أوضاع مقلوبة.. د. مبارك الذروة واصفا الوضع الحالي

أوضاع مقلوبة...

د. مبارك الذروه

الكل يؤمن بأن الأمر إذا وسد إلى غير أهله فقد دنت الساعة وعلينا انتظار قيامها...!
لكننا نختلف على صفات (غير أهله)!
فهل تعني غير المؤهل؟
غير الكفؤ... الجاهل... الضعيف... الظالم!!
والأمر هنا يطول كل من تولى مسؤولية وحظي بواجبات ومهام على الناس...
ان ضياع الحقوق وانقلاب القيم والمعايير وانتكاس مفاهيم العمل وسيادة الظلم والمحسوبية لا تسود بوجود الاكفاء العدول...!
موظف في إحدى وزارات الدولة مستحق للترقية وإذا به يفاجأ بقفز غيره ليحل محله!
متقاعد مضى عليه شهران لم يحصل على زيادة التقاعد بسبب إجراءات إدارية روتينية!
مواطن كويتي يشتكي على مغرد أساء له، فيقوم المشتكى عليه بالسخرية على شكواه عبر تويتر امام الملأ بل وبكشفه عريضة الشكوى التي تسربت ووصلت له والتي قدمها المشتكي بالنيابة!
ان قيام الدولة بتفعيل قوانين مؤسساتها وبث روح الحياة العملية الجادة في وجدانها وشرايينها هو الطريق الحقيقي لتذويب حدة الفوارق الفئوية والطائفية لأي مجتمع.
تلك المؤسسات الحكومية في الدولة تجمع كافة مكونات المجتمع وشرائحه... وتخضع إرادة العاملين فيها لمنهجية العمل ونظمه وسياساته...!
ان تكدس بعض فئات المجتمع في ادارة معينة او تضخم جهاز معين لفئة او قبيلة او طائفة بذاتها يمثل الفشل الذريع لإدارة التنوع...!
الكويت اليوم بحاجة إلى تقويم ادارتها على أسس من العدالة والكفاءة والمساواة... واخضاع وحدات القيادة العليا في وزارات الدولة لعناصر الكفاءة والمصداقية والتخصص.
وما الأحكام القضائية وما نتج عنها من رد للقرارات الحكومية والغائها او ابطال كثير منها الا دليل على فشل الحكومة لإدارة التنوع...!
آلاف من القضايا في المحكمة الادارية لموظفين كويتيين تتعلق بمظلوميات ادارية وفنية ومالية...
تسيب للجان كثيرة لا تتقي الله... اهمالها لانعقاد جلساتها الذي يعطل مصالح الكثيرين... حتى ترهلت القرارات وتكدست المطالبات... فاحتقن الشارع وامتلأ بالاحباط!!
*
أخبر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ان من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
سورية اليوم تعاني اشد ما تعاني من تخاذل النظام العالمي والجار العربي.
لا يجب أن تتأخر الشعوب عن نصرة اخوانهم هناك... وكل مُيسر لما خلق له.
*
اللهم احفظ الكويت وجيرانها من كل مكروه وأتم علينا نعمك ظاهرة وباطنة...
اللهم آمين.