معاناة الشعب السوري و'المهايط العربي'.. فالح بن حجري
زاوية الكتابكتب مارس 8, 2013, 2:59 ص 2285 مشاهدات 0
لك «الهياط» يا سورية!
بقلم: فالح بن حجري
يشتهر المجتمع العربي خصوصا عند تناوله لحدث ما بالتضخيم، والدلائل التاريخية كثيرة ويكفي ان اضرب مثالا واحدا منها لقصر مساحة المقال وهو تغريبة بني هلال التي حاولت مرة ان اعد قتلى معاركها فجلبت آلة حاسبة وقلبت الصفحات وعندما وصلت إلى منتصف التغريبة وجدت ان من قتله أبوزيد الهلالي وذياب بن غانم فقط هو نصف مليون مع «شوية» كسور ورضوض هذا عدا من قتله السلطان حسن والقاضي وباقي الشلة الهلالية والزناتية والخفاجية التي وصلت بأعداد الضحايا إلى خمسة ملايين، فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم وقفلت الكتاب ورميت الآلة الحاسبة إلى حيث ألقى رحله درج مكتبي.
التضخيم آفة عربية تجعل من حبة الحدث قبة كبيرة لقصور التضخيم او تقصيره أحيانا عندما يتعلق الأمر بالواجب لا «المهايط»!!
قضية الشعب السوري كمثال هي وصف «تضخيمي» مثالي لثنائية الواجب والمهايط العربي، فعندما يتعلق الأمر بتضحيم مشاعرنا تجاه آلام سورية تجدنا ننزف الكلمات وندبج لها محابر دموع مآقينا و«اديها» هياط ياسيدي.
لك الله يا سورية، فداك نفسي يا سورية، لله در صمودك يا سورية..الخ..الخ.. او أخ بالأحرى! ولكن عندما يتعلق الأمر بواجب وقفة احتجاجية من اجل سورية فانك تعد الموجودين على أصابع يديك فيما عدا سبابة اليمين طبعا التي ستكون وقتها مشغولا برفعها.
والقول: لا حول ولا قوة إلا بالله وعندما يحاول البعض تطوير أساليب الضغط على الداعمين لسورية من خلال الحراك الشعبي يهزم جميع الدامعين ويولون الدبر وأيضا عندما يتعلق الأمر بالتبرع فتجد من يجود بماله قليلا ماهم واسأل لجان التبرع لينبئوك باليقين!
أربعة وعشرون شهرا من الصراع الدامي وستون ألف ضحية ومليونا مشرد ومليار دمعة لم تبخل بها أجفان أيتام وأرامل شعب سورية لم تنجح للأسف في تفكيك عقدة التضخيم العربي فمازال صوت «الهياط» عاليا ومازال فعل «الواجب» صامتا لا ينبس ببنت شفة!
تعليقات