الرشوة منتشرة بشكل خطير وغير مسبوق، أحمد الخطيب مؤكدا
زاوية الكتابكتب مارس 1, 2013, 5:32 ص 1118 مشاهدات 0
الرشوة
بقلم: أحمد طاهر الخطيب
للفساد أوجه متعددة ولا يمكن حصر أشكاله، فالفساد أصبح فنا من فنون الحياة وله بالطبع ناسه المتمكنين، وأخطر أنواع الفساد هو الفساد الأخلاقي خاصة حين يكون من عمق السلطة وأسوأ أنواع الفساد هو الرشاوى.. والرشاوى لعنة تلتصق بكل من يتعاطاها أو حتى يقترب منها. ولا يمكن بأي حال منع هذا الفساد إلا بشيئين اثنين أولهما الإرادة الذاتية للأفراد وتلك مسألة شائكة وصعبة عند البعض، والشيء الآخر وهو الأكثر فاعلية وقوة، تطبيق القانون بجدية وشمولية ودون محاباة أو مجاملة.
أما بالنسبة لوضعنا هنا فتجد أنه من الصعب تفعيل مسألة الإرادة الذاتية لأنها تعود للشخص نفسه وبذاته ودون تدخل خارجي، أي أن ضميره هو المحرك الأساسي لإرادته. أما في الجانب الآخر فنجد أن من الممكن وقف الفساد وتعطيله بواسطة تطبيق القانون وسن التشريعات التي تواكب التطور في فن الفساد وتلك تحتاج إلى عزيمة.
دأب البعض من الراشين عندنا في الكويت على تقديم الرشوة على شكل هدية، وذلك لإقناع المرتشي بمشروعيتها بل وأسوأ من ذلك أنهم استطاعوا تغليفها بالإطار الديني بقولهم ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد قبل الهدية حتى يتم اقناع المرتشي بأن هذه الهدية هي سنة حميدة ولا غضاضة في قبولها، وبطبيعة الحال فان من لديه قابلية ليرتشي فسيجدها ذريعة مناسبة لقبول الرشوة، والأخطر من ذلك هو ظهور بعض الفتاوى المعلبة من بعض مدعي الدين باستباحة أموال الدولة بشكل أو بآخر
الغريب في الأمر بالنسبة لنا أن مبدأ قبول الرشوة قد يكون مقبولا لو أن الموظف يعمل في بلد فقير ويتقاضى راتبا بسيطا لا يكاد يفي بمتطلباته اليومية. إنما في بلد مثل الكويت مع هذا السقف العالي من مستوى الرواتب وهذا العيش الرغد الذي يتمتع به الموظف، فمن العجب بعد كل هذا أن يقبل البعض بالرشوة أعتقد أن هناك خللا خطيرا للغاية يجب الالتفات إليه ودراسته بجدية.
القصد..
الرشوة ليست حكرا على شريحة معينة أو طبقة معينة أو درجة وظيفية معينة فقد انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل خطير وغير مسبوق خاصة في القطاع الحكومي وأحد أسبابه هو هذا الكم من الوفرة المالية والذي يقابله هذا الغياب الواضح في سوء الإدارة وغياب الضمائر وهذا التعمد الصريح في غض البصر
لا أقصد هنا التعميم بقضية الرشوة، ولكنها حقيقة موجودة لا يمكن إنكارها ولكننا نستغرب أن تتحاشى الحكومة مجرد التفكير فيها، فكيف لنا أن ننتظر منها أن تحاربها؟
تعليقات