الكندري: نعاني من مناهج تدريسية عفى عليها الزمن وتطويرها اصبح واجبا لمواكبة التطور
محليات وبرلمانمايو 10, 2008, منتصف الليل 489 مشاهدات 0
طالب مرشح الدائرة الأولى عبدالله يوسف الكندري بتطوير المراحل التعليمية لمواكبة التطور العالمي و تساءل حول المبالغ المالية الضخمة التي صرفت على العملية التعليمية في الكويت منذ السبعينات ، وقدرها بمليارات الدنانير ، اليوم في الكويت و نحن على أعتاب نهايات العقد الأول من الألفية الجديدة، لدينا سوق عمالة وطنية يقدر بــ 320 ألف موظف و موظفة، و 76 % منهم يحملون مؤهلات ما دون الثانوية العامة، 17 % منهم إما أمي أو يقرأ و يكتب، على الرغم من قوانين إلزامية التعليم، تظل تلك النسب شاهدا على مقدار الفشل الذريع الذي تعاني منه البلاد على مستوى مخرجات العملية التعليمية، و على صعيد آخر تقارير منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة ( اليونسكو ) فإن في العام 2005، يبلغ معدل الإنفاق الحكومي لدى سوريا مثلا 14.2 % من الإنفاق العام، و في الولايات المتحدة بلغت النسبة 13.7 % من الإنفاق العام، بينما تكون النسبة لدينا في الكويت 12.9 % من الإنفاق العام، فبينما تهتم كافة الدول بالنشأ، نجد أن الوضع لدينا في الكويت مغاير مختلف بشكل مثير للتساؤل و الحيرة.
و قال : ' كلنا نعلم جيدا مقدرات الدولة تعليميا، فجميعنا إما قد درس في إحدى المراحل الدراسية الحكومية، أو على أقل تقدير احد من أقربائه قد درس فيها، فكم كانت و ما زالت تلك المقدرات ضئيلة متواضعة، غير قادرة على المضي قدما نحو تحقيق مستقبل واعد لأجيال هذا الوطن، فإن أبنائنا ما زالوا يدرسون في ذات المباني التي درسنا بها، و ما زالت النظم التعليمية القديمة تمارس، من دون أي تطوير، و احيانا حتى من دون تعديل، فحالة التخبط الغامضة التي تعاني منها المناهج الدراسية قائمة، و الوسائل التعليمية القديمة الفاقدة لروح التطور و المواكبة للتعليم الحديث ما زالت قيد الإستعمال، و حتى كلاسيكيات الأزمات التعليمية من عدم توفير الكتب في مطلع السنة الدراسية، و أزمة نقص المدرسين، ما زالت محط أنظار كافة المجتمع لدى إنطلاق كل عام دراسي جديد، فكيف نرتجي من نظام قد عفى عليه الدهر، و أكلت منه العثة و السوس ما أكلت، أن تكون مخرجاته نشأ قادر على مواجهة التحديات الجديدة، في ظل هذا الرتم المتسارع من تداخل الدول في بعضها عبر نظام إقتصادي جديد جعل من العالم قرية واحدة ' .
و أوضح إن العملية التعليمية هي و من دون مواربة الحصن الأول للدفاع عن عقول النشأ، و مقدرات الوطن بجيل واعي، و حقنا نحن بقيادات واثقة بقدراتها على النهوض بأنفسها و بنا كي نصل إلى بر الأمان، إن العقول المفكرة المدججه بسلاح العلم و المعرفة هي أولى الخطوات نحو تنمية فعلية حقيقية، قادرين بها على تحويل هذا المجتمع من مجتمع مستهلك إلى مجتمع منتج، و على تحويل ثروات هذا الوطن القائمة على مورد ناضب كالنفط، إلى مورد متجدد لا متناهي من العقول الشابة المتميزة التي ستكون و بلا أدنى شك مورد هذا الوطن الدائم.
و أكد الكندري إن القدرة على صناعة الفرد الفعال المنتج لهي من أكثر الصناعات نجاحا و أعلاها ربحية، فإن الفرق بين الفرد المتعلم الواعي، و الفرد الأمي الجاهل، هو الفرق بين شق غمار المستقبل برؤى واضحة، و بخطى علمية مدروسة، تكون نتائجها معروفة و أكيدة، و بين مسيرنا الحالي فاقد المنهاجية و التخطيط الدقيق، غير واثقين إلى أين سيتنتهي بنا الحال.
و أضاف إلى إن العملية التعليمية في الكويت و بكل أسف محدودة، تنتهي متى أتم المتعلم المراحل الدراسية، و هذا أمر غاية في الخطورة، فالتعليم عملية مستمرة لا تنتهي، فجميعنا طلبة و ندرس من اليوم الأول حتى الأخير في حياتنا، كم هي كثيرة تلك القيادات الحكومية التي قد إنتهت من المراحل الدراسية منذ عقود، و هي الآن تقود البلاد في ميادين عديدة، و لكنها بكل أسف فقدت أهلية القيادة السليمة لهذا الوطن، لا لعدم إخلاصها أو لفقدها قدرتها على العطاء، ولكن لأنها قد إنقطعت عن العملية التعليمية، و التي قد تطورت بها العلوم كافة منذ ان إنتهى بها الحال أن دخلت إلى سوق العمل المحلية، و قس على ذلك كافة قوى العمل الوطنية، إلا من رحم ربي و إنتهى بها الحال إلى العمل في القطاع الخاص الذي يفرض على عاملية المواكبه الدائمة لما هو حديث و للتعليم المستمر.
و تمنى الكندري من الدولة متى إبتغت التطوير الحقيقي أن تعمل أولا على تطوير آلياتها التعليمية، بحيث ان تكون متواكبة مع ما هو متطور و حديث من آليات التعليم الجديدة، و يجب أن تولى كافة إهتمامها على ان تكون الهيئة التدريسية على أعلى مستوى من القدرات و التدريب، حتى توفر لأبنائنا و بناتنا الأفضل، و يجب تطوير العملية التعليمية بحيث أن تشمل الجميع، من دارسين في المراحل الدراسية التعليمية، و من خريجين يرغبون عن فرص في التعليم العالي، و من موظفين تواقين للتطور في الأداء الوظيفي، و من قيادات لابد من إعادة تأهيلها حتى تكون على قدرة كافية لقيادة هذا البلد، إلى أن يحين الوقت و يسلموا حق الريادة لمن يتلوهم من نشأ واعي قادر على رفع الراية، و على إكمال المسيرة، كي يكونوا بحق لبنه لكويت الغد.
تعليقات