'وجه العنز!!' علي البغلي واصفا حكومة المبارك

زاوية الكتاب

كتب 1970 مشاهدات 0


إذا كان المجلس بجيب الحكومة فالحكومة ترتعد من المجلس!

بعد أول إعلان لأسماء التشكيلة الحكومية الأخيرة أصبنا بخيبة أمل.. فلا اسم فيها له إنجاز يذكر أو تاريخ، بل إن بعضاً منهم كانت تحوم حول اسمه علامات الشك والريبة.
 
فاثنان من وزراء الحكومة الحالية كانا عرضة للتحقيق في قضايا ومخالفات إدارية عندما كانا موظفين فيها.. فكيف أعيّن الموظف المخطئ على رأس الوزارة التي ارتكب الخطأ فيها؟! لا، بل إن الأدهى والأنكى والأمر، هو كيفية تعامل الوزير الحالي (الموظف المعاقب السابق) مع من أحاله إلى التحقيق، ومن حقق معه وأوقع عليه العقوبة الإدارية؟! فالحكومة من أول نظرة لنا عليها كانت من فئة «شوف وجه العنز واحلب لبن»!
 
* * *

تأتي حكومة «وجه العنز» وتتعامل مع أعضاء المجلس، الذي لا يملك معظم أعضائه أي خبرة وحنكة سياسية سابقة، تتعامل معهم بتعال وفوقية لكي يرضى عن أعضائها أساطين الأغلبية المبطلة، الذين نقلوا نشاطهم السياسي إلى الشوارع والحواري والمناطق السكنية والطرقات السريعة!
 
وقد وقر في ذهن بعض الوزراء أن المجلس الذي أتى برغبة سامية، وبأصوات 40 في المائة من الشعب، والذي قاطعته الأغلبية المعارضة لمرسوم الصوت الواحد، والتي لم تتجاوز الـ 18 من المقيدين في القيود الانتخابية ومن الناخبين هو مجلس مؤقت، فإن لم يسقط بضغط نشاطات الأغلبية المبطلة الشوارعية، فقد يسقطه حكم المحكمة الدستورية المنتظر!
 
* * *

عندئذ ومن الطبيعي أن تثور حمية بعض النواب من النواب القدماء والجدد، ويحتذوا بالأغلبية المبطلة التي كانت تفطرنا على استجواب وتغدينا على آخر، ثم تعشينا على ثالث.. أنسيتم استجواب القسم، بأن الوزير رايح رايح أثناء الحملات الانتخابية؟! أنسيتم استجوابات رئيس الوزراء غير الدستورية في أول أسبوع لمجلس 2009 - 2012؟! أنسيتم تقديم 6 استجوابات مرة واحدة؟! أنسيتم الثورات المضرية حين طلب تحويل الاستجواب إلى اللجنة التشريعية أو إلى جلسة سرية؟! وهناك قائمة طويلة بالمخازي الاستجوابية للأغلبية المبطلة، إن كنتم نسيتموها نفكركم بها على حد قول أم كلثوم «إن كنت ناسي أفكرك»!.
 
* * *

فما المشكلة في أن يقدم نواب مجلس «الصوت الواحد» أربعة استجوابات دفعة واحدة، وهي استجوابات بعضها مستحق، وبعضها هلامي، وبالإمكان الرد عليه ودحضه وتفنيده من قبل أي وزير له ثقة بعمله وبأدائه، فهذه الاستجوابات التي ثار عليها الكثيرون لم نلاحظ تجييشاً لطرح الثقة معها قبل طرح الاستجواب للمناقشة، وقبل سماع وجهة نظر الوزير كما لاحظ الجميع من الأغلبية المبطلة في الاستجواب الأخير للوزير مصطفى الشمالي العام الماضي.
 
ولذلك، شكّل لنا تأجيل الاستجوابات لدور الانعقاد المقبل صدمة، فهو سابقة غير مسبوقة، نتمنى أن تبين في عيون الحكومة، فالمجلس إذا كان في جيب الحكومة، فإن أعضاء الحكومة يرتعدون من المجلس!
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

علي أحمد البغلي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك