'سوق بوميه' يذكر خولة العتيقي بـ'مجلس بوصوت'

زاوية الكتاب

كتب 1040 مشاهدات 0



 

كلما سمعت أو قرأت هذه التسمية تذكرت «سوق بو ميه»، فكل شيء في هذا السوق تستطيع شراءه بمائة فلس، رخيص جداً بالنسبة للمواطن والمقيم في الكويت.
 
مجلس بو صوت كذلك أصبحت تجد فيه كل شيء متناقض إلى درجة أن أصحابه، ولم يمر عليه شهران، فاض بهم الكيل وأصبحوا ينتقدونه، كما ينتقد المواطنون «سوق بو ميه» ورداءة بضاعته، ومهما حاول أحدهم الدفاع عنه، فلن يجد مسوغاً أو مبرراً مقبولاً أمام الناس، سواء في المعارضة أو المناصرين له، لقد تحدثت مجموعة «سأشارك» عن تدني الخطاب في المجلس المبطل، وجاءوا في المجلس الحالي بأدنى من المتدني، وكما تصرح النائبة معصومة، في يوم السبت 2013/2/23، بقولها «نرفض تدني الخطاب ولغة الحوار»، بما يعني أن هناك خطاباً متدنياً ولغة حوار مرفوضة تستشعرها النائبة. وقالوا عن النواب السابقين «نواب تأزيم» يستجوبون للتأزيم فقط وليس للإصلاح. ولم يمر شهر على دور انعقاد المجلس «بو صوت» إلا والاستجوابات تهل بالجملة وليست فقط الاستجوابات بل ما يصاحبها من «تهديدات للوزراء بأقذع التهم والسباب». قالوا عن المبطل إنه أصابهم بخيبة أمل ولم يرق إلى طموحاتهم، والواقع أن من أصيب بخيبة الأمل مشجعو ومناصرو مجلس بو صوت. انظر مقال علي البغلي في القبس السبت 2013/2/23، فقد قال بالحرف الواحد: «أصبنا بخيبة أمل» عن المجلس. وقال عن الحكومة الجديدة: «انظر لوجه العنز واحلب لبن». وارجع إلى مقالة أحمد الدعيج «خوش برلمان يا حليله» في لهجة دولة الإمارات المحلية «يحليله» تعني «مسكين»، فيقولون «يحليله جاته جلطه أو يحليلها ماتت». وانظر إلى تأسف الدويسان على خلو المجلس من مسلم البراك الذي كان يهز المجلس هزاً بخطابه وبانتقاده للفساد وتصديه له.
 
لقد مسحت كل منجزات المجلس المبطل، وبدأ الملمعون للمجلس الحالي يتحدثون عن إنجازاتهم التي لم نر لها إلى الآن وجوداً، غير المطالبات بنهب أموال الدولة وإغداقها على الناس لإرضائهم وإسكاتهم عنهم. لنفترض أن المجلس الحالي حقق إنجازاً ونحن لا نعترض على ذلك بل نؤيده ونتمناه، ولكننا نعترض على من يلغي إنجاز غيره من السابقين له، ليدعي أنه هو الأفضل. في نظري، ان هذا المجلس انتهى دوره منذ الآن، لأن الحكومة أدركت أن بعضهم يريد أن يرفع رأسه عليها ليداري خجله من الناس، حتى المواطن العادي أحس بذلك، فقد رأيت من النساء، اللواتي وقفن بشراسة ضد المعارضة وضد المجلس المبطل، يتحدثن بخجل عن مجلس بو صوت، وبعضهن اعترف بالخطأ وصرّح به، واعترف بالفرق بين المجلسين، وأستطيع أن أذكرهن بالاسم، لولا الحرج منهن، فقد لا يرضين بذكر أسمائهن، فأكثر المناصرين للمجلس الحالي والذين أيّدوه إخلاصاً للكويت وحباً فيها، أصيبوا بخيبة الأمل من الأداء ومن الوجوه المغمورة التي لا يعرفها أحد وليس لها ظهور في السابق لتحمل اسم الكويت في اللاحق.
 
اللهم لا نشمت، والله وحده يعلم أننا كنا نود لهذا المجلس أن ينجح من أجل الكويت، ولكن الدلائل كلها والمؤشرات تنبئ عن فشله وتشير إلى «وهقة» الحكومة به.
 
إن استمر هذا المجلس أو إن أبطل، فإن أحداً لن يذكره بخير. فلا تجعلونا فقط نتوقف عند أيهما أحسن، المجلس المبطل أم المجلس القائم؟ ودعونا نبحث عن الصالح للوطن، ونعود إلى ديموقراطيتنا الحقيقية التي أرسيت دعائمها في عام 1962، ولا نهدم شيئاً جميلاً بنيناه معاً، وعشنا في ظله، وحسدنا القريب والبعيد عليه.
 
خولة العتيقي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك