واشنطن تتجه لدعم ثوار سوريا

عربي و دولي

تجدد الإشتباكات والمعارك بحلب والعاصمة وسقوط 188 قتيلاً

1506 مشاهدات 0


قالت مصادر مطلعة إنه من المتوقع أن تقدم الولايات المتحدة إمدادات طبية ومساعدات غذائية لمسلحي المعارضة السورية، وذلك بالتزامن مع مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي ستحتضنه روما اليوم الخميس.

وفي تغير للموقف الأميركي نحو القيام بدور أكبر في سوريا، قالت المصادر إن الولايات المتحدة تخطط لتزويد مسلحي المعارضة بمساعدات طبية وغذائية بشكل مباشر، وأضافت أن هذه المساعدات لن تكون في الوقت الراهن ذات طبيعة عسكرية، ولن تشمل أيضا أي تدريب عسكري.

ونقلت رويترز عن مصادر -رفضت الكشف عن هويتها- تأكيدها بأن مؤتمر روما سيشهد إعلان واشنطن زيادة المساعدات الموجهة للمعارضة السورية.

وسيحصل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة على قدر من الأموال أكبر بكثير مما سيحصل عليه مسلحو المعارضة، وذلك بعد أن قدمت الولايات المتحدة حتى الآن مساعدات تزيد قيمتها عن خمسين مليون دولار تشمل معدات غير قتالية إلى المعارضة المدنية السورية، وحوالي 365 مليون دولار لمنظمات غير حكومية من أجل التكفل باللاجئين السوريين في الدول المجاورة.

ووفقا لنفس المصدر ما زالت واشنطن تعارض تقديم معدات قتالية، ولن تقدم مواد -تحدثت واشنطن بوست عنها في وقت سابق- مثل سترات واقية من الرصاص أو ناقلات جند مدرعة أو تدريبا عسكريا في الوقت الحالي.

وامتنعت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ترافق وزير الخارجية جون كيري في زيارته إلى روما عن التعقيب على هذه المعلومات، ومن المرجح أن يعلن كيرى الخطوات الجديدة في أعقاب محادثات مع المعارضة السورية في اجتماع أصدقاء سوريا اليوم الخميس.

وقال كيري أمس الأربعاء إن اجتماع روما سيعمل على استكشاف سبل تسريع وتيرة التحول السياسي في سوريا، مشيرا إلى أهمية العمل على وصول المساعدات إلى المناطق التي حررت من النظام السوري، حسب تعبيره

وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي في باريس أن واشنطن ستحاول حمل الرئيس الروسي على تغيير حساباته بشأن سوريا.

مطالب المعارضة

من جانبه أكد رياض سيف نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أن الائتلاف سيطلب 'دعما عسكريا نوعيا' أثناء مؤتمر روما.

ونقلت رويترز عن سيف قوله 'نطلب من أصدقائنا تقديم كل عون يمكننا من تحقيق مكاسب على الأرض ويسهل عملية الحل السياسي من مركز القوة وليس من مركز الضعف'.

وأوضح أن المعارضة تتوقع أن يكون الدعم 'سياسيا وإغاثيا ونوعيا وتسليحيا'، وامتنع عن الخوض في التفاصيل، لكنه قال إن 'اجتماعات خاصة' ستعقد لمناقشة مسألة الدعم العسكري.

وردا على سؤال عن إمكانية إرغام الرئيس بشار الأسد على قبول حل سياسي، قال سيف إن الميزان العسكري يميل في غير صالح الرئيس السوري، وأضاف 'ليس جميع السوريين الذين تحت سلطة بشار الأسد موالين له والذين تحت سلطته يجب أن ينأوا بنفسهم عنه ويتركوه لقدره'.

وكان عضو اللجنة القانونية في ائتلاف قوى المعارضة والثورة السورية هشام مروة قال للجزيرة إن الائتلاف ينتظر اتخاذ قرار بالسماح بتزويد الثوار بالسلاح في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري.

وقد رحب البيت الأبيض في بيان له بقرار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المشاركة في اجتماع روما.

وقال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي إن الاجتماع يعد سبيلا ليبحث الائتلاف مواقفه من الوضع في سوريا مع المجتمع الدولي، ولبحث سبل تسريع المساعدة للمعارضة والدعم للشعب السوري.

يأتي ذلك بعد إعلان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن بلاده تستعد لتقديم زيادة كبيرة في حجم الدعم الذي تقدمه للمعارضة السورية. ولم يوضح بايدن أو هيغ طبيعة المساعدة أو الدعم اللذين تحدثا عنهما.

وكان الائتلاف الوطني قد عدل عن قرار بعدم المشاركة في اجتماع روما بعد تلقيه وعودا بالحصول على دعم نوعي في هذا اللقاء، غير أن المجلس الوطني السوري -أكبر تشكيلات الائتلاف- ما زال مصرا على المقاطعة.

وفي المنتدى الخامس لتحالف الحضارات في العاصمة النمساوية فيينا أعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن الأسف 'لتقاعس المجموعة الدولية حتى الآن عن اتخاذ الموقف الذي ننتظره'، وكرر قوله إن أيام النظام السوري باتت معدودة.

وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في خطابه إلى الوضع في سوريا، معربا عن 'قلقه البالغ من خطر أعمال العنف الطائفية وعمليات الانتقام الجماعية إذا ما استمر تدهور الوضع'.

أوضاع اللاجئين
من جانب آخر قالت المسؤولة عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس في ختام مشاورات حول سوريا في مجلس الأمن، إن الوضع الإنساني في سوريا يتفاقم بوتيرة تجعل الأمم المتحدة ومنظمات مساعدة أخرى تجد صعوبة في مواجهته.

وذكرت منظمة أوكسفام الخيرية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها أن عدد اللاجئين قد يتخطى المليون في الأسابيع القادمة، وأشارت إلى أن نحو 5000 لاجئ يغادرون سوريا يوميا باتجاه الدول المجاورة بارتفاع وصل إلى 36% مقارنة بديسمبر/كانون الأول الماضي.

وأمام هذه الأعداد لم تتلق الأمم المتحدة سوى 20% من الأموال التي تعهدت بها الدول المانحة باجتماع الكويت في يناير/كانون الثاني التي وصلت إلى 1.5 مليار دولار.

وأكدت آريكا فيلير، مساعدة المفوض السامي المعنية بالحماية في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن الضغوط على البلدان المضيفة قد فاقت قدراتها والموارد المتاحة لديها، وشددت على وجوب أن يتم تقاسم الأعباء على وجه عاجل.

في المقابل تحدث السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري عن حاجة بلاده إلى مساعدة حقيقية ومحايدة، وانتقد تصريحات آموس وقال إنها لا تتصل بالواقع القائم على الأرض.

واتهم الجعفري كلا من السعودية والكويت والإمارات بالتراجع عن تعهداتها المالية المعلنة في مؤتمر الكويت.

ميدانياً قال نشطاء سوريون إن عدد القتلى في سوريا ارتفع الأربعاء إلى 188 قتيلا معظمهم في دمشق وريفها وحلب، فيما دارت اشتباكات في مدن وبلدات قرب دمشق بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول فرض سيطرتها الكاملة على محيط العاصمة الذي تعرض لقصف بالطيران الحربي.

وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن اكتشاف نحو 70 جثة لأشخاص أعدموا ميدانيا في السفيرة بريف حلب. وتضم قائمة القتلى خمسة سقطوا في قصف استهدف طريق سرغايا في الزبداني في ريف دمشق.

وفي دمشق 'سقطت عدة قذائف هاون خلف القضاء العسكري وقرب كلية الآداب' في منطقة المزة في غرب المدينة، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدث عن وقوع إصابات.

من جهتها، تحدثت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن سقوط قذيفتي هاون أطلقهما من وصفتهم بإرهابيين قرب كلية الآداب ومشفى الأسد الجامعي في دمشق'.

وفي الوقت نفسه، قال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية إن خمس قذائف هاون سقطت على مجمع أمني أمس في منطقة الجمارك بقلب دمشق، ثم أعقب ذلك انتشار أمني كثيف في المنطقة ووصول عدد من سيارات الإسعاف.

وفي شرق العاصمة 'تعرض حي جوبر لقصف براجمات الصواريخ' تزامنا مع اشتباكات تدور فيه بين الثوار والقوات النظامية، حسب المرصد الذي تحدث عن 'حملة دهم واعتقال عشوائي للقوات النظامية في حي مساكن برزة' في شمال العاصمة.
النظام السوري واصل قصفه للعديد من المدن السورية (الفرنسية)

معارك عنيفة
وتخوض كتائب الجيش السوري الحر معارك عنيفة ضد القوات السورية، وتواصل حصارها للواء التاسع والثلاثين في الغوطة الشرقية الذي يضم كتائب الكيمياء والإشارة والخدمات الطبية.

وكانت مناطق الغوطة تعرضت لقصف عنيف بالدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ والطيران بعد التقدم الذي أحرزه الجيش الحر في حي جوبر بدمشق.

وفي تطور آخر قال ناشطون سوريون إن الجيش الحر قصف بقذائف الهاون ما يعرف بالمربع الأمني في حي كفرسوسة بدمشق الذي يضم عددا من الفروع الأمنية، بينما ارتفعت وتيرة الاشتباكات شرق وجنوب العاصمة.

وتعرض حي الحجر الأسود للقصف، بينما سقطت قذائف هاون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، حسب المرصد الذي لم يشر إلى سقوط ضحايا.

كما كثف الجيش النظامي مجددا قصفه بالدبابات والطائرات على مواقع الثوار في دير العصافير وعربين ودوما وعدرا ومخيم اليرموك والقابون وغيرها.

وتتمركز في هذه المنطقة أقوى الأفرع الأمنية التابعة للنظام، وبينها فرع المداهمة رقم 215 وشعبة الأمن العسكري والمقر القديم لفرع فلسطين، إضافة إلى ثكنات للجيش والأمن متعددة التسميات.

من جهته قال المركز الإعلامي السوري إن قوات النظام استهدفت بالصواريخ المنطقة الصناعية في حي القابون بدمشق، في حين أكد ناشطون أن قصفا بالمدفعية الثقيلة أصاب أحياء دمشق الجنوبية.

وأرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية مدعومة بآليات ومدرعات إلى مدينة داريا في ريف دمشق، حيث تحاول هذه القوات اقتحام المدينة المحاصرة منذ أكثر من مائة يوم.

وقال المرصد إن اشتباكات اندلعت في مدينة الزبداني وعلى أطراف مدينة زملكا من جهة المتحلق الجنوبي، وهو طريق سريع يفصل بين دمشق وريفها من جهتي الشرق والجنوب.

وفي محيط العاصمة، قتل خمسة مقاتلين معارضين جراء اشتباكات وقصف تتعرض له مدينة دوما (شمال شرق)، حسب المرصد.

اشتباكات بحلب
وفي محافظة حلب (شمال البلاد)، واصل الثوار استهدافهم لمطاري حلب الدولي والنيرب العسكري، بينما قصف الطيران الحربي محيط مدرسة الشرطة بخان العسل بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة في المنطقة.

ودارت اشتباكات عنيفة في عدد من أحياء مدينة حلب القديمة، بينها محيط المسجد الأموي الذي تمكن الثوار من دخول باحته الثلاثاء.

وأوضح المرصد أن الجامع هو 'تحت السيطرة المشتركة، إذ يسيطر الثوار على جزء من الجامع، وتسيطر القوات النظامية على جزء آخر'.

وأشار إلى أن الثوار حاولوا التقدم في اتجاه القصر العدلي، إلا أنهم جوبهوا بنيران كثيفة من القناصة المنتشرين في المنطقة التي تشهد اشتباكات.

وفي ريف حلب، شن الطيران الحربي غارات على بلدتي مسكنة وتل عابور، إضافة إلى بلدة خان العسل التي تشهد اشتباكات في محيط مدرسة الشرطة الواقعة فيها، حسب المرصد.

قتلى وقصف
وفي إدلب (شمال غرب)، قال المرصد إن رضيعا وسيدة ورجلا قتلوا جراء قصف من القوات النظامية على مدينة سراقب، في حين تعرضت بلدة سرمين لقصف بالطيران الحربي.

وأفاد ناشطون بأن الجيش الحر أسقط مروحية عسكرية لقوات النظام في منطقة عين عيسى بمحافظة الرقة (شمال)، وقالوا إن الطائرة كانت تزود الفوج 93 العسكري بالذخيرة قبل سقوطها، في حين استهدفت قوات النظام مدينة الطبقة بريف الرقة في قصف جوي.

وقالت شبكة شام إن عددا من القتلى والجرحى سقطوا جراء قصف قوات النظام مدينة تلبيسة بريف حمص، وذكرت هيئة حماية المدنيين أن النظام يقصف المدينة منذ 262 يوما بكل أنواع الأسلحة الثقيلة، وذلك من حاجز عسكري جنوبا وكتيبة الهندسة المجاورة وعدة قرى قريبة موالية للنظام.

وأكد ناشطون أن القصف تجدد أيضا على حي الخالدية بحمص، وعلى مدينتي الحولة والرستن في ريف المحافظة، وبث الناشطون صورا لآثار القصف في بعض المناطق.

وفي ريف درعا، قالت شبكة شام إن طيران جيش النظام ألقى براميل متفجرة على بلدة أم المياذن، كما قصف بلدة غباغب ومدينة داعل.

وفي الجولان السوري المحتل، سقطت قذيفة أطلقت الأربعاء من الأراضي السورية إلى الجزء الذي تحتله إسرائيل من الهضبة، دون أن يتسبب انفجارها بأضرار أو إصابات، كما أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

الآن : وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك