ضمن ملتقى الشعوب لوزارة الأوقاف

مقالات وأخبار أرشيفية

القراوي: للوسطية دور كبير في التوافق والتعايش السلمي بين الشعوب

2526 مشاهدات 0

القراوي يتوسط المتحدثين

ذكر الوكيل المساعد للتنسيق الفني والعلاقات الخارجية والحج في وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية د. مطلق القراوي: ' إن هناك إجراءات للعاملين في المسجد سواء كان خطيباً أو مؤذناً أو عاملاً تجعل الموظف له حضوره واحترامه بين المصلين وجمهور المسجد، وهذا يقودنا في البداية للعمل على التعايش في المسجد، موضحاً: إنه من واجب الإمام أن يعمل على تكثيف لقاءات مع المصلين يشاركهم في الرأي ويتقبل آراءهم سواء كانت متفقة أو مختلفة في الرؤية تأكيد لمبدأ الشفافية والتعايش داخل المسجد، وعندما نذكر التعايش فإن المعنى لا ينحصر بين ثقافتين بل قد يكون بين فكرين وتوجهين أيضا وهذا هو ما يعزز دور الإمام في المسجد.

وأوضح القراوي في حلقة حوارية بعنوان' دور المؤسسات الحكومية والأهلية في تطوير روابط التعايش' وقد اشترك فيها وزارة الأوقاف وجمعية عبدالله النوري وجمعية الإصلاح الاجتماعي ولجنة التعريف بالإسلام و الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وذلك ضمن فعاليات ملتقى الشعوب الدولي الثالث الذي تقيمه وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في مسجد الدولة الكبير من 5-11 مارس الجاري إن الوزارة بأنشطتها وبرامجها المتنوعة التي تدعم التعايش والتوافق حسب النظم واللوائح المعمول بها في الوزارة التي تسعى بدورها إلى الريادة عالمياً في العمل الإسلامي، فهي تعمل على دفع عجلة التطوير فيما يخص مشاريع التوافق والتعايش السلمي بين الشعوب موضحاً أننا في الوزارة لدينا رؤيتنا الإستراتيجية للتواصل مع الآخر سواء كانوا مسلمين أو غير المسلمين فيكون التواصل معهم إما بالتواصل المذهبي أو الفكري أو العقائدي أو الإنساني وذلك بغرض تفعيل مبدأ التواصل والتعايش، وهذا ما تؤكده استراتيجية الوزارة في قيمها المعمول بها ومنها الوسطية وهي امتداد للشراكة وقبول الرأي الآخر كما هو واضح في هذا الملتقى الذي تنظمه إدارة المسجد الكبير والذي يهتم بالتوافق والتعايش وكيفية التواصل بين الشعوب الإسلامية مشيراً إلى أن الوزارة دعت الكثير من الضيوف للمشاركة علاوة على المتطوعين من المقيمين على أرض الكويت الذين شاركوا في الملتقى من المسلمين وغير المسلمين إضافة إلى مشاركة العديد من سفارات الدول الإسلامية لتعزيز التوافق والتعايش بين المسلمين.

وزاد القراوي: إن الوزارة تبنت منهج الوسطية لاسيما بعد مبادرة المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله بإنشاء المركز العالمي للوسطية وذلك تجسيداً لاهتمامها بالحوار الحضاري والتعايش السلمي وفق أسس وثوابت ومتطلبات الحوار الناجح واحترام الرأي الآخر موضحاً أن دولة الكويت ممثلة بوزارة الأوقاف وفرت 170 مبعوثاً للعديد من الدول الإسلامية لعمل المحاضرات والندوات التي تدعو للتوافق والتعايش وفق أسس حضارية علمية وهذا ما دعى الكثير من الدول إلى مركز للوسطية على غرار المركز العالمي للوسطية في دولة الكويت ومنها على سبيل المثال أذربيجان وجيبوتي وأفغانستان والبوسنة والهرسك.أ
 

التنافس القيمي

وفي محاضرة أخرى بعنوان التنافس القيمي لطلبة المنح الدراسية قال
د. أحمد الريح يوسف من جامعة أفريقيا في جمهورية السودان إن القيم هي علاقة تقوم بين الإنسان كعلاقته بالأشياء و علاقته أيضاً بالأفعال، كالتصدق على الفقراء أو المشاركة في عمليات إنقاذ، و تعريفه لفعل الزنا و تقبيحه كقيمة مرفوضة وكذلك السرقة والرشوة باعتبارها أفعالاً مخلة بقيمة الشرف، والقيم توجد فقط داخل الإنسان فتوجهه ليختار بين السهر تهجداً في المسجد، و بين السهر في ملهي ليلي، فتعامل الإنسان مع محيطه من أشياء و أفعال هو ما يؤدي لظهور القيم.

وأوضح إن القيم هي أهداف للإنسان و نهايات لسلوكه و محطة وصول أمانيه و رغباته في علاقته مع بيئته و مجتمعه ليعيش آمناً سعيداً ، فإن لم تظهر تلك القيم لظل الإنسان كبقية حيوانات الأرض، و مع تطور الإنسانية على الأرض تطور سلَّم الإنسان القيمي، و كان ظهور القيم الأولى هو بداية لمرحلة رفض التقهقر إلى الوراء، لأنها تفتح أمامه آمال الانتقال لمراحل جديدة أكثر تقدماً ورقياً بقيم جديدة ، مقارناً بين الإنسان الذي يتعامل مع الحيوانات الداجنة لأن حرفته الرعي مثلاً، و بين الإنسان الذي يتعامل مع الأجهزة الرقمية لتلمس الفارق القيمي الهائل.

وتابع: وعلى ذلك فإن القيمة هي ناتج تقييم الإنسان للتفاعل بينه وبين مشاعره و أحاسيسه وبين العالم من حوله، وما ينتج من أفعال نتيجة، فيصدر الطرف العاقل في المعادلة حكماً قيمياً، و يكون الشعور أو الفعل أو الشيء خيراً أو شراً بما يترتب عليه من لذة و مصلحة مُرضية، أو أن يكون قيمة موضوعية تتعلق بالأشياء كالقيمة الاقتصادية السعرية التي نمنحها للأشياء، مضيفاً كما تتشكل القيمة حسب مستوى الإنسان المعرفي ، فلم يكن لليورانيوم من قبل قيمته اليوم، ما يعني أن الإنسان هو مكتشف القيمة و صانع قوانينها و الحاكم عليها بالخير و بالشر ، بالنفع أو بالضرر.

وزاد: إن القيم الموضوعية التي نعطيها للشيء بعد أن تنقلها الحواس من الواقع إلى العقل ، تدخل إليه عبر عدد من المدخلات و الموصلات المتعددة أولها الحواس، وهذا النقل من الواقع إلى العقل يتأثر بمجموعة حواجب وفلاتر وطرق مفتوحة و أخرى مغلقة، كالغرائز و الحاجات و الألم واللذة والتكوين النفسي للشخص وتعليمات الدين والعادات والتقاليد .

وأشار إلى أن هناك عدداً من القيم ومنها الأخلاقية والتنافسية وهناك عدد من القيم الإنسانية المشتركة التي يجب أن تسود مثل قيمة الحوار الوطني، وقيم العدالة وغيرها الكثير.

وأردف قائلاً: إن التنافس الإيجابي وفق القيم هو وسيلة في الحياة الدنيا، لغاية وهدف هو (التميز)، وله دور مهم في بناء الحضارة والعمران، فلولا التنافس لتوقفت عملية الإنتاج وحركة الحياة بكافة أشكالها (اقتصادياً، واجتماعية، وثقافية). مشيراً إلى أن موقف الإسلام من قضية التنافس من الآية الكريمة:

]الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا[ حيث يعتبر الإسلام التنافس البناء من أجل زينة الحياة الدنيا، عاملاً أساسياً في عمارة الأرض. فلولا التنافس على بناء البيوت وإنشاء المصانع وتطوير التجارة، لم تنشأ مدنية أو حضارة موضحاً إن قوانين الإسلام في الملكية الفردية، تدفع الناس إلى التنافس البنّاء لعمارة الأرض وإصلاحها، لأن غريزة التملك لدى الإنسان من أقوى الغرائز التي تدفع إلى العمل والإبداع مؤكداً أن الإسلام يؤمن بالملكية الفردية بحدودها المشروعة، ويؤكد عليها بل إن ملكية الإنسان لأمواله تمتد إلى ما بعد وفاته، وذلك عن طريق الإرث والوصايا. لأن الإنسان إذا عرف بأنه سوف يفعل في أمواله ما يشاء في حياته وبعد مماته، فإنه يشعر بالاطمئنان تجاه هذا الجهد المركز الذي نسميه بالمال.

ولفت إلى أن هناك تنافساً لأجل لآخرة لقوله تعالى: ]وفي ذلك فليتنافس المتنافسون [ولأجل الدنيا كما قال تعالى: ]ولا تنسى نصيبك من الدنيا[

مؤكداً وجود تنافس مرغوب وآخر مذموم، أما المرغوب فهو جهد يبذله الفرد أو المجتمع مدفوعاً وفق قيمه ومرجعيته التي تحكمه وبذلك تكون القيم هي محور التنافس المرغوب، (فهو غالباً ما يكون لمصلحة الآخرين)، ويصاحبه الإحسان والتواضع .

 

وفيما يتعلق بالتنافس المذموم: فهو جهد يبذله الفرد أو المجتمع دون الارتباط بالقيم، وبذلك تكون القيم لا مجال لها في التنافس المذموم، (فهو دائماً يكون على حساب الآخرين)، ويصاحبه الغرور والكبر، والكذب، بل وحتى النفاق.

العلاقات الإنسانية

ومن جهة أخرى قالت سفيرة العلاقات الإنسانية فاطمة السويدي أنه ضمن فعاليات ملتقى الشعوب الدولي سألني البعض عن مفهوم سفيرة العلاقات الإنسانية؟ لاسيما أن إحدى فعاليات الملتقى محاضرة بعنوان ' أنت سفير' فكيف تبدأ؟

وأوضحت قائلة، في ورقة مكتوبة قدمتها نظراً لسفرها وعدم تمكنها من الاستمرار في المشاركة بالملتقى، كنت أود حضور هذه المحاضرة لولا الارتباط المسبق لنا في مثل هذه الوقت ببرنامج آخر ' ولا يسعني في هذه الساعة إلى أن أتقدم بالشكر والتقدير لدولة الكويت الشقيقة أميراً وحكومةً وشعباً على ما لقيناه من حفاوة وترحيب وكرم فياض تجسد في أبهى صورة.

وخصت السويدي بالشكر الجهة المنظمة لهذا الملتقى ( وهي وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية) بقولها لقد شرفتنا بالدعوة لحضور مثل هذا الملتقى في المسجد الكبير الذي حوى أطيافاً مختلفة ومتنوعة من الجاليات من مختلف دول العالم العربي والإسلامي مؤكدة أن المسجد الكبير كان بحق ترجمة لدور المسجد الحقيقي، وكما هو مأمول منه في إقامة المحاضرات الدينية والتثقيفية والفكرية والورش والندوات الفكرية للتعريف بالإسلام موضحة إنه من الجميل أن تجتمع كل هذه الأطياف من الجاليات المختلفة تحت سقف واحد وفي بيت من بيوت الله، وما أجمله من بيت ألا وهو المسجد الكبير بطرازه الفريد الذي عبر بحق عن الوظيفة والدور المحور للمسجد تنفيذاً لأمره تعالى القائل في كتابه الكريم ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) وأشارت إلى إن المسجد الكبير بهذا الملتقى كان السفير الرسمي الذي يمثل دولة ما تقوم بإبتعاثه إلى دولة أخرى وهو ما يعرف مصطلحاً بالدبلوماسية الرسمية التي تحكمها بروتوكولات خاصة بها.

وأفادت إن هناك ما يطلق عليه أو ما يسمى بالسفير الشعبي، وهو الذي ينقل عبر اتصاله واختلاطه بالشعوب الأخرى الوجه الحضاري لبلاده من خلال ما يقدمه من ثقافة أو حسن خلق وسلوك أو قدوة حسنة وهو ما أصبح يعرف مصطلحاً بالدبلوماسية الشعبية التي تصل عبر الأشخاص أنفسهم ( دون تكليف وظيفي أو رسمي) بل تمليه عليهم ضرورة الانتماء للوطن.

وأضافت إن الدبلوماسية الشعبية قد تختاره منظمات مدنية طوعية إنسانية لخدمة أهداف نبيلة من شأنها انقاذ قطاعات وشرائح واسعة من البشرية التي تتعرض للمجاعات والكوارث الطبيعية وبالتالي أصبح دور الدبلوماسية الشعبية لا يقل أهمية عن دور الدبلوماسية الرسمية إن لم يتفوق عليها في بعض الأحيان (فكلٌّ ميسر لما خلق له).

الآن : مجتمع

تعليقات

اكتب تعليقك