عبدالله المضف يريد معارضة تشبه القطامي والخطيب والصقر والمنيس والربعي
زاوية الكتابكتب مارس 3, 2013, 4:16 ص 835 مشاهدات 0
سنصرخ: لن نسمح لكم!
عبدالله غازي المضف
دعوني استرجع معكم تلك القصة: قبل نحو ثلاث سنوات تشرفت بحضور احدى الندوات السياسية بالولايات المتحدة الأمريكية في المؤتمر الذي ينظمه الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ويحضره جمعٌ لطيف من سياسيين وطلاب.. وفي خضم تلك الندوة شدني طالب يهم بالنهوض على نحو درامي مطلاً بوجهه الأحمر الغاضب وكأنما أرى امامي نسخة كربونية من النائب السابق مسلم البراك، ولم يلبث الا ان جذب نفسا عميقا نفثه وهو يقول فيما يشبه الزئير: لتسقط حكومة الظلام! لتسقط حكومة القمع والاستبداد!! لتسقط حكومة المخابرات والسجون!!! حتى تخيلت باننا نقف الآن امام مقصلات حزب البعث ونحن نستعد جميعا لان تقطف رؤوسنا دفعة واحدة!
لم يكد ان ينهي هذا الطالب خطابه الاسطوري حتى ادرت وجهي باتجاه اعلان المؤتمر ثم وقعت عيني على الراعي الرسمي: رئيس مجلس الوزراء! بل وعرفت حينئذ وعن طريق الصدفة ان هذا «المسلم البراك الصغير» الذي يريد اسقاط الحكومة يتسلم اتعاب دراسته ومصروفه فلسا فلسا من المنحة الحكومية! نعود للسؤال المباغت: هل اعتقد ان جابر المبارك هو رجل المرحلة الذي سيقود البلاد والعباد نحو العمار والازدهار؟ الجواب: لا.. بل وبهذا النهج لن تنهض الكويت من كبوتها حتى تجف آخر قطرة من المخزون النفطي.. وأكاد اجزم ان بداخل كل منا معارض شرس يتعملق فينا كلما رأى العبث الذي طال مؤسسات الدولة.. لكن يبقى السؤال العجيب: ان اردنا ان نعارض، شحقه نقلدهم؟
انها الحيرة ايها السادة! نحن وان زهقنا من وعود الحكومة حتى قضم اليأس مستقبلنا: فلماذا لا نعارض باسلوبنا بعيدا عن التَطّبُع بمسلم وجمعان وطاحوس؟ اننا بحاجة فورية لان تنشأ معارضة جديدة قائمة على رؤى علمية واقعية وحلول اقتصادية متنوعة من عقول شابة حرة لا تنصاع لأوامر زعيم أو توجيهات رمز.. معارضة تبارز بسلاح المبدأ والدستور والحوار وتذكرنا بفروسية رموز المعارضة الحقيقيين: القطامي والخطيب والصقر والمنيس والربعي.. معارضة ترفض «خرابيط» الطبطبائي، وحيلة الحربش، و«تكفون» شخير.. معارضة لا تتأثر بكريزمة «بوحمود» وترفض ان تقدم نفسها كبش فداء لقضايا اقتحامه للمجلس والتطاول على المقام السامي والتحريض على القوات الخاصة والقائمة تطول.. انا لا أدعو للبحث عن هؤلاء الشباب، لانهم وبكل اختصار «تارسيين» الديرة! هم موجودون بيننا، ونعرفهم بالأسماء، ونتصادف معهم في الدواوين والشاليهات والأعراس والمجمعات.. منهم من «غسل ايده» وبات يراقب الوضع من بعيد لي بعيد، ومنهم من نزل لساحة الارادة عنوة لتسجيل موقفه دون اقتناع.. ونحن اذ نوجه نداءنا اليهم: اما آن الأوان؟ ففي ظل الشلل الكامل للجهاز الحكومي، وفشل المعارضة الحالية عن تقديم اي شيء سوى الفوضى والشتيمة والانتقام، أما آن الأوان لان تظهر المعارضة الحقيقية وتخلع خوفها كما خلع المرحوم جاسم القطامي بدلته العسكرية؟
تشجعوا؛ وانتفضوا بوجه كل من اراد استغلال الشباب في صراعاته السياسية؛ وقولوها بطريقتهم؛ وللمرة الأخيرة: لن نسمح لكم!! لعلهم يفهمون.. انها دعوة سافرة للشباب الحر لانتزاع المعارضة منهم؛ وفرصة مواتية لتلقين شيباتهم درساً حياً في فن المعارضة الحقيقية!
وللحديث بقية..
عبدالله غازي المضف
تعليقات