المال لعنة إذا لم يوضع في صلاح الإنسان ورفعته.. بنظر مشعل الظفيري
زاوية الكتابكتب إبريل 26, 2013, 1:10 ص 185 مشاهدات 0
الراي
إضاءة للمستقبل / في بيتنا حرامي
مشعل الفراج الظفيري
على ما أذكر كنا في فصل الربيع وكان الوقت متأخراً والظلام دامساً ونحن نتسامر ونتناول أطراف الحديث وكراعينه... وإذا بلص يدخل إلينا خفية ومن دون أن نشعر به ونحن مستمرون في التسامر والضحكات حتى ظهر الخيط الأبيض من الأسود وخرج لنا نور الفجر وما هي الا لحظات حتى أشرقت الشمس بنورها علينا وعندها سمعنا أصوات خرفشة وحرفشة في الغرفة القريبة منا ولما تحركنا كمجموعة إليه، وجدناه لصاً بلغ من العمر عتيا ولما أمسكنا به اعترف أنه جاء ليسرق ضحكاتنا.. جاء ليسرق أحلامنا.. جاء ليسرق طموحاتنا.. جاء ليسرق تلاحمنا ووحدتنا فاستغربنا منه وقلنا له كيف تستطيع ذلك؟.. فتبسم ضاحكاً ولم يعقب وما هي الا لحظات حتى فقدناه بدهشة وغرابة ملأت محيانا جميعاً...
ومع مرور الوقت اختلف الأصحاب وتغيرت النوايا واختلفت المبادئ والقيم فأصبحنا نحن الأصدقاء كهشيم تذروه الرياح فضعف تماسكنا وقلت حيلتنا وأصبحت الإشاعات التي تقال عن بعضنا تصدق وبسرعة البرق.. كل ذلك بسبب هذا اللص المحترف الذي لم نُعر لابتساماته الخبيثة أي اهتمام.
إنه المال... ملعون أبو المال إذا لم يوضع في صلاح الإنسان ورفعته.. إنه فتنة لأصحاب القلوب الضعيفة المترددة الوجلة في هذه الدنيا.. تباً لنفوس وإرادات تُشترى بالمال.. أي رفعة وأي ثراء يبحث عنه الإنسان إذا صار من المفلسين في أخلاقة وقيمته؟.. أي ثراء هذا الذي يتسبب في لعنة الله لك وطردك من رحمته؟.. أي ثراء وغنى وانت توضع في حفرة لا يكون معك الا قطعة قماش فقط؟.. أي ثراء وسيرتك السيئة وسمعتك اللي منيلة بستين... باقية عند خلق الله؟..
كم هو جميل لما نذكر أمواتاً وتتم الإشادة بهم وبأخلاقهم.. اتصفوا بشجاعة الفرسان وتمتعوا بشرف الخصومة فالأموال وإن جلبت لكم أعداداً هائلة فتأكدوا أنها مريضة وخاوية ولن تنفعكم بشيء يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه.. إنها لعبة المال يا صديقي التي جعلت أحدهم يتلفظ علينا بألفاظ نابية لا تصح من رجل يجلس في صرح تعليمي بسبب مؤازرتنا لطلبة منكوبين في ثانوية فلسطين.
*
إضاءة
إن هذه الدنيا محطة لعبورنا للدار الآخرة.. فانظر إلى الناجي كيف نجا ولا تنظر إلى الهالك كيف هلك.
تعليقات