الوافد هو المشكلة!!

زاوية الكتاب

كتب 1869 مشاهدات 0


عندما نستيقظ مابين ليلة وضحاها ونتفاجأ أن مشاكلنا الحياتيه لا تنتهي وسببها ذلك الوافد المشؤوم الذي أزعجنا بكل شيئ وأصبح عائق في طريق تقدمنا، فمن منا لا يعلم ان الوافدين يتفوقون عددا على المواطنين بثلاث اضعاف ومن منا ليس بداخله قناعه أن الوافدين هم سبب إزدحام الشوارع، ومن منا أيضا لا يعرف انهم يتكدسون بالمستشفيات وكم هذا مزعج! ان الوافدين سببوا الاذى للمجتمع مما جعل المواطن يشتكي من وجودهم معه ويرغب بان تعالج الحكومه اوضاعهم للتقليل من متاعبه ، وهكذا فان الملام على كل شيئ بالنهاية هو الوافد.
وحين نشاهد مجلس الامه ونرى هذا الاهتمام الكبير باصدار القوانين التي تتعامل مع الوافدين كقانون المرور في الحصول على رخصة القياده ، وكذلك نرى سيل من التشريعات التي تضيق على الوافدين للتخلص منهم ومحاولة ترحيل مايقارب من مليون وافد خلال 10 سنوات ، ومع الاسف لاتنجح كل هذه القوانين لان عددهم بازدياد ، مالذي علينا ان نفعله معهم؟ نطردهم! كان ذلك جوابنا مع الاسف ! لكن لماذا لانرى الجانب الاخر من القصه ونخوض في رحلة لجلد الذات بعيدا عن القاء اللوم على الاخرين، ان الوافد لم يأتي لبلدنا الا لاننا سمحنا له ولم يأتي الا لاننا نحتاجه ، ونحن من اخفقنا منذ البدايه فلم نضع المعايير السليمة والدقيقه لاستقدام العماله ولم ندرس مدى احتياجاتنا لهم في سوق العمل ونوعيه هذا الاحتياج ودرجه كفاءته ،بل ايضا لم نفلح بوضع التشريعات الصارمه في مواجهة تجار الاقامات ، ولا يمكن لأي كأن من كان أن ينكر دور الوافدين في حياتنا فالوافد هو المعلم و الطبيب و المهندس والمحامي والقاضي وايضا العامل ، وهو كل انسان اتى لهذه البلاد ليخدم المواطن وليحصل على اجر بالمقابل ، ببساطه إن الوافد هو لاجئ اقتصادي ، اتى لهنا ليعيش ويعيل اهله ويقدم خدماته وخبراته وعلمه ولم يأتي لتتم معاملته كأنه غير مرغوب فيه والتعامل معه كنصف انسان وأقل شأنا من المواطن ، ومن المحزن جدا اننا نلقي بمشاكلنا على ذلك الوافد ونتناسى ان له دور كبير في خدمه اقتصادنا الوطني فهو من يستأجر البنايات والابراج وهو من يشتري بملايين الدنانير من الجمعيات والمولات وهو من يقف وراء الآلات ويدير العديد من الاستثمارات ، فحركة الرواج الاقتصادي تعتمد بشكل كبير على الوافدين ، وبالنسبه لمشاكلنا مثل الازمه المروريه ومشكله الصحه وغيرها فيتلاحظ أننا نسينا انها من صنيعتنا فنحن من أخطئنا بإعتقادنا اننا يجب ان نضع شارع للمواطن واخر للوافد او ان الشارع للمواطن فقط ، وايضا  اننا نشاهد بعض المستشفيات ممن لايقبلن الحالات الغير كويتيه صباحا وفقط مساءا وكأنهم يقولون ايها الوافد لاتمرض وتموت صباحا !!
وإذا ما نظرنا إلي مفهوم الإنسانيه بشكل عام فسنجد أنها تعني تساوي البشر في المعاملة فلكل حقوقه وواجباته ، وهي أيضا تلك الجوهرة التي نشترك بها جميعا ، فلما نرى نحن الكويتيين أن الوافدين عاله علينا؟  ولا نعترف ان الوافدين هم جزء من مجتمعنا وهم محسوبون علينا وتحضرنا يتوقف على مدى تحضرنا في معاملتهم ، متى نفهم نحن الكويتين ان الوافد هو انسان مثلنا ويعيش بيننا ونحن من نحتاجه بقدر حاجته لنا، والأولي بنا أن نعالج مشاكلهم والتي هي جزء من مشاكلنا ونبني وطننا حسب حاجه المواطن وحاجتهم ولا نتباكى ونصرخ قائلين أن الوافدين هم  سبب مشكلاتنا ، فمن يرغب بالحصول على شئ لابد ان يدفع فيه المقابل الذي يستحقه ، ووجود الوافد لحاجتنا له لابد ان يكون في مقابله وضع بعين الاعتبار حاجاته.
فيجب ان ندرك أن الحل ليس بترحيل الوافدين او منعهم من الحصول على إجازات قياده وغيره، بل الحل يكمن في أن نشرع القوانين الصحية السليمة، ونسير قادمين في بناء وطننا ونعترف ان هناك وافدين يتعايشون معنا ويحتاجون لخدمات وسيارات وطرق وسكن ومستشفيات ، مثلهم مثلنا، ويجب أن نفكر في اقتراح حلول  لتوسعة الطرق وأن ننشيء شبكة لمترو الأنفاق تخفف الضغط علي شبكة الطرق وتوفر أيضا في الوقت.
ونكرر أخيرا أننا يجب أن نكف عن إلقاء اللوم على الوافدين وننظر للواقع بتجرد إنسانى خالي  من أي طبقية أو عنصرية؟


كتب المحامي أسامة السند

تعليقات

اكتب تعليقك