عن عجائب مستشفى الأميري؟!.. تكتب فاطمة الشايجي
زاوية الكتابكتب مايو 13, 2013, 12:51 ص 1679 مشاهدات 0
الشاهد
صراع مع مستشفى الأميري
د. فاطمة الشايجي
لا نعلم كيف نبدأ؟ ولست أنا الأولى التي تكتب مقالاً عن ضحايا مستشفى الأميري، فهناك الكثير من الزملاء ممن كتب عنه، ومع ذلك لم يتم اتخاذ أي اجراء ولم نلحظ أي تعديل، ونأمل أن تكون اضافتنا لها صدى، فما يحدث في كواليس هذا المستشفى مريب.
عادة الانسان يصارع مع المرض، ولكن ليس مع المستشفى، إلا أن المريض يصبح وكأنه أليس في بلد العجائب عندما يدخل مستشفى الأميري للعلاج، ونقول عجائب لأن ما يحدث من صنع بعض الأطباء يتعارض تعارضا شديدا مع قسَم الطبيب الذي ينتهي بآخر جملة فيه »والله على ما أقول شهيد«.
فأول أعجوبة في هذا المستشفى انه محصن ضد النقد أو الطعن أو الشكوى، ويتم نقل أي موظف أو طبيب أو ممرض أو مسؤول وقد تصل الى أن ينقلوا المريض لمستشفى آخر في حال أشار أحدهم الى خطأ في المستشفى، ويظل صاحب الخطأ يتمتع بكامل صلاحياته، أين المادة الأولى من قسمكم »أن أراقب الله في مهنتي«.
ثاني أعجوبة، منذ سنين وأهالي المرضى يشتكون نقصاً في توفر الغرف الخاصة والحل هو اللجوء الى من له دلال على أحد المسؤولين في المستشفى ولا نستبعد في المستقبل أن البورتر في المستشفى هو من سيوفر للمرضى الغرف برسوم مخفضة، أين المادة الرابعة من القسم »وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، باذلا رعايتي الطبية للقريب والبعيد، للصالح والخاطئ، والصديق والعدو «.
ثالث أعجوبة، وهي بالفعل الأمر الذي يستغربه الجميع كيف يمكن لادارة مستشفى أن تظل صامتة ولا تطالب الوزارة بتوفير جهاز أشعة مقطعية لحل أزمة المواعيد المؤجلة وكل ما توصلوا له من حلول هو تكثيف العمل على جهاز واحد رغم أننا دولة لديها ميزانية كبيرة لشراء أجهزة وليس جهازا. ولدينا الكثير من المحسنين قادرون على التبرع بقيمة الأجهزة المطلوبة، ألم يطلع مدير المستشفى ونائبه على المادة الثانية من القسم »وأن أصون حياة الانسان في كافة أدوارها، في كل الظروف والأحوال باذلا وسعي في استنقاذها من الهلاك والمرض والألم والقلق«.
رابع أعجوبة وهي جديدة من مواليد 2013 وصل الأمر الى أن قسم الحوادث لا يستوعب المرضى، ألا يوجد أطباء يعترضون على هذا الحال ويتقدمون بشكوى للجهات المختصة لحل هذه المشكلة. نحن نعلم أن عدد السكان في تزايد ولكن يجب أن يكون هناك تحرك من ادارة المستشفى لمخاطبة جهات الاختصاص لحل مثل هذه الأزمة. لكن المشكلة الأساسية التي يعاني منها مستشفى الأميري أن القائمين عليه يعانون من عقدة الكرسي، القسَم يقول في المادة الخامسة » أن أثابر على طلب العلم، وأسخره لنفع الناس،لا لأذاه « ولم يقل أن أثابر على طلب كرسي الادارة.
خامس أعجوبة تقع في حرمان المريض المتضرر من الحصول على حقه، فالمريض عندما يتقدم بشكوى لا يحصل على حقه وذلك لأن المسؤول عن الشكاوى أتوقع أنه طبيب لم يفهم المادة الثالثة من القسم بشكل صحيح » وأن احفظ للناس كرامتهم، واستر عورتهم، واكتم سرهم« فأصبح يطبق المادة على الأطباء ولا يطبقها على المرضى المتضررين لأنه يكتم أخطاء الأطباء ويحفظ كرامة الأطباء ولا يحافظ على كرامة المريض المتضرر، فأول طريق لحفظ الكرامة هو انصاف المظلوم وعدم تحويله الى ظالم.
أيها الأطباء نصيحة أقدمها لكم لوجه الله صارعوا مع المريض ضد مرضه، ولا تصارعوا المريض بمرضه،والتزموا بقسم الطبيب ولا تلتزموا بمصالحكم الخاصة، فان الله على ما تفعلون شهيد، ولنا معكم مقال آخر.
تعليقات