مساعد الظفيري ناصحاً: واجب المرحلة يقتضي المزيد من التعقل

زاوية الكتاب

كتب 434 مشاهدات 0


الكويتية

يخربون بيوتهم بأيديهم!

مساعد الظفيري

 

ضاقت عليهم الكويت، ولم يكتفوا بما فعلوه فيها من استصناع للفتن وشق لوحدة الصف وإخلال بالنسيج الاجتماعي، ورغم كل ما فعلوه لم تتحقق النتائج التي تشبع غرورهم وتروي جشعهم وحبهم للإثارة والفتنة، بل جلبوا ما لدى مراهقي السياسة وفاقدي الحكمة في دول الخليج من أفكار شيطانية تهدم أركان الاستقرار وتعصف بمكونات المجتمع، وهم يعلمون أن ذلك لم ولن يجلب لهم سوى الخراب كما جلبه لغيرهم!
ما يتم في هذه الفترة من استعانة البعض بالخارج طلبا للدعم السياسي والمالي والإعلامي في الشأن المحلي ليس في صالح البلد، وليس في صالح من يغض الطرف عن النظر في خطورة ذلك وعواقبه، خصوصا في هذه الحالة من الاستسلام للهلع الذي نجح الفاسدون في زرعه بقلوب بعض المسؤولين، وجعلوهم يتصورون أن كل صيحة عليهم!.. هذا الاستسلام لحالة الهلع لن ينتج عنه إلا المزيد من البعد والجفاء، ولن ينتج إلا مزيداً من السياسات الفاشلة التي يعتقدون بأنها ستكون سداً منيعا أمام التطور والإصلاح.
لنتصارح أكثر.. ألا تعتبر الاستعانة بدول وأنظمة للتدخل بالشأن المحلي من الخيانة؟ وهل التحريش بين الكويتيين من قبل الدعاية الإعلامية، والدعم المالي من بعض الأنظمة ألا يعتبر ذلك أيضا من الخيانة لأمن الدولة واستقلالها؟!
لماذا تصمت الحكومة عن توجيه اتهامات تخابر مع دول أجنبية لمن يستعين بها لخلق الفتنة في الكويت والتحريض على أبنائها؟ ولمصلحة من يتم ذلك المخطط العبثي؟!
إن كان التدخل الخارجي المرفوض ينطلق من الظنون والشك والأهواء - وهذا ما نتمناه - فما الفرق بين دولة وأخرى، خصوصاً أن هذه الدولة (الأخرى) تجاوز موقفها الظنون ليصل إلى اليقين، فهذا أحد مسؤوليها الأمنيين يتدخل مباشرة في الشأن المحلي مرة بالتحريض وتارة بالتهديد؟!
قد لا يعي بعض المسؤولين خطورة ما يجري، ولا يستشعر خطورة الاحتقان الذي تشهده البلد ونتائجه الحالية والمستقبلية، التي قد تدفع بنا إلى نفق مظلم لا يمكن الخروج منه أو الرجوع عنه في ظل التخبط الموجود، وعدم الاستماع لصوت الحكمة أو محاولة البحث عن حلول وسط وما أكثرها حفاظا على استقرار البلد واستتباب العلاقة الإيجابية بين
السلطة والشعب.
واجب المرحلة يقتضي المزيد من التعقل، وإقصاء مستشاري السوء - رسميين كانوا أم غير رسميين - الذين لا يتنفسون إلا في أجواء التصعيد والتحريض وقلب الحقائق وسوء الظن وتزيين الباطل، فليخافوا مغبة الاستدراج إلى مدارك الهاوية نتاج السياسات الفاشلة، وليتدبروا قوله تعالى في سورة الحشر: (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَار).

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك