أغلب أهل الكويت عنصريون.. هذا ما يراه الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 1232 مشاهدات 0


القبس

الاستغناء عن الخبرة الكويتية!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

ما زال مسلسل التهميش والإهمال والتطنيش للخبرات وذوي المؤهلات الكويتية مستمراً في بلدهم! هل هو مخطط له من السلطة تحديداً ليحل محلهم الغريب؟ أم هو الغريب نفسه الذي يخطط للسلطة لإزاحة الكويتي عن المسرح تماماً ليحل محله؟ في رأيي، وحسبما نرى ونسمع، بل ما أصاب نفسي أثناء وظيفتي في الحكومة في الماضي، وعملي القصير في التجارة، نعم يقع من الاثنين: السلطة والغريب -إلا من رحم- وقد زاد حمو ذلك هذه الأيام بشكل غير طبيعي وغير مسبوق، بل ويصيب بالغرابة والإحباط الشباب الكويتي المؤهل وذوي الخبرة.

ميادين كثيرة غير محصورة بشركة أو غيرها. بنك إسلامي ملتزم بالقواعد الشرعية أخذ بتوظيف مستشارين أجانب وبرواتب تفوق رواتب الخبير الكويتي، مع وجود الخبرات الكويتية الحافلة بها البنك نفسه أو من خارجه، فإن كانت تلك المواقع تملك الخبرات الكويتية، فلماذا لا تستفيد منها بزيادة على الراتب قليلة مقنعة فنستغني عن ذلك الغريب، الذي هو في الأصل سيراجع من سبقه خبرة في الموقع نفسه في كل صغيرة وكبيرة، فيأخذ منه ما خفي عليه وغمض وجهك غير ذلك! وإن كانت الحاجة للمستشارين من خارج البنك أو.. أو.. فمن الممكن العرض على الكويتيين المؤهلين وذوي الخبرة، وهم كثر للعمل المستمر أو لفترة من الزمان أي إلى حين الانتهاء من المشروع أو غير ذلك.

الغريب في الأمر أن رواتب هؤلاء المستشارين المستقدمين للعمل في تلك الأماكن تفوق رواتب الموظفين الكويتيين أصحاب المؤهلات والخبرات الطويلة، الذين ما زالوا في مواقعهم يخدمون بكل إخلاص وشفافية والتزام، والأغرب في الأمر كذلك أن من بين هؤلاء المستشارين الذين تعاقدوا معهم للعمل في مواقع تتعامل وفق الشريعة الإسلامية مسيحيين وغير مسلمين!

تصوّروا مستشارا غير مسلم ينظّر ويقعّد القواعد الشرعية لبنك، شركة، موقع إسلامي؟! قولوا بربكم كيف نهضمها، بل نبلعها؟

هذه هي الكويت صلِّ على النبي، طبول وأعلام وحفلات صاخبة وافتتاحات كرتونية لأماكن وهمية أو مبنى واجهة، وفي الداخل فاضي، غش وخداع، هذه هي الحقيقة في هذه الحكومة ليس هناك صادق أو صدق في العمار والتشييد، وتقدير للكويتي الخبير المخلص، قارنوه أو شبهوه ببعيض من الكويتيين خامل أو يتعاطى الرشوة، غير مخلص لبلده ونفسه وأهله وهي لا شك حرب تعلنها السلطة -بتخطيط الغريب- للتخلص من الكويتي الصادق بتشويه تاريخه وصورته.

المخطط خطير ورهيب للكويت وأهلها وفي الأفق شيء غريب بدأنا معشر الكويتيين نتلمّسه ونحسّه، وصار حديثنا في اجتماعاتنا وأماكننا، لا يستطيع أن ينكر على أي أحد أو يمنعني من أن أبث همومي وغمومي، بل هموم وغموم كل الكويتيين بأن ما يحدث في بلدهم غير طبيعي وغير مرغوب فيه ومستساغ، فإن كان الآخر، لا يراه فنحن نراه في كل شيء ومكان، فلم تعد الكويت بالنسبة لنا الكويت التي نعرف، ولا الذي يدبّ عليها هو من نعرف، وبعد ذلك تقولون: الكاتب عنصري، لا يحب الوافدين. بل قولوا أغلب أهل الكويت عنصريون، نحن لا نتكلم عن الشرفاء مهما كانت جنسياتهم وأديانهم، نحن نتكلم كما يتكلم الوافد، يقول الكويت ضاقت على ساكنيها، وضاعت الحيلة وتجار الإقامات في أحسن حالاتهم، وتجارتهم أصبحت دكاكينها مشرعة على مصاريعها جهارا نهارا، ووزارة الشؤون اليوم هي أضعف مما كانت عليه من قبل كما قالت وزيرتها: لا أقدر على تجار الإقامات! كأن السلطة تريد كل تلك وإلا لماذا لا تحكم البلد وتفعّل قوانينها مثل الدول الأخرى؟ لماذا هم يحكمون ديارهم ونحن في سفول وفي كل شيء؟

الكلام طويل وكثير، وعذراً فقد كان الموضوع عن المستشارين، فدخلنا في الأبواب الأخرى التي لا تُغلق! والله المستعان.

* الحرة

«يردك عن الزاد حره»!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك