تشتتنا وانقسامنا لا يعالجه حوار مع سلطة.. عمر الطبطبائي مؤكداً
زاوية الكتابكتب مايو 6, 2013, 12:37 ص 915 مشاهدات 0
الراي
من بين الآراء / الحوار... الانقسام... التشتت
عمر الطبطبائي
يبدو لي بأن المجتمع الكويتي أدمن على حالة الانقسام والفرز المجتمعي أو أن رشيدة نجحت بتوفير تجار الانقسام من ساسة وشخصيات مؤثرة تساهم دائما في تشتيت المجتمع أو تقسيمه الى فريقين.
لقد رأينا في الفترة السابقة كيف انقسم الشعب الكويتي الى فريقين «برتقالي وأزرق» وقبلها في موضوع المطالبة برحيل رئيس مجلس الوزراء وهذا أمر طبيعي، لكن الغريب ليس بالانقسام انما في حالة الكره التي صاحبت هذا التشتت ولغة التخوين والتصلب بالآراء والتي كانت تمر امام رشيدة من خلال بعض القنوات الفضائية المدعومة من أطراف قريبة جدا منها ولم تحرك قانونا أو ساكنا ولا حتى حاولت بتهدئة الوضع، بل قام جزء من الشعب بهذا الدور وحاولوا اخراج المجتمع من حالة الانقسام البغيض الذي نعيشه من خلال طرح فكرة الحوار وجلوس جميع الاطراف على طاولة واحدة وبعيدا عن النوايا الا أن الشعب انقسم على فكرة الحوار كذلك ما بين معارض للفكرة ومؤيد!
ولنكون واضحين، حتى فكرة الحوار انقسمت على نفسها فبدايتها كانت حوارا مع السلطة وبعد ردة الفعل بالشارع تغيرت الى حوار السلطة بعضها البعض! وما يحزن القلب ليس الفكرة انما سبب انقسام الشعب!
لم يكن انقسام البعض بسبب مدى ايمان البعض بأن الحوار قد يكون أحد وسائل تخفيف الاحتقان في المجتمع ولا بسبب ايمان البعض بأن لا حوار مع الحكومة وهناك من يقبع في السجون ليس بسبب الكلمة فقط، إنما بسبب «فكر القطيع» المستشري بيننا من خلال بناء القناعة على رغبة شخص ما دون أي اعتبار آخر، ولعل التراشق في شارع «تويتر» خير دليل حيث يتم مناقشة فكرة الحوار وتنتهي بالتعدي على بعض الشخصيات سواء أصحاب الفكرة او المخالفين لها!
حالة الاحتقان والتشتت والانقسام الذي نعيشه لا يعالجها حوار مع سلطة! ولا من خلال ندوة تنظيرية تقام وتسمى حواراً!!، ان البداية تبدأ بك... وبذاتك ومحاورتها ومصارحتها وأنا متأكد بأنك ستنصدم حتى من نفسك ومدى عدم تطابق قناعاتك مع الواقع، ومثلما طالب البعض في الفترة الأخيرة بأن اطراف الحوار يجب ان تكون بين أبناء الأسرة، علينا المطالبة كذلك بتحاور أبناء التيار الواحد بعضهم البعض، فعلى ابناء التيار الوطني (المنبر، التحالف، معك) التحاور على طاولة واحدة والابتعاد عن حالة الانقسام الذي يعيشونه، وكذلك حوار التيار السلفي بعضهم البعض، ولأكون اكثر وضوحا حوار كل من السيد خالد السلطان والسيد عبداللطيف العميري مع أحمد باقر وعلي العمير حيث من غير المقبول ان تكون هذه الأسماء «بتيار واحد» لكن مصالحهم مختلفة، عفوا أقصد توجهاتهم مختلفة!، وأيضا يجب ان يكون هناك حوار بين السيد مسلم البراك ود. عبيد الوسمي وأخيرا حوار بين مؤسسات المجتمع المدني شبه المشلولة (معظمها) مع الجماعات التطوعية غير الرسمية كمجموعة الـ29 الجميلة.
نعم صراعات بعض ابناء الاسرة قسمت البلد ولكن أيضا صراعاتنا كذلك شتتت المجتمع، وهذا ما يستدعي ايضا حواراً يوازي حواراً السلطة «بالطريقة التي أشرت اليها»، لأننا جميعا نساهم بشكل او بآخر على انقسام المجتمع وليس الأسرة وحدها.
د ا ئ ر ة م ر ب ع ة:
رغم مساحة وطني الصغير وعدد سكانه القليل الا انه لا توجد هناك طاولة تستوعب عدد أطراف الحوار!
تعليقات