لن يتحقق الإصلاح السياسي والدستوري بدون ائتلاف.. مبارك صنيدح مؤكدا
زاوية الكتابكتب مارس 1, 2013, 12:45 ص 807 مشاهدات 0
خلوة سياسية
أنخت ركاب فكري أمام الخصام السياسي أتهجى حروفه أسبر غور كلماته أستمع لنشيج حنجرته وهو يشق غباره في المضمار السياسي ويفتح معجم ألفاظه للمتشاكسين والمتخاصمين والمتنابزين بالألقاب.. وكل من يشتغل بالسياسة من ناشط ومغرد ورموز سياسية على مختلف ألوان الطيف السياسي يضع في خنصر يده اليسرى خاتم الخصام السياسي يفاخر فيه ويتباهى به ولا ينزعه من يده لا في سفر ولا حضر ولا نوم ولا وضوء أو صلاة.
وهناك من يستلذ بخوض المعارك السياسية واصطناع الخصومة السياسية بالتحرش السياسي واستفزاز الآخرين والطعن في خاصرتهم ويستجدي ردود الأفعال حتى يُشار له بالبنان ويكون محور الحديث وتسلط عليه الأضواء.
وأصبحت العملية السياسية هي هزيمة وانتصار وكل يسعى في تحقيق أهداف في مرمى الآخر حتى لو عن طريق التسلل..وخصومة سياسية تحولت الى تكسير عظام ولا تعترف بالتوافق والالتقاء على تقاطعات مشتركة وأرضية حوار يمكن الوقوف عليها.
لقد دخلت الخصومة السياسية الى الأرض الحرام بتحولها الى القطيعة الاجتماعية وعدم المصافحة وكأن غريمه من سلالة يهود بني قريظة..ومن يجلس أو يقترب من خصمه السياسي يتم التشهير به ووضعه في القوائم السوداء بصورة لا أجد لها مثيلاً في أدبيات الخلاف السياسي في أكثر الدول التي تعاني من تعنت الأحزاب المعارضة..ففي مصر جبهة الإنقاذ تقود الخراب والفوضى في مصر ومع ذلك لم تنقطع حبال الوصل بينهم ولا قطيعة عند الاجتماعات ولا يضع أحدهم يده اليمنى خلف ظهره خشية المصافحة ودعوتهم للحوار مستمرة.. قس على ذلك في خصام الأحزاب السياسية في لبنان ونتج عنه اغتيالات سياسية ولكنهم يجتمعون على طاولات الحوار ويدخلون في شراكة حكومية.. والعراق لم يمنع التناحر الطائفي من التفاهمات السياسية وجميع الأحزاب السياسية تتحاور فيما بينها بغض النظر عن الأحداث الأخيرة والربيع العراقي.
ائتلاف المعارضة يحتاج الى (خلوة سياسية) يجتمع فيها مع القوى السياسية المتحفظة من الدخول معهم في الأئتلاف كالمنبر الديموقراطي والتحالف الوطني ويتجاوز فيها الخصومة السياسية وبمشاركة نهج وتنسيقية الحراك الشعبي وغيرهم.. ويكون الاجتماع في غرفة مغلقة بعيداً عن الإعلام والصحافة.. وبلاشك سيكون النقاط المجمع عليها أكثر من النقاط الخلافية، فلا يستطيع أي فريق سياسي ان يحتكر الصواب والوطنية بمعزل عن الآخرين.. وبدون ائتلاف سياسي يجتمع الفرقاء تحت مظلته لن نتمكن من تحقيق الإصلاحين السياسي والدستوري المنشودين.
مبارك صنيدح
تعليقات