أوباما يقدم خطوة نحو سورية ويؤخر أخرى بقلم جيف داير

الاقتصاد الآن

762 مشاهدات 0


 

في الوقت الذي كان فيه باراك أوباما يكرم جورج دبليو بوش عند افتتاح مكتبته الرئاسية يوم الخميس، كشف البيت الأبيض لأول مرة عن أن الولايات المتحدة تعتقد أن سورية استخدمت على الأرجح أسلحة كيماوية ضد شعبها. وكان من الواضح في كلتا المناسبتين أن هناك كلمة غائبة بصورة ملحوظة عن المشهد: العراق.

ستبقى فترة رئاسة بوش دائماً مليئة بالندوب التي تركتها الطريقة التي عالجت بها المخابرات أسلحة الدمار الشامل التي استُخدِمت لتبرير الحرب على العراق، والتي عارضها كثيرون. وإدارة أوباما وهي تهضم تحذيرات أجهزة مخابراته الخاصة حول إمكانية استخدام مثل هذه الأسلحة في سورية، تبقى مسكونة بأشباح ذكريات الصراع في العراق.

والكشف عن أن سورية استخدمت على الأرجح أسلحة كيماوية 'على نطاق ضيق'، من بينها غاز الأعصاب سارين، زاد من الضغوط على إدارة أوباما كي تنخرط بصورة مباشرة في الحرب الأهلية المشتعلة هناك منذ سنتين، والتي أزهقت أرواح 80 ألف شخص. وسبق لأوباما التحذير من أن استخدام الأسلحة الكيماوية يغير من 'قواعد اللعبة' وأنها 'خط أحمر' لا يمكن تجاوزه.

لكن أوباما الذي اعتمد جزئياً في انتخابات عام 2008 على معارضته للحرب على العراق، بقي حذراً من لعب دور أكبر في الصراع السوري.

وبالنظر إلى فشل المخابرات أثناء الاستعداد للحرب مع العراق، أوضحت الإدارة الحالية أنها تحتاج إلى دليل لتبرير دور أكبر للولايات المتحدة للتدخل في الصراع. وفي حين أن تقديرات المخابرات الأخيرة اعتمدت جزئياً على عينات تم أخذها من التربة وعلى أدلة من الضحايا المزعومين، إلا أن المسؤولين يقولون إنهم يحتاجون لسلسلة من الدلائل الدامغة على ذلك، أو بعبارة أخرى، الحصول على برهان يثبت المكان الذي أتت منه هذه الدلائل.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض يوم الخميس: 'لو أخذنا في الحسبان تاريخنا مع تقييمات المخابرات ومنها تقييمات المخابرات المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل، يكون من المهم تماماً أن نفترض أننا قادرون على إثبات ذلك بصورة مؤكدة، وأننا قادرون على تقديم معلومات لا يخر منها الماء'.

وعلى الرغم من أن واشنطن ترى أن الدليل السوري موثوق به، إلا أن المسؤولين يتذكرون الطريقة التي تم التلاعب فيها بإدارة بوش من خلال المعلومات التي أخذت من العراقيين المعارضين لصدام حسين، المقيمين في الخارج.

ويوم الجمعة قال جي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض: 'الرئيس يريد الحقائق. لن أقوم بوضع إطار زمني لذلك'.

وثمة قلق كذلك من التقدم الذي يحرزه المتطرفون الإسلاميون داخل المعارضة، خاصة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة. الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، الذي أوصى في العام الماضي بأن تبدأ الولايات المتحدة بتسليح جماعات الثوار، يعتقد الآن أن الولايات المتحدة ربما لا تستطيع أن توصل الأسلحة إلى المقاتلين الذين تدعمهم. وقال هذا الشهر: 'الأمور من ناحية المعارضة اليوم أكثر إرباكاً مما كان عليه قبل ستة أشهر'. لذلك ليس من المتوقع حدوث تغيير فوري في الاستراتيجية.

واعتبر ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، أن الدليل على استخدام غاز السارين 'مزعج تماماً'، لكنه أشار إلى أن ذلك لن يؤدي إلى تحول مفاجئ باتجاه تدخل الولايات المتحدة وبريطانيا. وقال إن البلدين يحاولان عدم ارتكاب خطأ 'الاندفاع' إلى نشر قواتهما ويعملان على دراسة الدلائل والتحقق منها مع الحلفاء.

النتائج المباشرة لأخبار الأسلحة الكيماوية ستكون التشديد على الحل الديبلوماسي، وليس تسريع الخطط للتدخل. وقال مسؤولون في الولايات المتحدة وبريطانيا إنهم سيعملون الآن مع فرنسا لإقناع روسيا بأهمية الدليل الأخير على استعمال هذه الأسلحة. وقالت وزارة الخارجية البريطانية: 'إن وزراء مجموعة الثماني ومنهم روسيا، قالوا في نيسان (أبريل) إن أي استخدام للأسلحة الكيماوية سيتطلب استجابة دولية جادة'.

وقال روبين رايت، من مركز وودرو ويلسون الدولي: 'بعد الأضرار التي أصابت صدقية الولايات من سياستها في العراق، يجب أن يكون الدليل صلباً كالصخرة. إذا كان الدليل غير قابل للتفنيد، فإنه سيزيد من الضغط على روسيا'.

والنتيجة الأخرى لذلك ستكون تجديد النقاش حول كيفية دعم المعارضة السورية، التي تقوم الولايات المتحدة بتزويدها بمساعدات غير قاتلة، وليس بالأسلحة.

يقول مسؤول بريطاني: 'ما نحاول عمله هو البحث عن معتدلين معقولين من بين الثوار الذين يقودون هذا القتال، والمشكلة هي أن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على توريد الأسلحة يعمل على أن يكون المعتدلون أمثال سالم إدريس (قائد الثوار المعتدلين) هو الوحيد الذي لا يحصل على أسلحة، بينما المتطرفون يحصلون عليها فعلاً'.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك