نعيش أزمة فهم وتطبيق للمفاهيم مستعصية ومتشقلبة.. بنظر فلاح الحشاش

عالم اليوم

همهمة  /  المفاهيم المتشقلبة

فلاح الحشاش

 

مرحبا.. اسمح لي عزيزي الشعب أن أفتري عليك افتراء مبينا.. فأرجو أن يتّسع صدرك.. يرحمنا ويرحمك الله.

الشعب الكويتي في سطور:

- شعب لا يُقدِّس الرموز إذا كانوا خصومه، ويبرر.. أن في الدستور هناك ذات مصونة واحدة، وكل ذات غيرها ليست فوق النقد، والتشكيك، بل والتحقير أحيانا، ومع ذلك، تجده هو ذاته يُقدِّس سياسيا، أو لاعبا، أو فريق كرة قدم.. وقد يخسر صديق أو أكثر بسبب تقديسه هذا!

- شعب إذا اختلفوا في «الرأي»، أيا كان مجاله، تباغضوا، وتباعدوا، وتحاقدوا، وتشاتموا، ثم يصرخون دفاعا عن حرية التعبير عن «الرأي»!

- شعب يزعم أنه صاحب قضية، والقضية تعني إنكار الذات، فأيُّ فردٍ دافع عن قضيتهم وتضرر لا يتركونه وحيدا، ويدافعون عنه، ويتدافعون له، ثم تأتيهم حالة الفصام بين النظرية والواقع، فتجد عشرات الشباب ممن دافع عن قضيّتهم يتضررون، ويُلاحَقون، ويُضيَّق عليهم في رزقهم وحياتهم، والشعب لا يُحرِّك ساكنا، ولا ينبس ببنت ندوة، ولا يتفوَّه بأي مسيرة، وتجدهم أسودا ضارية في تويتر، وأقصى دفاع عن هؤلاء الشباب يكون بفتح «هاشتاق»، الحرية لفلان!، وعندما يقع الضرر على رمزهم ثاروا وغضبوا وخرجوا من نضالهم الافتراضي، ونزلوا للنضال الواقعي!.

- شعب ينبذ ويرفض ويستنكر التعدِّي على حقوق الإنسان في بلده، لأنه متضرر، أو ربما سيتضرر لو صمت وقبل بهذا التجاوز، وخارج محيط دولته يتحوَّل رفضه لتأييد، ودعم، ومحل إعجاب! وكأنه يحمل في رأسه أكثر من عقل، وأكثر من فراغ!

- المفاهيم الخاطئة لا تقتصر على الشعب، بل إن كل سلطة عربية لديها مفاهيمٌ خاطئة لو وُزِّعَت على أهل الأرض لكفتهم وفاضت عنهم، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه!

- يا رجل.. شعب وصل لمرحلة إنَّ الولد لو يمشي بصالة البيت وكت ستكانة الشاي بالغلط قال له أبوه «يا حمار! ما تشوف»؟ وإذا الأب كت الستكانة وهو يمشي يقول «منو الحمار اللي حاطها هني»؟ .. يعني بكل الحالات أنت شسمه!. بالله عليك أليس هذا أكبر دليل على أننا نعيش أزمة فهم وتطبيق للمفاهيم مستعصية ومتشقلبة؟