'قائم على الأحقاد'.. مساعد الظفيري منتقداً الهجوم على الإخوان المسلمين

زاوية الكتاب

كتب 1006 مشاهدات 0


الكويتية

لماذا الإخوان؟!

مساعد الظفيري

 

الرصيد الشعبي لأي فكرة أو تيار في الشارع هو رصيد تراكمي تصنعه الأعمال والجهود المخلصة والناصحة على مر العقود، ويسطره التاريخ من عطاء رجال الدعوات المخلصين والمصلحين، ومن يقرأ التاريخ يجد أن كل محاولات إقصاء الأفكار التي تربعت في قلوب الشعوب باءت جميعها بالفشل، حيث تمضي الأيام، ويزول المحرضون وتبقى الدعوات والأفكار والمبادئ تنبض بها حياة الشعوب، وما نشاهد اليوم عقب «الربيع العربي» من تكالب العلمانيين على اختلاف مدارسهم الفكرية، و«الجامية» على مختلف مسمياتهم على «الإخوان المسلمين» بهدف التحريض عليهم، وتأليب الأنظمة ضدهم لإقصائهم عن المشهد العام ورغبة منهم في التزلف للسلطة، والبحث عن قربان يجعلهم ينالون الحظوة عند السلطة بما يزيد من تدفق استمرار الهبات والعطاءات والصفقات «وهم» يعيشه من يخطط له ويسعى إلى تدبيره!
يتناسى هؤلاء أن ذاكرة الشعوب لا تُمحى، وإن ضعفت بعض الشيء، وأن تاريخ المؤامرات غالباً ما ينتهي بمآس وفواجع لمن دبرها ووقف خلفها، والسحر الذي هو من أخفى الأشياء وأشدها ضرراً ينقلب على الساحر، فهل هناك أشد من سحر سحرة فرعون وكيدهم لموسى، بطل السحر وصدق الله العظيم «.. ولا يفلح الساحر حيث أتى».
كنا نتمنى أن يكون الهجوم على الإخوان الذي تدور رحاه الآن مبنياً على اختلاف أيدلوجي أو تباين في وجهات نظر أو اختلاف حول برامج ورؤى إصلاحية ومناظرات فكرية جادة، لكن للأسف، هو هجوم ممنهج قائم على الأحقاد وإثارة الكراهية، بدافع الحفاظ على المصالح والمنافع الشخصية، والكثير منه حرب إعلامية شعواء بالوكالة لصالح أطراف متنفذة ومدفوعة الأجر، والأدلة على ذلك كثيرة نسوق بعضها للقارئ الكريم، ونترك له الحكم عليها وقراءتها في سياقها الصحيح!
 ماذا يعني أن تشن حملة هجوم وتحريض وتخوين وإلقاء اتهامات دون أي أدلة أو براهين عبر وسائل الإعلام من صحف وبرامج حوارية وزوايا كتاب وافتتاحيات صحف دون توقف وبتناغم يستحيل معه مجرد المصادفة البحتة كما يدعي البعض أو يتوهم؟! لأن تزامن الهجوم وتطابق الاتهامات والشائعات المثارة -حتى عبارات التحريض- يؤكد التواطؤ والاتفاق والتنسيق المسبق والمخطط له سلفاً، فعلى مدار شهر «أبريل» المنصرم كُتب أكثر من (9) افتتاحيات، و(50) تصريحا تم نشرها وللأسف صرح ببعضها تحت قبة عبدالله السالم بمجلس الصوت الواحد، وكتب ما يزيد على (60) مقالاً وأجريت (7) حوارات صحافية، وبثت (10) حلقات حوارية في البرامج التلفزيونية، وكلها كان هدفها الأول والأخير الهجوم على الإخوان والتحريض عليهم بصورة درامية منتظمة وممنهجة، فهل كل هذا عفويٌ؟ وهذا مثال لشهر واحد مضى فضلاً عما سبقه من حملات تشويه وهي أكثر من أن تحصى، ناهيك عن الإسناد اللوجستي من إحدى الدول الخليجية! ومن الجدير بالذكر تكرر أسماء أصحاب التصريحات المحرضة وذات الوجوه ونفس الكتاب والضيوف والصحف التي تقوم بالنقد والتشويه والتحريض دون تغيير يذكر!
على الجانب الآخر بعض الأسئلة يتوجب طرحها وتفرض نفسها في هذا المشهد السيئ وهذه الانتقائية والإقصائية غير الشريفة والمغرضة؟!
لماذا لم يتناول هؤلاء المحرضون بالنقد مواقف البعض وتاريخهم الأسود من أولئك الذين يتعاونون مع الخارج، ويقفون بالمرصاد لمن يتعرض «لمعازيبهم» من قادة المشروع الصفوي الإيراني، ولو بالتصريح أو التلميح؟!
- أين موقف السلطة من شبكات التجسس الإيرانية التي تعربد في الداخل وفي دول الخليج قاطبة وتعد العدة للانقضاض على الكويت عندما تعطى الإشارة؟!
- لماذا تتناسى السلطة موقف من فجّر موكب سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد - يرحمه الله- ومن قام بتفجيرات المقاهي واختطاف الجابرية وغيرها؟!
- وبالمقابل، من تدخل وساهم مع الآخرين بكل إيجابية ووطنية لحل أزمة الحكم بعد وفاة الشيخ جابر رحمه الله؟ فهل وقتها كانوا لا يطمعون بالسلطة والآن يطمعون؟!
-  ولماذا يطمسون تاريخ من صمد مع الشعب الكويتي وعاش معاناة الغزو بكل مراراته، ومن شكل اللجان الشعبية ولجان التكافل وتمسك بالشرعية الدستورية إبان الغزو العراقى الغاشم؟ ألم يكن الأولى أن يستحوذوا على السلطة وقتها إن أرادوا؟!
إذا عجزتم أو تغافلتم عن الإجابة، فذاكرة الشعوب لا تنسى، ووعي المواطنين أكبر من أن يُدلس عليهم محرضون انتفخت «كروشهم» من المال السياسي القذر!
نحن لا نريد استعطافاً بل نريد إنصافاً، نريد عقولا تتدبر التاريخ وتقرأ الواقع جيداً لتعلم وتميز المصلح من المفسد، والصالح من الطالح، ومن يسعى لاستقرار البلد ممن يتربص بها الدوائر، وتاريخه الأسود خير شاهد لكل ذي بصيرة!
ينبغي لمن هاله الهلع والاضطراب من الإخوان وتأثر بفعل الأكاذيب والشائعات، وتلبس عليه الأمر من شياطين التحريض أن يخلو بنفسه ولو سويعات يقلب في صفحات تاريخ الكويت، ويسرد سريعا أحداثه، سيتبين له من هو العدو الحقيقي ومن هو الخطر الوهمي، ومن صمد أمام الغزو الغاشم ومن نهب مقدرات الشعب؟ ومن ألد عدو ومن أقرب صديق؟!
ورسالة أخيرة إلى أبناء وبنات الأسرة الحاكمة الكريمة.. نحن منكم وأنتم منا.. فلا يرهبكم المحرضون، فلسنا طامحين ولا طامعين في حكم، ولا تاريخنا ولا واقعنا يدعم هذا الادعاء، فالحكم في ذرية الشيخ مبارك عرفا ودستورا، وكل ما نريده ويريده أهل الكويت هو المزيد من الإصلاحات السياسية والديمقراطية الجادة التي تتواكب وتطور المجتمع، وما يتناسب وطموحات شبابه.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك