صعوبات التعلم... أين مدارسنا منها ؟؟

زاوية الكتاب

كتب 4486 مشاهدات 0


بسم الله الرحمن الرحيم

يعتبر ميدان ' صعوبات التعلم ' Learning Disabilities ' أحد الميادين الحديثة نسبياً في مجال التربية الخاصة, وترجع الجذور التاريخية في هذا المجال إلى الدراسات والبحوث التي أجريت في مجال الطب وبالأخص ' علم الأعصاب ' على أيدي الطبيب الألماني ' فرانسيس جال ' 1802, حيث توصل إلى أن هناك مناطق محددة من المخ تتحكم في أنماط معينة من الأنشطة العقلية, كما أشار إلى أن هناك علاقة بين الإصابات المخية واضطرابات اللغة والكلام.

وفي مطلع الستينات من القرن الماضي طرأ على مجال صعوبات التعلم العديد من التغيرات والتطورات التي شملت قضايا التعريف والتحديد والتشخيص, وذلك بسبب الاهتمام المتزايد من قبل الآباء والمهتمين والمنشغلين بوضع الأطفال الذين يظهرون مشكلات اكاديمية لا يمكن تفسيرها بوجود الإعاقات العقلية, والحسية, والانفعالية.

ويعود الفضل إلى العالم ' صموئيل كيرك ' Kirk  ' في اشتقاق مصطلح ' صعوبات التعلم Learning Disabilities ' كمفهوم تربوي جديد, وقد طرحه أثناء المؤتمر القومي الذي انعقد في مدينة شيكاغو في أبريل 1963م بالولايات المتحدة الأمريكية وحضره العديد من المشتغلين والمتخصصين بالمجال.

وبعد أن استعرضنا هذه اللمحة التاريخية التي مر بها مجال ' صعوبات التعلم ', يتعين علينا أن نوضح للقارئ الكريم من هم الطلاب الذين يعانون من ' صعوبات التعلم' ؟؟

يصف ' مصطلح صعوبات التعلم ' مجموعة من الطلاب في الفصل الدراسي العادي يتمتعون بقدرات عقلية متوسطة أو فوق المتوسط, إلا أنهم يظهرون إنخفاضاً ملحوظاً في التحصيل الدراسي عن أقرانهم العاديين, ويظهرون أيضاً صعوبة في بعض العمليات المتصلة بالتعلم ' كالفهم أو التفكير أو الإدراك أو الإنتباه ', وهؤلاء الطلاب ( ذوو صعوبات التعلم ) لا يندرجون ضمن فئات الإعاقة العقلية أو السمعية أو البصرية أو المضطربين إنفعالياً.

إذن فإن هؤلاء الطلاب يحتاجون إلى برامج وآليات خاصة مختلفة تماماً عن الطرق والبرامج التي تقدمها الفصول العادية, ومع تزايد إهتمام الدول العربية وعلى الأخص دول مجلس التعاون الخليجي بهذه الفئة من الطلاب وتقديم الرعاية الخاصة لهم عن طريق غرف المصادر كي يتسنى لهم مجاراة أقرانهم من العاديين, نجد أن مدارسنا في الكويت بعيدة كل البعد عنهم, حيث أن المئات بل الآلاف من الطلاب ذوي صعوبات التعلم يقبعون تحت وطأة النظم والبرامج التعليمية التي تنعتهم بالفاشلين تارة وبالأغبياء تارةً أخرى, بالإضافة إلى ذلك فهم يتعرضون غالباً إلى عمليات تشخيص خاطئة تصنفهم أحياناً على أنهم ذوي إعاقات عقلية, وأحياناً أخرى على أنهم بطيئي تعلم.

إن الاهتمام ' بفئة ذوي صعوبات التعلم ' في الكويت يقف عاجزاً  تماماً في ظل غياب الوعي التربوي, وغياب اللوائح والمعايير التي على أساسها يتم تشخيص وتصنيف ' ذوي صعوبات التعلم '.

 والحق أن الهدف من وراء هذا المقال المتواضع هو السعي لزيادة الوعي العام بقضية ' صعوبات التعلم', والتوجه بشكل خاص لجميع المسؤولين والعاملين في قطاع التربية الخاصة إلى ضرورة الإهتمام بهذه الفئة كما ينبغي, والتركيز على الجوانب الإيجابية لديهم, للوصول بهم إلى أقصى درجة ممكنة تسمح بها قدراتهم وإمكاناتهم.

قال تعالى: ( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) هود (88  ).

بقلم: أ. وليد مخلد العتيبي.
معلم علم النفس والصحة النفسية.
بكالوريوس علم النفس, جامعة الكويت.
الدبلوم العالي في التربية الخاصة, تخصص: صعوبات التعلم. جامعة الخليج العربي.
باحث ماجستير في التربية الخاصة, تخصص: صعوبات التعلم. جامعة الخليج العربي.

بقلم: وليد مخلد العتيبي.

تعليقات

اكتب تعليقك