بعد مخالفات نقابية وإدارية
محليات وبرلمانأنور الرشيد يستقيل من شبكة الانتخابات بالعالم العربي
إبريل 24, 2013, 3:42 م 1718 مشاهدات 0
أصدر أمين عام مظلة العمل الكويتي 'معك' أنور الرشيد بيانا يعلن فيه عن استقالته من العمل بالشبكة الانتخابية في العالم العربي، مؤكد أنه منذ هذا التاريخ لا تمثلني ولا تمثل القيم التي أؤمن بها، مشيرا إلى ان الشبكة عقدت مؤتمرا بشكل مباغت، وتم فيه اعتماد التقرير المالي والإداري، كما تم تغيير المكتب التنفيذي ومجلس الإدارة دون علمي، ويراد من هذا الغرض هو إقصائي من الشبكة بشكل نهائي، فيما يلي نصها:
الأخوات و الأخوة الأعزاء أعضاء شبكة الانتخابات في العالم العربي السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أظن إنني في غنى عن ذكر مدى إيماني العميق بالعمل المؤسسي الجماعي ، وإيماني الأكبر بالعمل التطوعي في عالمنا العربي خاصة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا التي تشهد إرهاصات تاريخية كبرى لم تشهدها أمتنا من قبل طوال تاريخها كله ، فالعمل التطوعي في عالمنا العربي والمتصل منه على وجه التحديد بالسياسة وحقوق الإنسان ، محفوف بالمخاطر التي تهدد حياة أو أرزاق العاملين بإطاره ، ومع ذلك فقد اتخذت قرار الدخول بالعمل السياسي والحقوقي ونشطت بهما على مدى فترة تزيد على الثلاثة عقود من الزمن سواء في بلدي الكويت حينما تدرجت في الترقي بتنظيم سياسي عريق هو ' المنبر الديمقراطي ' حتى وصلت إلى منصب نائب الأمين العام ، ولأسباب سياسية مبدئية تقدمت باستقالتي منه مطلع الألفية الجديدة ، ثم قمت مع كوكبة رائعة من السياسيين بتأسيس تنظيم 'مظلة العمل الكويتي - معك' في يونيو 2007 ، وشرفني الأخوة الزملاء في ' معك ' بانتخابي أميناً عاماً له ولا أزال ، والحمدلله ان هذا التنظيم حديث النشأة قد ثبت أقدامه في الساحة السياسية الكويتية بشكل مبهر ، حيث تصدى لكل إشكال العبث السلطوي في امتهان الدستور وقمع الحريات وسجن السياسيين والنشطاء الشباب والمغردين ، بل وأصبحنا في ' معك ' أحد المكونات الرئيسية لما يعرف ب ' ائتلاف المعارضة ' الذي تشكل مؤخراً لمواجهة السلطة في واحدة من اهم المراحل السياسية بالكويت حراجة وخطراً ، ويضم هذا الائتلاف معظم القوى والتنظيمات السياسية والحركات الشبابية والمنظمات السياسية والحركات الطلابية وهو الائتلاف الأول من نوعه في تاريخ الكويت السياسي .
أما على المستوى الاقليمي فقد شرفت بالعمل مع ثلة رائعة من الأخوات والأخوة في دول مجلس التعاون الخليجي لتأسيس ' منتدى الخليج لمؤسسات المجتمع المدني ' منذ منتصف العقد الفائت ، وغمرني اعضاء المنتدى بثقة كبيرة حينما حملوني مسؤولية رئاسة المنتدى والذي أصبح يشار له بالبنان في كل الاوساط والدوائر الخليجية بفضل جهود الاخوات والأخوة الأعضاء وتضحياتهم الجسام .
وقد حرصت في كل تجاربي بالعمل التي مررت بها على أن أكون شفافاً وواضحاً في مواقفي وقراراتي ، واتحمل كاملاً مسؤولية ما أقوم به ، ومتعاوناً مع الجميع وفق ماتقضتيه مصلحة العمل ملتزماً باللوائح والقوانين المنظمة ، واتشاور مع زملائي الذين يتحملون معي مسؤولية ادارة الاعمال فلا أنفرد بقرار قط .
الأخوات والأخوة أعضاء الشبكة اسمحولي بسرد تلك المقدمة الطويلة ، ولكن هدفت من هذا أن أبين لمن يجهل مسيرتي العملية بالشأن العام أن يكون على بينة مما ذكرت وما سأذكر ، وأردت أن أبين أيضاً انني دخلت العمل في الشبكة بكل هذه التجارب الغنية والتي أتشرف بها دوماً واصبحت جزءاً لا ينفصل من حياتي ،، لا يخفى عليكم ما حدث على هامش الانتخابات الأردنية الأخيرة ، عندما تم عقد مؤتمر عام للشبكة بشكل مباغت، بحجة أن العديد من الأعضاء متواجدين في الأردن ، وتم الإعلان عن عقد مؤتمر بشكل مخالف لكل القيم النقابية و اللائحية ، تم به اعتماد التقرير المالي و الإداري الذي قيل بأنه أعد على عجل من قبل الزميلين مجدي حلمي وهوكر ، وتم عرضها على المؤتمرين ، كما تم تغيير المكتب التنفيذي و مجلس الإدارة بدون علم العديد من الأعضاء وأنا أحدهم بالرغم من أنني احمل صفة نائب رئيس الشبكة ! ولم اعلم بأن هناك تحضيرات تجري خلف الكواليس لعقد مؤتمر تبين فيما بعد ان الغرض منه هو اقصائي عن الشبكة نهائياً ، أي أن الموضوع دبر بليل أظلم ، وهي مؤامرة بكل ماتحمله الكلمة من معنى ! الأخوات و الأخوة ان من مفارقات ماحدث ، اننا في الشبكة نرصد دوماً ' مؤامرات ' تقوم بها السلطات التي كنا نقوم بمراقبة الانتخابات في دولها ، فتخفي حقائق ماتقوم به من أعمال مثل اقصاء الخصوم بشتى السبل ومنعهم للوصول للبرلمانات ، وهي دوماً تدعي النزاهة والشفافية في عملها ولكنها أبعد ماتكون عن ذلك ، كنا نرصد تلك التجاوزات والانتهاكات بحق المواطن العربي من جانب حكوماته ، وكنا فرحين دوماً بانتصارنا للانسان العربي ، ولم يكن يدور بخلدنا على الاطلاق أن أطرافاً من بيننا في الشبكة سيقومون بذات الاعمال التي ترتكبها السلطات المستبدة تجاه شعوبهم من مؤامرات تستهدف اقصاء الخصوم واخفاء المعلومات ! الأخوات والأخوة الأعضاء لاشك أنكم من الذين فوجئتم بمثل هذه التصرفات غير الطبيعية التي تنم عن استهتار بشخوصكم و بقيمكم النقابية ، وعلى ذلك أود أن أبلغكم بأنني حاولت على مدى الشهرين الماضيين أن أعالج الاشكال الذي حصل بروية وحكمة ، وتواصلت مع العديد من الأخوة أعضاء الشبكة وعلى رأسهم الدكتورة فوليت داغر والأستاذ المحامي هوكر والأستاذ مجدي حلمي والأستاذ سالم قبيلات والعديد من الأصدقاء لتدارك الأمر ، وأعربت لهم عن اعتراضي واستيائي مما حصل على هامش انتخابات الأردن وعلى ذلك المؤتمر ، و أبلغت الدكتورة فيوليت داغر التي نصبها الدكتور نظام رئيسة على الشبكة بأن ما حدث غير مقبول إطلاقا وإنني اعتبر ما حصل هو مؤامرة بامتياز شديد وان أقل ما يوصف به هذا العمل انه انقلاب من داخل الشبكة على النظم واللوائح والأعراف النقابية المعمول بها في كل مكان بالعالم ، و قلت أيضاً للدكتورة فيوليت بأنني لاأتوقع منك أن تقبلي بأن تترأسي منظمة بشكل غير شرعي ، مما يضعف من مصداقيتك خصوصا و أنك تترأسين منظمة حقوقية ، فضلاً عن كونك زوجة مناضل حقوقي وهو الدكتور هيثم مناع الذي من المؤكد انه هو أيضاً لا يمكن أن يقبل بأن يتم تنصيبك بهذا الشكل المسيء لكما وللقضية التي تحملناها على عاتقكما في مواجهة طاغية سوريا بالأعمال الوحشية التي يرتكبها تجاه الانسان السوري ، وقلت أيضاً للدكتورة فيوليت ان من دبر هذه المؤامرة - وانا اعلم تماماً أنها تمت بدون علم منك - أراد أن يستغل أسمك ومصداقيتك أمام الجهات المانحة ليجني من وراء هذا العمل أموالاً يتصرف بها كيفما يشاء بعيداً عن أهداف الشبكة ، لأن من يقوم بتدبير مؤامرات كهذه لا يمكن أن يؤتمن على أموال أو أعمال ! وكان رأي الدكتورة فيوليت حسب ما أفادت لي بأنها تفاجأت بهذا الأمر و قد خاطبت الدكتور نظام بذلك ! أما بالنسبة للدكتور نظام فقد اتخذ موقف غاية في الغرابة ، حيث قطع الاتصال و التواصل طوال العام الماضي معي بشكل غريب خصوصا بعد أنتهاء مؤتمر القاهرة الذي اعتقد بأن نتائجه التاريخية هي التي غيرت معادلة العلاقة فيما بيني وبينا من ناحيته ! و حاولت في مناسبات عديدة أن أستفهم منه لماذا هذا الموقف ؟ و ذهبت له بمكتبه في عمان إلا أنه كان يتهرب من لقائي ومواجهتي و أتضح لاحقا بأنه كان يعد لمثل هذه المؤامرة ! أيها الأخوات والأخوة لاشك بأن مقامكم الكبير الذي تبين انه تم استغلاله خلال السنوات الماضية بشكل دنيء لا يمكن قبوله جملة و تفصيلا ، وقد قمت بالعديد من محاولات اصلاح ما يمكن إصلاحه داخل أطار الشبكة التي أسسناها وعملنا بها بكل اخلاص طوال السنوات الماضية ، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل ، ففي آخر تواصل لي مع الأستاذ هوكر ، طلبت منه أن يتم إلغاء كل ما نتج عن ذلك المؤتمر لأنه غير قانوني ولا شرعي ، وذكر لي بأنهم سوف يعقدون مؤتمر أخر على هامش الانتخابات المصرية التي ستجرى في شهر إبريل المقبل ، وطلبت منه أن يتم إعلان كافة الأعضاء بأن المؤتمر الذي عقد بالأردن اعتباره كأن لم يكن ، ووعدني بذلك على أن يتم إرسال الدعوات وأجندة المؤتمر قبل نهاية شهر فبراير الماضي ،إلا أنهم لم يعملوا بذلك أبداً ، ومن جانب أخر أفيدكم علما بأن هناك من تواصل معي وعرض علي منصباً جديداً بالشبكة هو رئيس الهيئة الاستشارية للشبكة وهي هيئة سيختلقونها لإرضائي بغرض السكوت عن تلك المخالفة الجسيمة بحق أشخاصنا و بحق ما قمنا به من جهود حثيثة ، والتي كنا نقوم بها على حسابنا المالي الخاص طوال السنوات الماضية ، وأخبركم الآن انني رفضت ذلك العرض جملة وتفصيلا ، واعتبرت هذا العرض رشوة و ثمن لسكوتي عن المخالفة الشرعية التي ما كان يجب أن تحصل في منظمة تنشد تنمية الديمقراطية في العالم العربي ، فما بالكم بهذه التصرفات غير القانونية التي أتبعت في ذلك الاجتماع ؟! وبعد إثارتي لتلك المخالفات التي ارتكبت في حق الشبكة تداعت الأمور وأنكشف بعضها والبعض الأخر سينكشف لا محالة وأهمها على الإطلاق تدخل أجهزة مخابراتية من قبل عدد من الأنظمة العربية لضرب مصداقية الشبكة بعد أن حققت الشبكة الكثير من النجاحات على الساحة العربية ، و أن تم إنكار ذلك فأنا على استعداد لكشف الأسماء وفق ما وردتني من مصادر شاركت في الاجتماع الأخير في عمان العاصمة الأردنية الذي تم به تدبير المؤامرة الانقلابية على مجلس الإدارة .
المهم في هذا الأمر انه حتى هذه اللحظة لم يصلني أي اعتذار عما حصل ، و لم تلغ قرارات المؤامرة الانقلابية واعتبار الأمر كأن لم يكن حسب أتفاقي مع الشبكة الذي مثلها الأستاذ هوكر باتصال هاتفي مطول بيننا بعد الإعلان عن عقد مؤتمر وتغير مجلس الإدارة والمكتب التنفيذي وتنصيب الدكتورة فيوليت داغر رئيسة شكلية للشبكة واحتفظ الدكتور نظام عساف بمنصب المدير التنفيذي الذي يقوم بإدارة كل الأمور خلف الكواليس ، ورغم أن وعد الأستاذ هوكر بتصحيح الاختلال كان منذ شهر فبراير الماضي.
لكننا ها نحن في مطلع شهر إبريل دون أن تلوح بالأفق أي بادرة لتصحيح الخطأ المقصود به تفكيك الشبكة و حرفها عن دورها الرئيسي التي أنشأت من أجله خصوصا بعد أن حازت الشبكة على مصداقية لدى العديد من المنظمات الدولية نتيجة للجهود الحثيثة والمثابرة التي بذلناها خلال السنوات الماضية ، والتي تحملنا أكلافها المالية على حساباتنا الخاصة بكل الرحلات التي قمنا بها سواء أنا شخصيا أو أعضاء الشبكة ، لذلك لم أجد بداً اليوم أمام كل تلك الأحداث والمعطيات ، احتراماً لذاتي أولاً ، و للمحافظة على مصداقيتي أمامكم وأمام المنظمات الدولية التي عملت معها باسم الشبكة منها مؤسسة كارتر للسلام و المعهد الأفريقي للديمقراطية وجامعة الدول العربية وغيرها من منظمات رسخنا معها أسس تعاون بناء ، وحزنا على ثقتها نتيجة للتقارير الموضوعية والمهنية التي كنت أفخر دوماً أنني كنت شخصيا أصدر الكثير تجاه العديد من الانتخابات التي راقبتها في مختلف الدول العربية ، لذا وبعد هذا السرد الذي أرى أهميته لكي تدركوا عمق أسس العمل المهني التطوعي الذي لازلت أؤمن به وبأهميته خصوصاً في ظل الأمواج المتلاطمة التي تضرب عالمنا عالمنا العربي والتي نتمنى ان تهدأ وتسفر عن واحات من العدل والحرية والمساواة والديمقراطية في ارجاء أوطاننا ، فإنني أعلن انسحابي من العمل وأتقدم باستقالتي من شبكة الانتخابات في العالم العربي نهائيا كما أعلن بأن شبكة الانتخابات في العالم العربي - منذ هذا التاريخ - لا تمثلني ولا تمثل القيم التي أؤمن بها .
أنور الرشيد الثالث والعشرين من إبريل2013

تعليقات