واشنطن لن تحرك أساطيلها دون مقابل.. مبارك الهاجري مؤكداً

الراي

أوراق وحروف  /  أميركا تبيع الخيار!

مبارك محمد الهاجري

 

استعملت واشنطن كلمة خيار في تصريحاتها الأخيرة حتى أنهكتها، وباتت عديمة الفائدة في ظل الظروف السائدة التي تستلزم المواقف الشجاعة، وهو ما يفتقده البيت الأبيض الذي يراقب الثورة الشعبية في سورية عن كثب، وبعين يملؤها القلق والترقب والشعور بالخيبة، خيبة أصابت الآمال الأميركية في مقتل، مع اقتراب الجيش الحر من النصر، والذي بات قاب قوسين أو أدنى مما تتخيله إدارة أوباما الفاشلة!
وزير الخارجية الجديد جون كيري، كان غامضا في تصريحاته التي أطلقها خلال زيارته لمنطقة الشرق الأوسط، ولاحظ الكثيرون لجوء الوزير كيري إلى تخدير مستمعيه بكلمات، يعتقد المرء معها أن أميركا بعظمتها، ستتحرك فورا لإيقاف شلالات الدماء في سورية، ولكن، وما أدراك هذه المفردة التي تصيب المرء بالإحباط، هذه سياسة العم سام، يا أخا العرب، لا يمكن لها أن تكون بمنأى عن متلازمة المصالح، خصوصا أن إسرائيل في قلب الحدث، وهناك حسابات معقدة، لا يمكن لواشنطن أن تتجاوزها بأي حال من الأحوال!
واشنطن لن تحرك أساطيلها دون مقابل! فأميركا لمن لا يعرفها، دولة تقتات، ولا تزال، على بؤر التوتر، فأينما وُجد التوتر وجدت أميركا، اللهم إلا إذا كانت هذه البؤر خالية من الثروات الطبيعية، فعندها ستتركها ومصيرها المشؤوم، كالصراعات في القارة الإفريقية، حيث الحروب والأزمات الطاحنة والتي بقيت عقود من الزمن دون حل أو حتى بصيص أمل، يريح هذه القارة من البؤس والشقاء!
العم سام، كم أنت أناني وكذاب، ومخادع، فهذا ديدنك منذ الحرب العالمية الثانية، وأنت على هذا المنوال، تتنقل من أزمة إلى أخرى، تنتقي منها ما شئت، ولو كان ذلك على حساب أرواح البشر!