حصاد القمة العربية تحامل على الخليج
عربي و دوليإبريل 2, 2013, 11:57 م 2146 مشاهدات 0
كرد على الدعاية النازيَّة المتعاطفة مع العرب،ولدت جامعة الدول العربية في 22 مارس 1945م بإيحاءات بريطانية،لتساعدها في تصفية النفوذ الفرنسي ووقف الزحف الاميركي. وقد عجزت الجامعة خلال 67 عاما عن القيام بدورها لغياب آلية عمل فعالة لتطبيق قرارات القمم. كما عجزت عن مواجهة المخاطر الخارجية والبينية لغياب أطرحل المنازعات،وغياب أجهزة الردع العسكرية لتنفيذ معاهدة الدفاع المشترك. حيث شهدت أربع حروب،انهزمت في أولها 1948م،واختبأت عن الثانية 1956م وتفرجت على الثالثة 1967م،وتحاشت الرابعة 1973م.والاهم أنها عجزت عن توحيد العرب أو جمعهم عبر برامج تنموية رغم توفر الرغبة و الإمكانات.
ولسنا في وارد هدم الجامعة بذكر مثالبها حتى نعيد بناءها في مكان آخر،فقد كفتنا عن ذلك الأمانة العامة للجامعة نفسها التي بدأت فى دراسة مجموعة من المقترحات لنقل مقر الجامعة. كبناء مقر جديد على اطراف القاهرة،اونقل مكاتبها لفندق منعزل. أما المقترح الذي لقى شك واستنكار تحول لمعارضة شديدة من البعض فهو أن تستضيف دولة خليجية اجتماعات الجامعة حتى يهدأ ميدان التحرير.
لقد كشفت معارضة النقل المؤقت للامانة بذور أخرى اينعت بعد قمة الدوحة 26 مارس 2013م وكشفت الغطاء عن همهمات لاصوت لها عن علاقة دول الخليج بالجامعة العربية في عصر الربيع العربي . إن نجاح المبادرات الخليجية عبر الجامعة هو خير وسيلة لدحض مقولات محددة كادت تتحول إلى ثوابت ومنها إن الادارة الخليجية لعمل الجامعة العربية في عصر الربيع العربي جعلها مطية لتمرير الإملاءات الأمريكية والغربية لحماية الكيان الصهيوني. فيما نظرت جهات موتورة اخرى الى منح مقعد سوريا في القمة للائتلاف الوطني السوري كعملية استحواذ دفعت الخليجيون نظيرها انشاء صندوق بمليار دولار امريكي لدعم القدس، وانهمار الاموال على ثوار سوريا، وسد العجز في ميزانية القاهرة، وتونس.وأن هذا القصف المالي هو للتمهيد للهجوم الخليجي الشامل لتنفيذ الجزء الثاني من اتفاقية سايكسبيكو لتفتيت العالم العربي .
قد لانعلم مسوغات من يلقي كلماته كالنفايات على الشارع العربي، متجنبا كشف تواضع قدرته على توصيف مدخلات الضعف في النظام العربي القائم ونقده نقدا صحيا . لكننا نعلم اهم مايؤهل دول مجلس التعاون لقيادة العمل العربي المشترك في المرحلة الراهنة سواء نقلت الامانه العامة من مكانها ام لا، ومنها :
- إن الكويت ستستضيف القمة العربية القادمة كما استضافتها الدوحة ومن قبلهما الرياض،كما استضافت العواصم الخليجية القمم التنموية الاقتصادية،واستضافت فعاليات عدة لا لرفاهية فنادقها وطيب اجواءها، بل لآن دول الخليج اكثر تأثيراً على الاوضاع في الربيع العربي من بقية اعضاء الجامعة الاخرين.كما ان لديها في سرعة وقوة القرار مايشبه مجلس الامن حيث زجت بقوات درع الجزيرة لسد الثقوب ومنع تسرب من حاول اغراق السفينة البحرينية.
- تسعى دول الخليج بمبادراتها للخروج بالجامعة من اتون عاصفة سياسية هوجاء، يصاحب عويلها عواء ذئاب اقليمية ودولية تحاول التقاط الضحية القصية من العرب. كما ان كبر حجم دول الخليج ككتلة متجانسة القرار في الجامعة إلا انها لم ترفض أوتماطل في تنفيذ قرارات الجامعة منذ أن اصبحت جزء من ذلك الهيكل، فرحبت بتدخل الجامعة لمنع وصول النفط إلى إسرائيل، ووضعت نفطها لخدمة القضايا العربية ولم تطبع من الصهاينة .
- تأتي مصلحة الشعب العربي كمحرك أول للقرارت الخليجية التي حسمت بها الامور في اليمن وليبيا والبحرين،متوقعين ان تظهر واشنطن ميل اكثر لطروحات الخليجيين لنصرة الشعب السوري .
- بما ان الهدف الاسمى للعرب هو الوحدة، فلا احد يعرف ذلك الطريق اكثر من الخليجيين،ففي رصيدهم وحدة السعودية في الثلاثينيات ووحدة الامارات في السبعينيات، ودعمهم لتحقيق الوحدة اليمينة في التسعينيات، ثم الوحدة الخليجية المقبلة لتكون بداية الاندماج العربي الحقيقي على غرار الاتحاد الاوربي.
في يوم الجمعة الماضي كنت على موعد مع إذاعة مغاربية، وقد عبق جو الحوار بريبة من الدور الخليجي في الجامعة العربي بعد قمة الدوحة، وكانت المحاور التي سمعتها من اعلاميين عرب كبار مرتبة فوق طاولة من المغالطات عنوانها الرئيسي اختطاف الجامعة العربية وتحولها الى اداة بيد دول الخليج بفضل عائدات النفط. لقد كان علي أن اركب الموجة المالية نفسها فطرحت عليهم سؤال هدم الأرضية التي أنطلقوا منها وهو: إن كانت هناك دولة أو دول عربية أرخصت أموالها للقضايا العربية كما فعلت دول الخليج ؟ لم اجد جوابا مباشرا وواضحا .وبالتالي أتى كل تحليل طرحوه مهزوزا لضعف الأصل الذي بني عليه. ولا اعلم كيف قاومت إغراء الغضب، وأنا اتذكر ان نائب رئيس العراق خضير الخزاعي قد أقترح في قمة الدوحة نفسها نقل البرلمان العربي إلى بغداد ولم ينتقده أحد، بينما يبيعون دول الخليج في سوق التحامل في اليوم سبعين مرة مرددا الواحد منهم دون خجل مقولة لست حاقدا وإنما ناقدا. كما لا أعلم إن كان من الحصافة تبني شعار لماذا يكرهوننا؟ '? Why Do They Hate Us' الذي رفعه الاميركان في موجة غضبهم جراء هجمات 11 سبتمبر2000م.
تعليقات