بوش: بلير ليس كلبي .. أنه أكبر من ذلك بكثير
عربي و دولييونيو 29, 2007, 12:22 ص 185 مشاهدات 0
بعد
ساعات على تنحيه عن منصبه، بسبب تدهور شعبيته جراء مشاركته في الحرب على العراق،
حصل رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، الذي امتنع عن دعوة إسرائيل إلى وقف
عدوانها على لبنان في الصيف الماضي، على مكافأة أميركية بتنصيبه مبعوثاً للسلام في
الشرق الأوسط باسم اللجنة الرباعية الدولية. وأعلنت المتحدثة باسم الأمم المتحدة
ميشيل مونتاس أمس أن بلير الذي استقال أمس من منصبه كنائب في البرلمان، وعهد برئاسة
الحكومة البريطانية لوزير المالية السابق غوردون براون، «أظهر منذ زمن بعيد
التزامه» تجاه القضية الفلسطينية. وأوضحت مونتاس أن بلير «بوصفه مبعوثاً، سيساعد في
تأمين الدعم الدولي الذي تحتاجه السلطة الفلسطينية في الحكم، وسيحشد الدعم الدولي
للفلسطينيين من خلال العمل بشكل وثيق مع الدول المانحة وأجهزة التنسيق القائمة..
وسيؤازره في مهمته فريق صغير من الخبراء الذي سيكون مقره في القدس وستعاونه دول
ومؤسسات شريكة». وجاء في بيان الرباعية أن «خطورة الأحداث الأخيرة (بين فتح وحماس)
قد عززت الحاجة إلى (تدخل) المجتمع الدولي، الذي أخذ على عاتقه مساعدة الفلسطينيين
في فرض سلطة القانون وبناء مؤسساتهم واقتصادهم ودولتهم القادرة على أخذ مكانها
كشريك مسالم وملائم لإسرائيل». وكان بلير قد شدد، أمس عقب إعلانه استقالته، أن
«حلاً يقوم على أساس الدولتين (في المنطقة) يشكل أولوية مطلقة» وذلك يعني «دولة
إسرائيلية آمنة ومطمئنة لأمنها ودولة فلسطينية قابلة للاستمرار ليس فقط من حيث
الأراضي بل من حيث المؤسسات والحكم أيضا»، معرباً عن «اعتقاده بأن ذلك ممكن، لكنه
سيحتاج إلى تركيز وعمل مكثف هائل». ورحب الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي كان وراء
تعيين بلير في هذا المنصب، بهذا الخبر، وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو
أن بلير «ليس سوبرمان.. لكنه يتحلى بمواهب شخصية وسيكون بمقدروه أن يحمل الناس على
الحوار»، محذراً من أن «القرار في النهاية يعود للفلسطينيين والإسرائيليين.. لا
يمكن لسياسي من الخارج أن يصنع لوحده السلام وتسوية في الشرق الأوسط». وكان بوش قد
أشاد مطولاً، في حديث لصحيفة «صن» البريطانية، ببلير واصفاً إياه بأنه «رجل قوي»،
وقال إنه «ليس كلبي الأليف.. هو أكبر من ذلك»، موضحاً «كان يُنظر إلى علاقتنا كما
لو أنني أقول لبلير: اقفز، فيجيب: من أي ارتفاع؟ لكن العلاقة لم تكن كذلك. كلانا
يقول سنقفز معا». وعن غزو العراق، قال بوش «خدمنا معاً في زمن الحرب وكل منا تحلى
بالتصميم ذاته على النجاح. ووقفنا معاً في الخندق ذاته»، موضحاً أن بلير، كان يحاول
أن «يشد من أزره (بوش) كصديق»، معرباً عن اعتقاده بأن العراق «سيتحول إلى إرث
إيجابي بالنسبة لكلينا». وفى أول رد فعل من الدول المعنية، عبر المتحدث باسم
الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف عن ترحيب اسرائيل باختيار بلير لهذا المنصب،
مشيراً إلى أن بلير «متفهم ومطلع للغاية على الوضع وقادر على التأثير إيجابيا في
عملية السلام في المنطقة»، فيما نقل كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عن
الرئيس الفلسطيني محمود عباس «ترحيبه» وتأكيده «على العمل جنباً إلى جنب مع بلير
للتوصل للسلام على أساس الدولتين». وكان تعيين بلير قد تأخر عندما أحجمت روسيا عن
إعلان موافقتها أثناء اجتماع لممثلي الرباعية في القدس المحتلة أمس الأول، ما دفع
بلير إلى الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لانتزاع موافقته. وهذا
ما حصل بالفعل، حيث أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «بلاده وافقت على
تسمية بلير» مبعوثاً للجنة الرباعية، التي ستجتمع في الشرق الأوسط منتصف تموز
المقبل. ولعل أبرز التحديات التي قد يواجها بلير في مهمته الجديدة، تتمثل في إرثه
كرئيس لوزراء بريطانيا، ولا سيما «تبعيته» للبيت الأبيض، ومشاركته في غزو العراق،
وهي الحرب التي عارضتها الدول العربية بشدة، فضلاً عن أن حركة حماس عارضت تسميته،
لأنه «موالٍ لإسرائيل»، ولعل تأييده للعدوان الإسرائيلي على لبنان في الصيف الماضي،
أبرز دليل على ذلك. وندد المتحدث الرسمي باسم «حماس» فوزي برهوم بقرار اللجنة
الرباعية، واصفاً بلير بأن «له تاريخا دمويا، وهو غير مرغوب به فلسطينياً، لأنه لا
يليق له أن يكون أميناً على طموحات الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال والإفراج عن
الأسرى وعودة اللاجئين»، مضيفاً أن بلير «بالفعل راضخ تحت المظلة الأميركية، ونفذ
سياسات سببت حروبا.. أبرزها في العراق وأفغانستان والصومال ولبنان.. ويدعم الإرهاب
الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني»، مستبعداً أن يؤدي بلير دوراً «منصفاً.. تجاه
قضيتنا». بريطانياً، كتبت صحيفة «دايلي ميرور» البريطانية، «حتى حلفاؤنا العرب
المعتدلين يقولون بأن مصداقية بلير باتت مشرذمة» وهو «ليس سوى ببغاء للخط الأميركي»
حيال المنطقة، فيما اعتبرت صحيفة «الغارديان» أن دور بلير كمبعوث للسلام «قد يصبح
تذكيراً مؤلماً لأكثر الوجوه غير السعيدة لولاياته، فهو سيواجه شكوكاً عربية تصنفه
كخادم لجورج بوش، وغضباً عربياً بسبب حربي العراق، ولبنان في العام 2006». من جهته،
شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على أهمية أن يتحلى أي وسيط في
عملية السلام بالشرق الأوسط
«بالنزاهة».
كتب -أحمد السالم
تعليقات