بالعربي والقادسية الفصيح!!

زاوية الكتاب

كتب 3492 مشاهدات 0

كامل الفضلي

قرر الشاب البدون حمد العنزي صاحب العشرين صيفا، ان يطلّق ' بدونيته ' بالثلاثة، فدفع الفين دينار لأحد المهربين .. دينار 'يكفخ' دينار، لتهريبه الى بلاد الانجليز لينعم بانسانيته التي صودرت وحفظت بادراج وزارة الداخلية عشرات السنين . لكن يبدو ان حمد امه داعيه عليه، فالقارب المقرر لنقله الى الشاطئ الانجليزي تحطم به وبمرافقيه في عرض البحر، فانتشلتهم باخرة عابرة كان من سوء حظ حمد المنحوس مجددا، انها متجهة الى الكويت .. حتما شر البلية ما يضحك، وكأنك يا بوزيد ما غزيت !! مسكين يا العنزي، دفعت ما دفعت، وفارقت من فارقت، لتنعم بضباب لندن، فعدت لغبار الجهراء، تنشد الهولو على ظهر السفينة، ولسانك ولغليغ حالك يغني : ' قلت لازم يردون .. هذا طبع إل يحبون ' !!

صديقنا حمـد ' القبسه ' يعتبر بقصته المشابهة للافلام الهندية محظوظاً ' حد الدعسة '  لو قورن بغيره، فكثير من امثاله، دفعوا اللي جدامهم واللي وراهم واللي جنبهم ايضا، وانتهى المطاف بهم جثة هامدة تتلاطمها الامواج، او سجينا خلف القضبان تخنقه العبره على فراق اهله، فيغني كما غنى غوار الطوشه وهو بالزنزانة: ' يامو .. يامو .. ياست الحبايب يامو ' !! كل منهم كان يقول في قرار نفسه قبل رحلته المشؤومة: 'والله انك يا الجهراء أحب بلاد الله الي، ولولا ان اهلك اخرجوني منك ما خرجت' !! .

من ينجح بخطته وتطء قدمه ارض الفرنجة، ويتم قبوله كلاجئ، فهذا بلا  شك مولود في ليلة القدر، وما ادراك ما ليلة القدر، وامه داعيه له وليس مثل صاحبنا المدعو عليه !! حينها فقط لا غير، سيشعر للمرة الاولى بانه انسان، بعد ان كان يصنف في بلاده على انه نكرة ٌ، او إن شئت قل ' لا ضنفع ' اي كائن حي لا يضر ولا ينفع، وهذا يذكرني بأحد مواقع الهجرة الى السويد على الانترنت الذي يقول : ' حتى لو كنت فقيرا، او امياً او حتى معوقا .... فاهلا بك في السويد ' !! يااااالله البدون اصحاء اشداء، يتمختر على زند الواحد منهم التيس، وبرفقته ' اصخلته' وبعضهم فيه من القوة، ما يجعلك تشعر بانك امام 'مصك' يستطيع بجسمه المعضل ان يمشي على الحائط كـسبايدرمان او يطير في السماء كـسوبرمان، ومنهم ايضا اغنياء يعرفون كيف يجرون الدنانير من اذنيها الى ارصدتهم البنكية، ومنهم الجامعيون ومنهم ومنهم .... ومع ذلك ' تتحبل '  لهم الحكومة ليلاً وتكيد لهم نهاراً، فحرمتهم من ابسط حقوقهم كـشهادة الميلاد، بل وتفوقت الحكومة على نفسها فحرمتهم ايضا من شهادة الوفاة .. يعني بالعربي والقادسية الفصيح محاربة البدون من المهد الى اللحد. يا ناااااس .. يا هوووو في احد يحارب ميت .. يا نااااس .. يا هوووو .. في احد يحط راسه براس ميت .. والله عجيبه !! في حين ان هذا المتوفي الذي انتقل من غضب اصحاب الدماء الزرقاء الى رحمة الله، لو ' لحق عمره ' وهاجر الى بلاد الهمبرجر، او بلاد الخرفان، او حتى بلاد البيتزا، للقي من التكريم والتقدير، ما لا يلقاه ضيوف حاتم الطائي، ولربما اصبح رئيسا لذلك البلد !! وعليه اقول : يا شعب البدون العظيم .. يا من صبرتم صبر ايوب ..وخدعكم المنافق والكذوب، واصلوا هجرتكم الى بلاد العم سام، وإخوانه وابناء عمومته من البلدان، ولا تضيعوا مستقبل ابناءكم، كما ضيع آباءكم مستقبلكم، ومن كان في وجهه الحظ مغلقا، فليحاول مرة أخرى واخرى، حتى يحدث الله امرا كان مفعولا!!!

كامل الفضلي

الآن- رأي: كامل الفضلي

تعليقات

اكتب تعليقك