مسؤولية إنقاذ مصر اليوم بيد أبنائها.. هذا ما يراه محمد الجادر

زاوية الكتاب

كتب 513 مشاهدات 0


القبس

مسؤولية 'إنقاذ' مصر

د. محمد العبد العبد الله الجادر

 

الشأن المصري ليس شأناً محلياً غير قابل للتداول، فعلى مدى السنتين الماضيتين كان الشأن المصري حاضراً، وبالنسبة لي كتبت أكثر من مرة عن مصر، وتداولات عديدة مع أصدقاء ومهتمين بهذه الدولة المحورية والمركزية في العالم العربي، مسؤولية إنقاذ مصر اليوم بيد أبنائها، فقد اختار المصريون وبأيديهم التغيير، وكانت المؤشرات واضحة بأن هذا التغيير كان بإرادة شعبية، وتحت ظل الجيش المصري الذي قام بمهمة وطنية لتسليم السلطة، ولكن سيناريو الأحداث بدأ بالتحول مع سيطرة «الإخوان المسلمين» الذين نجحوا في تعبئة جماهير في مصر، وبالذات من اتباع التيار المدني المصري، في مقاومة ما سمي بـ«الفلول» وهم بقايا من تعامل مع النظام السابق. ومع تسلم الرئيس الحالي مرسي عبر الانتخابات، بدأت مخاوف التيار المدني وهي مخاوف مشروعة وحقيقية، خصوصاً في ظل بعض التعديلات في مواد الدستور وأسلمة القوانين وخوف الأقلية المسيحية التي تعايشت في مصر بلادها عبر آلاف السنين، وساهم هذا في تكوين جبهة إنقاذ مصر وهي جبهة تجمع القوى المدنية وساهم بعض منها بقوة في وصول الإخوان إلى سدة الحكم، رغم فهمهم التاريخي لحقيقة مشروع جبهة الإخوان المسلمين للسلطة، وهو التحدي الحقيقي، وأن ما يواجه جماعة الإخوان المسلمين هو تحد ضخم، خصوصاً في ظل عدم وجود مشروع تنموي أو نهضوي حقيقي، وهو واضح في طريقة «إدارة» مصر حالياً.

إن مسؤولية نهضة مصر اليوم بيد رجال ونساء وشباب قادوا ثورة وحلموا بدولة ديموقراطية عادلة، دولة مؤسسات تحميها السلطة القضائية وجيش وطني وأجهزة أمنية تحمي المواطن وليس السلطة، ولو استمرت الإدارة الحالية في مصر دون انفتاح على الجميع، وتبديد المخاوف الاجتماعية والاقتصادية لشرائح كبيرة من المصريين، فإن تصدعها حتمي، وسيكون الانهيار اقتصاديا، وسينعكس ذلك على صناديق الانتخابات وشعبية الجماعة، رغم محاولات السلطة الحالية للإمساك بمفاصل الدولة والسيطرة على الأجهزة الحساسة، قلوبنا دوماً معاك يا مصر.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك