فاطمة الشايجي تكتب عن البلياردو والإخوان
زاوية الكتابكتب مارس 4, 2013, 2:31 ص 1204 مشاهدات 0
د. فاطمة الشايجي
بلياردو
كنت أشاهد بالصدفة مباراة بلياردو ولاحظت المجهود الشاق الذي يبذله اللاعب رغم انه لا يحرك جسده كثيرا، ولكنه كان يحرك عقله اكثر فمجهوده كان ينحصر في تركيزه على كيفية ضرب كرة لاسقاط كرة اخرى جميعنا بالتأكيد سمع عن لعبة البلياردو التي تتكون من 15 كرة بالاضافة الى الكرة البيضاء التي تصاحب اللاعب حتى نهاية اللعبة، ولكن بالتأكيد ايضا الكثير يجهل قانون هذه اللعبة وهو لا يهمنا الان في محور عرضنا لهذه اللعبة ما يهم هو الكرة البيضاء التي يضربها اللاعب على رأسها او طرفها أو وسطها، فمكان الضربة يحدد بالضبط سقوط الكرة المراد تكوينها في احدى فتحات الطاولة الخضراء المستطيلة.
تعتبر الكرة البيضاء هي الوسيلة لتحقيق غاية الفوز لكل لاعب ولكن يهمنا معرفة انه اذا سقطت الكرة البيضاء في احدى الفتحات من اي لاعب سيتأخر دوره في اللعب ويعطي فرصة لمنافسه للضرب أكثر، لذلك نجد ان هناك تواصلا روحيا بين اللاعب والكرة البيضاء مرة يضربها بحنية واخرى بهدوء وقد يضطر ان يضربها بقوة اذا احتاج، فما الكرة البيضاء الا وسيلة لتحقيق هدفه.
الكرة البيضاء متى ما ضربت تحركت وغير ذلك فهي تصف في المثلث بعد انتهاء اللعبة لحفظ الكرات من الضياع هكذا هم الاخوان المسلمين كرة البلياردو البيضاء لن يستطيعوا التحرك او الحركة الا عندما يتم ضربهم من قبل اللاعبين وسيظلون يضربون مدى الحياة فهم منذ زمن يتلقون الضربات لايقاع هدف لغيرهم، فما هم الا مجرد وسيلة لتحقيق غاية للاخرين، كانت الضربة الاولى موجهة الى الرئيس السابق حسني مبارك، والثانية اسقطت ليبيا والثالثة في اليمن ولكن اللاعب اخطأ في ضرب الكرة بالكويت لذا تأخر الاخوان في تحقيق غاية اللاعب كما سقطت الكرة البيضاء اثناء الضربة في الامارات فوقع معها الاخوان وتوقف اللاعب عن اللعب واستلم اللاعب الاخر العصا ليضرب رأس الاخوان مرة اخرى ليحقق هدف الفوز بالكويت ولكن نحمد الله ان الكرة البيضاء انحرفت عن طريقها وسقطت ايضا مرة اخرى باحدى الفتحات ولا يفوتنا ان نذكر ان كرة الاخوان ضربت في الاردن ولكن لم يحالفها الحظ ولكن لا تزال طاولة البلياردو موجودة بالاردن ولا عبوها يبذلون مجهودا كبيرا لضرب كرة الاخوان لتحقق هدفهم.
لن نقول ان العيب في اللاعبين لانهم لم يعرفوا كيف يسددون الضربات كما ينبغي ولكن اعتقد ان الارض وعرة على الكرة البيضاء لذلك انحرف الاخوان عن الطريق واندفعوا بقوة وسقطوا في الفتحة، الغريب ان الكرة البيضاء لم تتحرك في البحرين ولكن هذا لا يعني ان ليس لها تحرك في المستقبل هي تنتظر فقط ان توضع على طاولة البلياردو هناك وتنتظر من يضربها وعدم ظهورهم بشكل مباشر في سورية لا يعني انهم غير متواجدين ولكنهم كما قلنا هم مجرد كرة بيضاء لا تستطيع حمل السلاح ولكن بعد نجاح الثوار الاحرار بسورية ستنصب طاولة للبلياردو ويظهر الاخوان وكأنهم هم اصحاب الفضل ويبدؤون في استقبال الضربات لاثارة البلبلة والفوضى.
ان تكون وسيلة لتحقيق غاية يختلف تماما عن استخدام مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وما حدث ان الاخوان خلطوا بين الفكرتين واعتقدوا انهم يمتلكون غاية يودون تحقيقها لذلك استخدموا مبدأ الغاية تبرر الوسيلة الذي كانوا يرفضونه منذ البداية، ولكن في الحقيقة نجدهم وسيلة لتحقيق غايات غيرهم.
فمتى يعي الاخوان انهم صمموا من اجل متعة وتنفيذ رغبات الاخرين وليس لحكم الشعب؟ فهم لم يظهروا بفكرهم من تلقاء انفسهم بل هم مجرد كرة تم الاهتمام والاحتفاظ بها من اشخاص متى قرروا اللعب صفوا كرات البلياردو وضربوا الكرة البيضاء اولا وهكذا هم منذ اكثر من خمسين عاما في النهاية الكأس يسلم للاعب وليس لكرة الاخوان البيضاء.
تعليقات