيد في هذا الوقت له دوافع سياسية، وأضافت 'نحن نشتبه بأن الاغتيال قد ارتكب في بيئة من العنف السياسي المتزايد، فقد كان هناك العديد من الهجمات على مقرات الأحزاب السياسية والتجمعات'.

من جانبها دانت الجزائر اغتيال المعارض التونسي، وقال بيان صادر عن الخارجية الجزائرية مساء الأربعاء إن الجزائر ترفض استعمال العنف بجميع أشكاله وسيلة للتعبير السياسي.

وكان المنسق العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين في تونس شكري بلعيد اغتيل صباح الأربعاء بالرصاص في العاصمة التونسية، في أول حادث من نوعه منذ الثورة التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، ما أدى إلى تظاهرات غاضبة وهجمات على مقار حزب حركة النهضة الحاكم في البلاد.

الآن : وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك