تدريس التطبيقي نظمت ملتقاها الثقافي
شباب و جامعاتالمشاركون : الوضع التعليمي الحالي سيئ ولا يبشر بالخير
إبريل 23, 2013, 12:42 م 1389 مشاهدات 0
نظمت رابطة أعضاء هيئة التدريس للكليات التطبيقية وضمن فعاليات ملتقاها الثقافي 'صناعة المستقبل بالتعليم' عدة ندوات، حيث جاءت الأولى تحت عنوان المعلم ما بين التأهيل والتميز' حاضر بها كل من العميد الأسبق لكلية التربية بجامعة الكويت أ.د عبدالله الشيخ، ووكيل وزارة التربية والتعليم الأسبق د. يعقوب الشراح وأدار الندوة د. مبارك الذروة.
بداية قال وكيل وزارة التربية السابق د.يعقوب الشراح أن الوضع التعليمي الحالي سيئ ولا يبشر بالخير إذا لم نتدارك الوضع لتطويره حسب الرؤية العالمية والتكنولوجية من خلال تطوير المناهج بدلا من التصارع والبحث عن المزايا المالية وإهمال التعليم، وقال أن هناك مؤشرات كثيرة تؤكد تدني مستوى التعليم في الكويت، مضيفا أن الكويت من أكثر الدول التي تساهم على بدعم التعليم في الدول الخارجية وهذا دليل على اهتمامها بتطوير التعليم ولكن إذا أردنا النظر إلى مناهجنا الحالية والتعليم لدينا سنجد انه سيء جدا والسبب إهمال بعض المسئولين والمعلمين للتعليم، مبينا أن ميزانية وزارة التربية من أضخم الميزانيات في الدول المجاورة ولكن مناهج التربية والجامعة والتطبيقي سيئة ولا تخدم سوق العمل.
وتابع الشراح قائلا إن دور المعلم جدا مهم في تطوير التعليم من خلال الأداء التدريسي بالمراحل الدراسية ابتداء من رياض الأطفال إلى التعليم العالي، ولكن غالبية كبيرة من المعلمين لا يقرؤون أو يعدون بحوثا ويكتفون فقط بقراءة الكتاب الخاص الذي يدرسه وعندما نناقشه في أمور تعليمية متطورة نفاجأ بأنه لا يمتلك المعلومات الكافية فهذه مشكلة جدا خطيرة، إضافة لوجود عدد كبير لا يجيدون استخدام الحاسب الآلي، والسؤال في ظل التطور التكنولوجي كيف لمعلم لا يعرف استخدام الحاسب الآلي، ومن المشاكل التي تتسبب في خراب التعليم آفة الدروس الخصوصية التي عجزت وزارة التربية عن منعها.
وزاد الشراح قائلا اتضح من خلال إحدى الدراسات أن 77% من المعلمين لا يلتزمون بتدريس المناهج المعتمدة من وزارة التربية وبالتالي يكون الطالب قد شب على بيئة تعليمية خاطئة تهدد مصيره المستقبلي، موضحا أن التعديلات على المناهج ليست تعديلات جذرية بل منهجية لا تخدم التعليم فقد أكد 62% من المعلمين خلال استبيان دراسي بأن المناهج الدراسية جامدة وغير سلسلة ولا تخدم العملية التعليمية، مشددا على ضرورة إيجاد منظومة عمل واحدة في التدريس تشمل الدراسة في مستوى واحد على جميع المدارس الحكومية والخاصة.
بدوره قال العميد الأسبق لكلية التربية بجامعة الكويت د.عبدالله الشيخ إن المعلم لا يُبجل كما هو الحال بباقي الدول، حيث لا يعيش بيئة تعليمية مستقلة ويضعون عليه أعباء إضافية للعمل بها كإداريين ومشرفين وغيرها، وهذا ليس من عملهم، متسائلا كيف سيكون هناك تعليم مميز طالما هذا التوجه متواجد ووزارة التربية تعلم بذلك .
وشدد الشيخ على ضرورة بان تكون وقفه جماعية لتطوير منظومة التعليم لاسيما من كلية التربية في جامعة الكويت وكلية التربية الأساسية في التطبيقي من خلال تحمل مسئولياتهم بتخريج معلمين قادرين على تحمل المسؤولية المجتمعية وليس البحث عن الشهادة والمميزات المالية، مضيفا أن قبول الطلبة المستجدين في الكليتان عشوائي، فعندما أوجه أسئلة للطلبة لماذا التحقت بكلية التربية يكون الرد هذه ليس رغبتي وهم من قبلوني في كلية التربية علما بان هذا التوجه خطأ ولا يخرج معلمين مميزين لاسيما وأن قبولهم جاء مخالفا لرغباتهم .
وقال الشيخ أنه من خلال متابعته لأداء طلبة كلية التربية بجامعة الكويت والأساسية اتضح بأن 8% غير مؤهلين ليصبحوا معلمين قادرين على تحمل مسؤولية المعلم وهذا بسبب نتائج فشل آلية القبول وعدم توزيع الطلبة بالشكل الصحيح، ولفت إلى أن المواصفات الفنية لتطوير التعليم بات تطبيقها ضروري في الجامعة والتطبيقي، مؤكدا أن آلية التدريس الحالية في الكليات خطأ وبحاجة إلى تطوير من خلال إضافة مواصفات فنية عالمية وعلمية تواكب التطور العالمي ولا يمكن الاستمرار على المناهج الحالية .
واقترح الشيخ بتقديم توصية للمسئولين مضمونها عدم قبول خريجين كلية التربية الأساسية وكلية التربية في جامعة الكويت كمعلمين إلا بعد تأهيلهم للتدريس من خلال عمل اختبارات متواصلة تؤكد صلاحيتهم وتمنحهم رخصة تؤكد قدرتهم على ممارسة التعليم ومن لا يستطيع لا يمنح الرخصة حفاظا على جودة التعليم وتخريج معلمين مميزين .
وفي مداخلة للمدير العام للجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم د. عايض المري طالب خلالها بدمج كلية التربية في جامعة الكويت مع كلية التربية الأساسية بالتطبيقي وتسمية الكلية إعداد المعلمين وتكون تحت مظلة مؤسسة التعليم العالي، معتبرا أن هذا الحل هو الأنسب لتخريج معلمين مميزين، مشيرا إلى أن وزارة التعليم العالي تواجه مشكلة رئيسية مع الطلبة الراغبين باستكمال دراستهم في الخارج فقد اتضح بان مستواهم ضعيف في اللغة الانجليزية ولا يؤهلهم للدراسة في الخارج، ورغم مطالبتنا لهم أن يلتحقوا بمعاهد لتقوية اللغة الانجليزية ومع ذلك يأتون مستواهم ضعيف، واقصد بذلك أن مستوى اللغة الانجليزية في وزارة التربية جدا ضعيف لذلك اقترح بأن يكون تدريس اللغة في المدارس من أساتذة أجانب متخصصين أو التعاقد مع معاهد ذات جودة عالية في اللغة الانجليزية.
وفي ختام الندوة تم فتح باب الأسئلة للحضور وتمت الإجابة عنها من قبل المحاضرين.
وبعد استراحة قصيرة استأنف الملتقى فعالياته بتدشين الندوة الثانية التي جاءت تحت عنوان 'جودة التعليم واقع وطموح' حاضر بها كل من عميد كلية علوم وهندسة الكمبيوتر بجامعة الكويت أ.د فواز العنزي، والمدير العام للجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم د. عايض المري، ومدير المركز الوطني لتطوير التعليم د. رضا الخياط وأدارها العميد الأسبق لكلية العلوم الصحية أ.د فيصل الشريفي.
بداية أوضح المدير العام للجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي الدكتور عايض المري أن مجلس التعاون الخليجي استشعر أهمية التعليم بالخليج واتفقوا على إنشاء هيئة للاعتماد الأكاديمي، ولتنفيذ هذه الفكرة تم إنشاء هيئات محلية للاعتماد الأكاديمي تمهيدا للوصول لهذا الهدف.
وأشار المري إلى أن الحديث قد كثُر عن الشهادات المشبوهة والجامعات التي لا تراعي المعايير الأكاديمية ولا العلمية، فكان من الواجب أن تكون هناك معايير واضحة على الهيئة لتحديد الجامعات التي يسمح بالدراسة بها، ومن أجل تحقيق الاعتماد المؤسسي تم وضع معايير لهذا الاعتماد وسيرى النور قريبا.
وقال المري أنه أمر محزن ألا نرى الجامعات الكويتية الحكومية والخاصة ضمن ترتيب أفضل الجامعات بالعالم، ولو مرت هذه الجامعات ضمن قنوات التقييم لرأيناها ضمن ترتيب متقدم، متمنيا أن تعمل مؤسسات التعليم العالي بالكويت على إنشاء مكاتب لضبط الجودة والاعتماد الأكاديمي، وتعاون جميع الأطراف لتحقيق الاعتماد الأكاديمي والجودة العلمية المطلوبة.
بدوره قال عميد كلية علوم وهندسة الكمبيوتر بجامعة الكويت أ.د فواز العنزي إن الجامعات الخاصة الراغبة بطرح برامج جديدة أن تكون ضمن أفضل 200 جامعة على مستوى العالم في القوائم العالمية، مؤكدا أن مجلس الجامعات الخاصة يأخذ بعين الاعتبار المقارنة مع الجامعات المحلية والخاصة الأخرى كي لا تتكرر نفس المخرجات من نفس الجامعة وبالتالي يكون سوق العمل ليس بحاجة لهذا الكم الكبير من المخرجات.
وكشف مدير المركز الوطني لتطوير التعليم د. رضا الخياط أن لدى المركز مشاريع عدة أبرزها تطوير المعايير الوطنية بالكويت عبر المعلم والإدارة المدرسية والمرحلة الابتدائية وأيضا مشروع الاختبارات الدولية والمحلية والمشروع الثالث يعمل على إعادة تأهيل التعليم بالتعاون مع سنغافورة، لافتا إلى أن المركز يسعى إلى إنشاء منظومة المجلس الأعلى للتعليم والهدف منها تطوير المناهج الدراسية ومخرجات التعليم ودراسة حاجة سوق العمل لخدمة الأجيال القادمة لأن الوضع التعليمي الحالي مؤسف.
وانتقد د. الخياط الدراسات التي يقوم بها الأكاديميون بجامعة الكويت والتطبيقي حيث إنها لا تخدم العملية التعليمية وليس لها أي دور في تطوير المناهج، وكثير منها يتم إعدادها بناء على استطلاعات رأي، مشددا على ضرورة تعاون مؤسسات التعليم العالي من خلال تشكيل لجان علمية معنية في تطوير التعليم، وقال من التحديات التي تواجهنا عدم تعاون الأخوة في مجلس الأمة فيما بينهم، حيث يلاحظ الجميع انقسام طائفي وقبلي وهذه الصراعات تؤثر على عدم تطوير التعليم، ودليل ذلك أن المناهج مترهلة بلا أي تطوير، مشيرا إلى أن مؤسسات التعليم العالي غير متعاونة في تطوير التعليم والمناهج، وللأسف أن الأغلبية منهم تبحث على المناصب دون الالتفات للتطوير، فإدارات تطوير المناهج موجودة منذ إنشاء المؤسسات ولم نلتمس أي توجه لتطوير التعليم.
وقال الخياط أن ' أغلب الدكاترة بجامعة الكويت والتطبيقي يبحث عن الدورات التدريبية بالمؤسسات المختلفة بهدف التدريس وعند دخول محاضرته الأساسية نجده لا يرغب بتدريس الطلبة وعاجزا عن تدريسهم، في حين هذا دوره ومهمته الرئيسية، منتقدا توجيه اللوم للمدرس الوافد لقيامه بإعطاء دروس خصوصية، فالحكومة هي من تدفعه لذلك، فكيف له أن يواجه متطلبات الحياة المعيشية في ظل راتبه المتدني الذي يدفع نصفه في استئجار شقة.
هذا وختم الملتقى فعالياته بحلقة نقاشية جاءت بعنوان 'نبي تعليم صح' واقيمت خلال الفترة المسائية بمشاركة كل من رئيس اتحاد طلبة ومتدربي الهيئة مجرن العفيصان، المدرس المساعد بكلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت م. نادية المطيري، أ. عبير عيسى العميري من قسم معلم الحاسوب بكلية التربية الأساسية وموجهة سابقة بوزارة التربية، م. خلود عبدالله الهندي قسم الهندسة الالكترونية بكلية الدراسات التكنولوجية، محمد سرور العتيبي عضو رابطة الطلبة بجامعة الخليج، حمد صلاح البطي من كلية التربية الأساسية، وبحضور ومشاركة عدد من المتخصصين وأولياء أمور الطلبة، وأدار الحلقة النقاشية كل من أمين سر الرابطة ورئيس اللجنة المنظمة للملتقى د. أحمد الحنيان، د. نجلاء الفرج من كلية الدراسات التكنولوجية.
وطرح مديرو الحلقة النقاشية العديد من الأسئلة والمحاور على المشاركين والحضور منها ما هو موجه للطالب ومنها موجه للمعلم وأخرى لأولياء الأمور، ومنها لوزارة التربية، ومن تلك الأسئلة ما يلي، ليش نبي تعليم صح، وين المشكلة، تدني مستوي التعليم والتحصيل العلمي مسئولية من ؟ وما هي الأسباب ؟ المناهج : مكثفه ترهق المعلم والطالب وتحرم المدرس من تناول المادة العلمية مع الطلبة وتحد من الإبداع، ضعف مراحل التأسيس رياض الأطفال والإبتدائى، نسبه لا يستهان بها من المعلمين غير مؤهلين مهنيا لطبيعة العمل وليس لديهم المهارات الأساسية بكيفية إدارة الفصل وطرق تحفيز الطلبة، هل ولي الأمر يقوم بدوره بالمتابعة والتوجيه ومشاركة أبناءه ؟ هل يشارك ابنك في تحديد مستقبله ورسم خارطة الطريق، ما يمنعك من أن تكون طالب مبدع ومتميز، ما هي الظواهر السلبية المنتشرة في التعليم عندنا، ظاهرة الغياب الجماعي للطلبة مسئولية من؟ (الوزارة –المعلم – ولي الأمر) ظاهرة كثرة المرضيات والتمارض من المسئول عنها(ولي الأمر – الصحة)، ظاهرة الدروس الخصوصية مسئولية من (تربوي – ولي الأمر) ظاهرة الغش وتسرب الامتحانات من المسئول عنها، كيف يتعلم الآخرون في الولايات المتحدة، ما رأيكم في البيئة التعليمية في الكلية أو المدرسة .. هل تشعر بأنها بيئة مناسبة، ماذا عن المنهج هل هو كثيف، هل عدد الاختبارات كثيفة، هل هناك تنوع في وسائل التعليم كاستخدام التكنولوجيا والوسائل الالكترونية، هل ولي الأمر دوره ايجابي أو سلبي في التعليم هل مساعدته في تعليم الطلبة لمصلحتهم، الدروس الخصوصية .. هل تسبب مشاكل ... ولماذا يلجأ لها الكثير؟ ماذا عن نسب القبول في كلية التربية: هل جيدة أو متدنية، هل الطالب محور أساسي للمعلمين .. أي هل إرضاء الطالب هو الأساس أم إرضاء مدير المدرسة والمنطقة التعليمية للحصول على الجوائز بأنواعها، المناهج قديمة ولا زالت تدرس حتى الآن فأين دور إدارات تطوير المناهج ومن المسئول، فالطالب يحصل على الثانوية بشهادة ومتفوق لكن تجده درس وحفظ بغياب الجانب الابداعي.
هذا وقد جاءت إجابات المشاركين على تلك الأسئلة بعدم إعفاء أي طرف من المعادلة من المسئولية، حيث اتفق الجميع بوجود خلل كبير في المنظومة التعليمية بدءا من الأسرة ومرورا بالطالب والمعلم، ووصولا للقائمين على وزارة التربية والتعليم العالي والمناهج المعمول بها.
ولعل أبرز ما جاء في أجوبة المشاركين ما قالته عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات التجارية د. فريدة عابدين التي اعتبرت أن المسئولية الأكبر تقع على عاتق وزارة التربية وقالت أن الوزارة تحتاج لمحو أميتها، مشيرة إلى أن مستويات الطلبة المستجدين الذين يتم قبولهم في انخفاض مستمر عام بعد عام، فالكثير لا يعرف معنى ثقافة التعليم ومنهم بعض القياديين بوزارة التربية، مؤكدة أن كثير من الطلبة يتخرجون بالواسطة والمحسوبية وأنها شخصيا تعرضت لضغوط لإعطاء طلبتها درجات لا يستحقونها فرفضت ذلك.
أما رئيس اتحاد طلبة التطبيقي مجرن العفيصان فرفض فكرة رفع نسب القبول لأن كلية التربية بالجامعة والتربية الأساسية بالتطبيقي لهما دور هام وبارز في تزويد سوق العمل بالكوادر الوطنية من المعلمين، معتبرا أن هناك قصورا في أداء بعض الاساتذة وأنهم لا يؤدون الدور المنوط بهم، فلو أن الدكتور قام بواجبه على الوجه الاكمل سنرى الطالب ملتزما بمحاضرته بل ويحرص عليها، وهناك بعض الأساتذة يزرع مفاهيما خاطئة لدى طلبته حينما يميز أحدا منهم على الأخر لمجرد صلة قرابة أو توصية من زميل له فيظلم طالب على حساب آخر.
وقال العفيصان أن الاسرة عليها دور كبير في تنشئة الطفل ولا يجب وضع كل اللوم على المعلم، فعلى سبيل المثال نجد بعض أولياء الأمور من شدة حبهم لأولادهم لا ينهونهم عن بعض السلوكيات الخاطئة، فالمعلم في الروضة والمرحلة الابتدائية مثلا يعد بمثابة والد لتلاميذه وعليه دور تقويم أي سلوك خاطئ للتلاميذ ولكنه يتغاضى عن ذلك ويغض البصر لعدم إثارة أي خلاف مع أولياء الأمور.
من جهتها استغربت المدرس المساعد بكلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت م. نادية المطيري من آلية القبول المتبعة لكلية التربية بجامعة الكويت التي قالت أنها زارتها وربما تكون التربية الأساسية كذلك، حيث أشارت إلى أنها خلال زيارتها لكلية التربية سألت عن آلية إجراء المقابلات الشخصية للمستجدين فكانت الإجابة هي مجرد اجتيازهم لاختبار مخارج الحروف، بحيث تكون مخارج الحروف باللسان سليمة فقط، بل يمكن للطالب الحصول على توقيع لا مانع من أي من أساتذة الكلية فيتم قبوله، مشيرة إلى أن أدنى قبول في جامعة الكويت هو لكلية التربية، بمعنى أن الطالب الذي لا يقبل بأي من كليات الجامعة يتم قبوله بكلية التربية، دون النظر عما إذا كان الطالب راغبا بمهنة التدريس أم لا، ودون النظر لشخصية الطالب ومدى قدرته على القيام بمهام تلك المهنة، مطالبة بضرورة التدقيق على المقبولين لكلية التربية بالجامعة وكلية الأساسية بالتطبيقي مع رفع نسب القبول لهما إضافة للمعايير الأخرى المهمة لتوفير معلمين ذات كفاءة لديهم القدرة على الارتقاء بالعملية التعليمية.
وأكدت المطيري على ضرورة قيام المعلم والأكاديمي بمخاطبة عقل الطالب وتحفيزه بكل الطرق لاستثمار ما توفره الدولة من دعم وتشجيع للعلم، فهناك دول أخرى لا توفر جزء بسيط مما تقدمه الكويت وتشجيعها لأبنائها على تحصيل العلم في بيئة اجتماعية واقتصادية وأمنية ليست متوفرة لدى الكثير من البلدان الأخرى، يجب إقناع الطالب باستثمار تلك المزايا وتشجيعه على تحصيل العلم.
من جهتها ألقت أ. عبير العميري من قسم معلم الحاسوب بكلية التربية الأساسية والموجهة السابقة بوزارة التربية بمسئولية تدني التعليم على 4 جهات، وهي وزارة التربية بمنهاجها وقراراتها، وقالت أنها شرعت أكثر من قانون ولكن تلك القوانين غير مفعلة وبقيت قوانين شكلية فقط، ثانيا المعلم فنسبة كبيرة منهم غير مؤهلين لمهنة التدريس والتحقوا بكلية التربية فقط حبا للإجازات والمزايا المالية الكبيرة، ثالثا ولي الأمر حيث يدفعه حبه لولده بإعطائه كل شيء دون معرفته لما عليه أدائه أو ما هي واجباته فبالتالي لا يعمل وبالتالي لا يهتم الطالب بدراسته ما دامت كل احتياجاته يوفرها له ولي الأمر سواء درس أو لم يدرس، رابعا المجتمع بما يقدمه في البرامج المرئية والمسموعة فهي تشجع على اللامبالاة.
م. خلود الهندي قسم الهندسة الالكترونية بكلية الدراسات التكنولوجية طالبت بتغيير فلسفة التعليم لضمان تغيير النتائج، وقالت أن نظرة المدرسة في الدول المتقدمة للطفل أنه مجرد صندوق فارغ وتسعى المدرسة لملئ هذا الصندوق بالتعلم والمعرفة وتحاول المدرسة بشتى الطرق استخراج الإبداعات المكنونة داخل الطفل سواء بتشجيعه على القراءة أو إعطائه حرية التعبير عن رأيه أو تشجيعه على الدخول بالمسابقات التي تنمي ذكائه وتدفع عقله للتفكير.
وقال عضو رابطة الطلبة بجامعة الخليج محمد عبدالله أن الأسرة عليها دور كبير فهي تزرع بالطفل منذ نشأته ضرورة أن يكون طبيبا أو مهندسا دون النظر لميول الطفل واهتماماته، وهناك بعض الأسر تستمر في فرض وصايتها على الطالب وتجبره على دخول إحدى الكليات التي ترغب بها الأسرة والنتيجة دائما تكون سلبية، لذلك لابد من وضع اهتمامات الطفل والطالب بعين الاعتبار وتشجيعه على التخصص الذي يستهويه، مشيرا إلى أنه كان يسترشد بتوجيهات والده دون تعرضه لأي ضغوط واختار طريقه بنفسه ولقي التشجيع من الأسرة.
أما الطالب بكلية التربية الأساسية حمد صلاح البطي فقال انه قام بإعداد دراسة عن مستوى التعليم بالكويت جاءت نتيجتها بأن الكثير من المعلمين يفتقرون للمهارات المطلوبة، والمعلم لا يشجع الطالب على حب المادة على الرغم من أن الطالب إذا أحب المادة سيبدع فيها، مشيرا إلى أنه التحق بقسم اللغة العربية بالأساسية مجبرا ولكنه أحب المادة فتفوق فيها، وبالتالي فالمعلم إذا أحب مادته سيجعل طلابه يحبونها ويتفوقون فيها والعكس صحيح، منتقدا في الوقت ذاته وجود طلاب بقسم اللغة العربية لا يجيدون القراءة والكتابة، فكيف تم قبولهم بالقسم، وكيف سيصحبون معلمين للغة العربية؟ ولفت إلى أنه سيقدم دراسته للقائمين على الملتقى للاطلاع على كافة محاورها وتدوين المناسب منها في التوصيات.
وفي مداخلة لعضو هيئة التدريس بكلية التربية الأساسية د. عايدة العيدان قالت أن هناك بعض الطلبة غير جادين في دراستهم وغير مهتمين وبالتالي هؤلاء لن يكونوا جادين في أداء مهمتهم كمعلمين، موضحة أنها سألت بعض طالباتها لماذا التحقت بكلية التربية الأساسية تحديدا دون غيرها، فأجابت بأنها بعد التخرج ستضمن الزواج سريعا، ودوام سهل ومريح، وإجازات متعددة، ومزايا مالية متميزة، أي أنها التحقت بالكلية فقط لمزايا ما بعد التخرج وليس حبا في مهنة المعلم.
وبمداخلة للعميد المساعد الأسبق بكلية الدراسات التجارية د. عبدالواحد الخلفان وجه فيها عتبا لوزير التربية ووزير التعليم العالي لغيابه عن حضور هذا الملتقى المهم، مشيرا إلى أن حضور الوزير أو أحد الوكلاء كان ضروريا ليعكس مدى اهتمام الوزارة واستماعها لما تم طرحه بالملتقى.
هذا وقد شهدت الحلقة النقاشية مداخلات عدة من الحضور، منهم نائب رئيس جامعة الخليج لشئون التخطيط د. صالح الشرهان، ورئيس رابطة التدريس د. معدي العجمي، ونائب رئيس الرابطة د. صالح الهاجري، وأمين الصندوق د. محمد الفايز، د. باسمة سعدي، وغيرهم الكثير من أعضاء هيئة التدريس والأكاديميين حيث أدلى كل منهم بدلوه بغية تحديد مكامن الخطأ والبحث عن حلول تساهم في الارتقاء بالعملية التعليمية.
تعليقات