الأوقاف تنظم ملتقى الشعوب الدولي الثالث

محليات وبرلمان

الأذينة: يهمنا أن يتشرب طلبة وطالبات البعوث قيم الوسطية والاعتدال المنسجمة

941 مشاهدات 0

الوكيل المساعد للشؤون الثقافية خليف الاذينة

تنظم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عند الساعة 6:30 مساء اليوم الثلاثاء ملتقى الشعوب الدولي الثالث الذي يقام تحت رعاية وزير العدل وزير الأوقاف شريدة المعوشرجي في الخيمة الملكية بالمسجد الكبير، على فترتين صباحية ومسائية وتستمر فعاليات الملتقى حتى يوم 11 مارس الحالي.

وذكر الوكيل المساعد للشؤون الثقافية في وزارة الأوقاف نائب رئيس اللجنة العليا للملتقى خليف مثيب الأذينة : إن دولة الكويت ممثلة بوزارة الأوقاف حريصة على مد جسور التعاون مع الدول والشعوب الإسلامية ، علاوة على رعاية طلبة وطالبات البعوث ثقافياً ودينياً وتوفير الدعم الكامل لهم طوال فترة إقامتهم في البلاد، بالإضافة إلى توفير الأجواء الدراسية المناسبة حتى يكونوا دعاة متميزين متسلحين بالعلم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة.

وأوضح الأذينة في تصريح صحافي، إنه من المهم جداً توفير المناخ المناسب لهؤلاء الطلبة، وأن يقضوا سنوات تحصيلهم العلمي في بلدهم الثاني الكويت من دون أي عراقيل أو مشاكل تواجههم لكي يحققوا مبتغاهم وهدفهم الأساسي وهو التفوق والنجاح الذي تركوا أهليهم وأوطانهم من أجله.

وأردف قائلاً : إنه انسجاماً مع إستراتيجية وزارة الأوقاف القائمة على الوسطية والاعتدال فإنه يهمنا أن يتشرب طلبة وطالبات البعوث هذه القيم ويساهموا بنشرها بعد انتهاء فترة دراستهم وعودتهم إلى أوطانهم وتأصيل قيم الوسطية والاعتدال بين العلماء والمفكرين والمثقفين المسلمين، ونشر المبادئ والأخلاق الإسلامية والإنسانية في بلدانهم، مشدداً على ضرورة التأكيد على هذه القيم الإسلامية بين صفوف الشباب المسلم الذي سوف يتسلمون زمام الدعوة في بلدانهم مستقبلاً، وبالتالي فهم أحوج ما يحتاجون إليه في هذه المرحلة المهمة من حياتهم إلى زرع تلك الأفكار والقيم الوسطية والمعتدلة في عقولهم وأفكارهم حتى تصبح جزءاً أصيلاً من شخصياتهم، لاسيما في ظل انتشار ظاهرة الإرهاب والغلو والتشدد والتطرف بين صفوف بعض الشباب المسلم، مضيفاً: إن الإسلام بريء من هذه الصفات، وهي لا تمت له بأي صفة لافتاً إلى أهمية أن يقوم علماء الأمة بنشر قيم الاعتدال والوسطية بين جموع الشباب، خصوصاً أن تاريخنا الإسلامي زاخر بالأمثلة الكثيرة القائمة على هذه القيم، والتعايش مع الآخر من دون غلو أو تعصب ، وبالتالي من المهم أن يعي الطلبة المبتعوثون تلك الأمثلة حتى تكون نبراساً لهم في حياتهم ويتعلموا تلك القيم وفق أصولها الصحيحة.

إزالة العراقيل والمشاكل

وأشار إلى أن حرص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على إقامة هذا الملتقى في دورته الثالثة ، دليل على أن الوزارة لا تألو جهداً في تقديم كل الأفكار والمقترحات التي من شأنها أن تساهم في إزالة أي عراقيل أو مشاكل قد تواجه الشباب وتعطل قدرتهم على خدمتهم لمجتمعاتهم وأوطانهم، مشيراً إلى أن استضافة الأئمة والخطباء والعلماء من مختلف دول العالم الإسلامي، وإقامة العديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات، كلها تصب في هذا الاتجاه، موضحاً: إن هذا الملتقى يأتي للتأكيد على ما تنظمه الوزارة من ملتقيات ومؤتمرات تساهم في إبراز قدرات الشباب، وملتقى الشعوب الدولي من أهم الملتقيات التي تسعى لإبراز دور الشباب في مجتمعاتهم خصوصاً عندما نعلم أن المجتمعات العربية والإسلامية تمتاز بأنها مجتمعات شبابية ، وهم الأكثر عدداً فيها ، كما أن الشباب هم الأكثر قدرة على العطاء والجهد.

وذكر الأذينة: إن الملتقى يناقش أربعة محاور رئيسة هي:

1- تعزيز ثقافة التعايش والتوافق.
2- دور الإعلام في دعم ونشر ثقافة التعايش والتوافق بين الجاليات وطلبة وطالبات البعوث.
3- مسؤوليات المؤسسات التعليمية والدينية والجمعيات الأهلية في تقوية لحمة التساكن.
4- تحديات قيمية لطلبة وطالبات البعوث.

المحور الأول

وتطرق نائب رئيس اللجنة العليا للملتقى إلى المحور الأول الخاص بالتعايش والتوافق بقوله: إن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وبقية المسلمين من بعدهم في مختلف العصور الإسلامية، جسدوا هذا التعايش على أرض الواقع، وقد شهد لهم القاصي والداني بل شهد لهم أعداؤهم أيضاً ، مؤكداً إن أزهى عصور الأقليات غير الإسلامية كانت في الحضارة الإسلامية، مشيراً إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم تعايش مع فئة المنافقين التي كانت تحسب على المسلمين، وقد أعطانا الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو القدوة الحسنة ، دروساً عملية في كيفية التعامل مع هذه الفئة وغيرها من الفئات الأخرى، ثم سار من بعده الخلفاء المسلمون على النهج ذاته.

وزاد انه إذا كانت علاقة المسلمين بغيرهم تمتاز بكل تلك الأخلاق وكانت مضرب الأمثال، فمن باب أولى أن تسير علاقة المسلمين مع بعضهم البعض على هذا المنوال، وتكون وفق قيم المحبة والألفة والتعاون والاحترام المتبادل ونبذ الخلافات والفرقة والتعصب والتشدد. موضحاً إن اختلافات المسلمين الفكرية يجب أن تصب في صالح الأمة الإسلامية ، وتشد من أزرها لا أن تكون سببها في ضعفها، وتقوي من عزمها لا أن تفت في عضدها، وتساهم بجمعها لا أن تكون سبباً في فرقتها.

المحور الثاني

وعرج الأذينة إلى المحور الثاني بقوله إن الإعلام تقع عليه المسؤولية الكبرى في نشر ثقافة التعايش سواء بين الجاليات وطلبة وطالبات البعوث أو بين المجتمعات الإسلامية التي تضم الشرائح المتعددة بأفكارها ومشاربها الكثيرة، موضحاً: إن الإعلام قد يكون سلاحاً ذا حدين، فقد يساهم في توفير التعايش السلمي والإيجابي بين المجتعمات المتعددة الأفكار، وقد يكون سبباً في تأجيج الصراع بين هذه المجتمعات ويكون سبباً في التعايش السلبي، حتى أنه يستحيل التعايش فيما بينها.

وأشار إلى أن قيام الإعلام بدوره في هذا الجانب هو تأكيد على الشراكة المجتمعية بين مختلف مؤسسات الدولة التي تهدف في المقام الأساسي إلى بناء مجتمع صحيح وسليم بعيد عن الآفات التي من شأنها تقويض أركان المجتمع، أو عن الأفكار الشاذة التي قد تنخر السوس بين بنيانه.

المحور الثالث

وحول المحور الثالث ذكر الأذينة إن المسؤولية لا تقع على وزارات ومؤسسات الدولة وحدها في تقوية لحمة التساكن واللحمة الوطنية بين أفراد المجتمع الواحد، وإنما تقع المسؤولية أيضاً على المؤسسات الأهلية وكذلك المؤسسات التعليمية، مضيفاً: إن الأخيرة تقع عليها المسؤولية الكبرى في هذا الجانب على اعتبار أنها الجهة التي تغذي الشباب بالأفكار وتزودهم بالعلم ، علاوة على دورها في تقديم المناهج التي تهدف إلى تقوية اللحمة الوطنية ونشر المحبة والألفة والتسامح والوسطية بين جميع فئات المجتمع، مؤكداً أهمية دور هذه المؤسسات التعليمية مع المؤسسات المدنية في نشر لغة الحوار والتفاهم وتقبل الرأي الآخر، ونبذ الفرقة والتعصب بجميع أنواعه وأشكاله.

وشدد على دور الخطباء وأئمة المساجد في هذا الجانب الذين تقع عليهم مسؤولية تقديم النماذج الإسلامية التي لعبت دوراً مميزاً في نشر لغة الحوار وأفكار التعايش مع الآخرين، فضلاً عن دور هؤلاء الخطباء في الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤكد على هذا الجانب وتؤصل هذا الاتجاه.

المحور الرابع

وفيما يتعلق بالمحور الرابع أكد الأذينة وجود العديد من التحديات القيمية لطلبة وطالبات البعوث، وهي كفيلة بأن تجعلهم يوحدوا صفوفهم وينبذوا جميع الأفكار الدخيلة على أمتهم الإسلامية ويرفضوا كل ما يمكن أن يشوه صورة الإسلام الحقيقية، مضيفاً إن أحوج ما نحتاج إليه في هذا الزمن التمسك بثوابت الوحدة والتعايش والتوافق بين أفراد المجتمع، علاوة على أهمية الأمن المجتمعي، وهذا الأمن لا يمكن أن يتحقق إلا بالتعايش والتوافق وبالتكاتف والاتحاد ونبذ التطرف والعنصرية.

وفي ختام تصريحه دعا الوكيل المساعد للشؤون الثقافية خليف مثيب الأذينة جميع المهتمين والمثقفين من المواطنين والمقيمين إلى الحضور لهذا الملتقى ومتابعة فعالياته المتعددة كالندوات والمحاضرات وورش العمل، فضلاً عن المعرض الذي تشارك به نحو 60 دولة تقدم خلاله أبرز فنونها وعاداتها وتقاليدها لكي يتعرف عليها المتابعون والحضور.

الآن - محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك