احتفالات تاريخية بمئوية السينما المصرية

لم تثبت الدراسات والأبحاث حتي الآن يوما محددا لبداية صناعة السينما في مصر.. اختلف المؤرخون حول التاريخ، هناك من اكد ان البداية عام 1906 في حين يري آخرون انها بعد ذلك بعام وتحديدا في يونيو ..1907 ويري فريق ثالث انها خلال منتصف عام 1907 دون تحديد يوم فليس هناك وثيقة تثبت تاريخا ويوما بعينه لتصوير وانتاج اول فيلم مصري تسجيلي لزيارة الخديوي عباس للاسكندرية والذي انتجته محلات عزيز دوريس بالاسكندرية.. فالخبر الوحيد الذي نشرته 'الاهرام' حول هذا الموضوع بتاريخ 21 يونيو 1907 يفيد انه تم التصوير ولم يحدد متي بدأ او حتي متي انتهي! ليس هناك يوم مؤكد ومتفق عليه.. وكل ما نستطيع تأكيده هو ان مصر عرفت السينما كصناعة بعد اكثر من احد عشر عاما مضت علي ظهور اختراع السينما علي يد الاخوين 'لوميير' اللذين نجحا في اقامة اول عرض سينمائي في مقهي 'لوجران' بشارع 'الكابيسسين' بباريس وكان ذلك في 28 ديسمبر ..1895 وإنما كان الثابت تاريخيا انه لم يمض عام كامل حتي شهدت مصر اول عرض سينمائي بمدينة الاسكندرية في 5 نوفمبر 1896 ثم بالقاهرة في 28 نوفمبر من نفس العام! احتفالية غير مسبوقة بمئوية السينما ورغم الخلاف حول الموعد الدقيق الذي يتحدد معه مرور مائة عام علي السينما المصرية الا انه ومن العام الماضي كان قرار فاروق حسني وزير الثقافة بالاحتفال بمئوية السينما المصرية خلال عام 2007 لتمتد الاحتفالات طوال العام فلا تقتصر علي شهر او يوم محدد.. وهو ما أكده علي ابوشادي الامين العام للمجلس الاعلي للثقافة فقال 'الاحتفال بمئوية السينما سيكون احتفالا تاريخيا تشارك فيه كل الجهات المعنية، وسيشمل عروضا سينمائية، وترميما لافلامنا القديمة التي تعد من تراث السينما المصرية.. واصدار الكتب والنشرات حول تاريخ السينما في مصر.. بخلاف برامج خاصة ومتنوعة لندوات ومؤتمرات تناقش كل اوجه الصناعة.. فقد اعددنا انفسنا لتكون الاحتفالات مختلفة ومبهرة ليشعر بها كل المواطنين وليس الصفوة والمثقفين فقط. وبالفعل قمنا بتنفيذ جزء من الاحتفالية خلال النصف الاول من العام وذلك خلال المهرجان القومي للسينما المصرية حيث اقيمت حلقة بحثية حول واقع السينما المصرية الآن قدم خلاله 18 بحثا متميزا.. واقمنا كذلك معرضا للآلات والصور هذا غير برنامج تم فيه عرض 10 افلام تمثل بدايات السينما المصرية أعيد عرضه بعد المهرجان بمركز الابداع بالاوبرا.. كان هذا في النصف الاول من العام.. وانما الجزء الاهم والاكبر من الاحتفالية سيبدأ من اول يوليو القادم ويستمر حتي نهاية هذا العام.. والهدف من الاحتفال هو تذكير الناس ببداية صناعة السينما المصرية وتاريخها ولايهمنا في هذا المجال تحديد اليوم الحقيقي لبداية السينما في مصر والذي اختلف حوله المؤرخون.. فالباحث والمؤرخ احمد الحضري يري انه خلال شهر يونيه 1907 في حين يري الباحث والمؤرخ محمود علي ان البداية كانت في 1906 لذلك اري ان نعيد البحث في صحة ماورد بدراسة محمود علي وفي دقة هذا التاريخ.. وان كان هذا لن يقيدنا بيوم محدد للاحتفال'. تكريم الرواد: اما المؤرخ احمد الحضري مقرر لجنة السينما بوزارة الثقافة والتي اعدت برنامجا خاصا بالاحتفال يقول 'رغم اني اؤكد ان بداية صناعة السينما في مصر كانت خلال الفترة الواقعة في منتصف عام 1907 تقريبا.. الا ان اللجنة وضعت برنامجا للاحتفال بمئوية السينما يستمر طوال العام الحالي ليليق باهمية وتاريخ الصناعة العريقة.. وقد رأت اللجنة ان يبدأ البرنامج الخاص بتكريم الرواد بعد انتهاء اجازة الصيف وتحديدا في اكتوبر القادم­ حيث يتم تكريم عدد من كبار الرواد في جميع المجالات مثل حسن داهش 'التصوير' وميلا 'المونتاج' وكمال عطية 'الاخراج' وجستوني 'صناعة الآلات وذلك اعترافا بجميلهم واسهاماتهم في صناعة السينما المصرية.. وفي شهر ديسمبر تقام ندوة ضخمة حول افلام الثلاثينات في السينما المصرية وبعدها الاربعينات ثم الخمسينات وهكذا.. لنذكر انفسنا بالجهد الذي بذله الاوائل وخلال هذا البرنامج يتم عرض 'سلامة في خير' و'لاشين' و'العزيمة' و'الوردة البيضاء' وغيرها مما يعد تحفا باقية وتم الاتفاق مع التليفزيون ليقوم باعادة عرض الافلام القديمة خلال هذا العام.. وفضلا عن مشاركة عدد كبير من الجهات المعنية بالاحتفال مثل معهد السينما وغرفة صناعة السينما وغيرها.. اقترحنا ان تقوم اللجنة العليا للمهرجانات باشراك العالم معنا في الاحتفال بمئوية السينما المصرية وذلك من خلال برنامج اضافي تقدمه مهرجانات العالم المختلفة يعرض خلاله فيلم او عدة افلام تمثل تاريخ السينما المصرية وقد استجابت العديد من المهرجانات لهذا الطلب.