ما تمر به البلد نتيجة طبيعية لتعرض أبناء القبائل للظلم.. الذايدي مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 971 مشاهدات 0


عالم اليوم

بلا عنوان  /  الكويت قبيلتي ولكن

علي الذايدي

 

يؤكد علماء الاجتماع أن الإنسان عندما يولد، يكون لديه حاجات فطرية ضرورية من أهمها الأكل والشرب، ولكن الأهم من ذلك هي حاجة الانتماء، فالانتماء حاجة أساسية في حياة الإنسان، ولاشك أن وجود الإنسان في جماعة ينتمي إليها هو مطلب وضرورة ورغبة لكل شخص، ولذلك يشعر بعض من لا يوجد لديهم أي نوع من الانتماءات القبلية أو العائلية بالغبن والمرارة لعدم وجود بناء شامخ كالقبيلة ينتمي له.

ومن هنا نرى أنه عندما تدور الأيام بين الناس ويتقلد شخص لا أصل معروفا له ولا مرجعية اجتماعية واضحة منصبا قياديا فإنه ينتقم أشد الانتقام من الذين يعتقد أنهم أفضل منه حسبا ونسبا وينتمون إلى قبائل معروفة وعوائل مشهورة ويمارس ضدهم أشد أنواع التطرف العرقي والمناطقي فقط لسد عقدة النقص لديه على من يفوقونه أصلا وفصلا وعرقا.

وقد ذكر الله فضل القبيلة أو العشيرة في عدة مواقع من كتابه العظيم، وهذه بعض الأمثلة:

في قصة شعيب -عليه السلام - عندما ضاق قومه بما يدعو إليه من عبادة الله، فقالوا «إنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك» وهم هنا يعترفون أنهم يريدون أن يقتلوا سيدنا شعيبا ولكن يمنعهم من ذلك خوفهم من انتقام عشيرته القوية منهم، وقد قال الإمام علي بن أبي طالب في شرح هذه الآية: والله الذي لا إله غيره ما هابوا جلال ربهم ولكنهم هابوا عشيرة شعيب.

وفي قصة لوط -عليه السلام- عندما قال «لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد» قال المفسرون ان سيدنا لوطا بعث في عشيرة قليلة العدد ليست مهابة الجانب من القبائل الأخرى، فقال إنه ليس بقوة سيدنا موسى حتى يجبر قومه على دينه كما أنه ليس له عشيرة قوية تحميه وقت الحاجة.

ومن هنا ندرك أن وجود الإنسان ضمن جماعة قوية مهابة الجانب يعتبر ضرورة أساسية لو استغنى عنها أحد لاستغنى الأنبياء.

أبناء القبائل في الكويت تعرضوا للتهميش زمنا طويلا، والسبب بعدهم عن مصادر القرار سواء سياسيا أو اجتماعيا، وهذا التهميش قد يكون له أسبابه في بداية تشكيل البلد، ولكن اليوم وبعد النهضة العلمية والثقافية والاجتماعية التي وصل إليها أبناء القبائل يجب أن يأخذوا فرصتهم كاملة حالهم حال أي مواطن تفتح له مصارع البلد فقط لأنه من أسرة مخملية.

وما تمر به البلد اليوم هو نتيجة طبيعية لفئة ترى أنها تعرضت للظلم الاجتماعي والتمييز زمنا طويلا، ولذلك كلما دعاهم داع للخروج في مسيرة أو شيء من ذلك نصروه وخرجوا معه ليس بالضرورة أن يكون حبا بهذا الرمز أو ذاك، ولكن لكي تصل رسالتهم للسلطة فتتدارك خطأها وتعيد ترتيب أولوياتها التي ظلت على حالها من عشرات السنين لكي تكون الكويت هي قبيلة الجميع.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك