هل من حق أي جماعة متطرفة الخروج على الدولة؟.. خليل حيدر متسائلاً
زاوية الكتابكتب إبريل 25, 2013, 12:18 ص 1062 مشاهدات 0
الوطن
طرف الخيط / القاتل مع المقتول.. في الجنة!
خليل علي حيدر
كم عدد الكويتيين المجندين في تنظيمات العنف و«الجهاد» خارج البلاد؟ وكم منهم سيعود «سالما غانما»، كما يقول الاسلاميون السلفيون الجهاديون، وكم منهم سيلقى حتفه في تلك الديار؟ كم عدد الكويتيين «الجهاديين» الذين لن يكتفوا بقتل انفسهم او «الاستشهاد» كما يؤمنون، بل سيقتلون في عملياتهم العشرات من الرجال والنساء، والاطفال والعاطلين البؤساء؟ قبل سنوات، كما جاء في «الوطن» 2010/10/20 ، نعى تنظيم القاعدة من أسماه «أبو جعفر الكويتي»، الذي قال التنظيم انه قام بعملية استشهادية في أفغانستان، «استهدفت احد معاقل الكفر والردة»!
وجاء في البيان الذي بثته «مؤسسة السحاب» وهي الذراع الاعلامي لتنظيم القاعدة، ما نصه: «لله درّ أولئك الأبطال من ابناء الكويت، لم يطب لهم القعود عن نصرة الدين والركون الى النعيم ورغد العيش وهم يرون تسلط الاعداء على أمة الإسلام».
ونقل البيان عن أبي جعفر الكويتي قوله قبل تنفيذ «العملية الاستشهادية» في ولاية «بكتيا» في أفغانستان قوله: «الحمدلله على نعمة الجهاد، والحمد لله على نعمة الاسلام والرباط، فكما ترون يا اخوان نحن بين شعاب أفغانستان في سياحة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ويعلم الله انها سياحة سرور وسعادة لو أنزلت على اهل الارض لملأتهم سعادة وفرحا لما فيها من نعمة وفضل، ونحن باذن الله في اللحظات الاخيرة ذاهبون الى عملية تستهدف وكر الردة والخيانة والكفر الذي خان دين الاسلام وخان امة محمد عليه الصلاة والسلام، والذي يقتل اخواننا الطالبان.. الحمد لله، نحن على ابواب الخلافة باذن الله وان شاء الله تكون بدمائنا باذن الله الواحد الأحد».
استهدفت العملية كما جاء عن التنظيم «المركز العسكري المشترك للقوات الامريكية والجيش الافغاني»، وقد اسفر هجوم ابو جعفر الكويتي على المركز «عن مقتل 15 جنديا افغانيا وخمسة جنود من قوات التحالف»، بالاضافة الى مقتل منفذ الهجوم.. الكويتي ولسنا في مجال تدقيق صحة بيانات القاعدة وفيما اذا كان الهدف فعلا كما وصف، او ان القتلى كانوا بهذا العدد من الافغان وقوات التحالف، غير ان العملية الارهابية تترك عادة قتلى وجرحى ومصدومين، ولا شك أن عائلات افغانية وعراقية وغيرها قد فقدت الكثير من الآباء والأزواج والابناء والاخوة، على يد «مجاهدين كويتيين»، ممن لم يطب لهم القعود عن نصرة الدين، حتى لو كانت الضحية من اناس لم يلحقوا بهم اي اذى، او كانوا مجرد شباب مجندين او مدنيين بؤساء يقفون في طابور تعس تحت الشمس والعذاب، بأمل الحصول على شبه وظيفة!
وماذا لو ان تنظيم القاعدة قرر تنشيط العمل الارهابي في الكويت نفسها بسبب تحالف حكومتها مع الولايات المتحدة، وتقديم مختلف التسهيلات للصليبيين، وبالتالي، فبعض الاهداف العسكرية والمدنية الكويتية قد تعد من «معاقل الكفر والردة» كما في أفغانستان وغيرها؟
ثم ان جماعة طالبان تفجر الاسواق وتقتل بدم بارد التاجر والزبون، والنساء والاطفال والمارة دون تمييز، وتحرق مدارس البنين والبنات، وتغتال المدرسات والناظرات والخادمات وربما حرس المدارس، وتجيز شرعا قتل الصغير والكبير والمذنب والبريء.. فهل يجيز «المجاهد الكويتي» كل هذا؟ وإن أجاز مثل هذا الجهاد في أفغانستان وغيرها، فهل يجيز ذلك في الكويت ودول الخليج والجزيرة.. وكل مكان؟
هل من حق اي جماعة متطرفة اعلان الجهاد، ورفع السلاح، والخروج على الدولة بحجة تطبيق الشريعة، وبناء المعسكرات وتدريب المقاتلين واستقبال أفواجهم؟
بعض الكتاب «المعادين للاستعمار والامبريالية» وبعض الاسلاميين «المتهمين» بالوسطية والاعتدال، لا يرون بأساً في «جهاد القاعدة» «خلهم يؤدبون الكفار ودول الغرب».
أما الضحايا، فالكافر يستحق القتل، والمسلم البريء المقتول في الجنة صغيرا كان او كبيرا.. والنتيجة ان القاتل في الجنة مع المقتول، بل وله عليه درجة!
تعليقات