عن ضبابية 'الفتوى والتشريع'!.. يكتب وليد الغانم
زاوية الكتابكتب مايو 13, 2013, 11:49 م 642 مشاهدات 0
القبس
ضبابية 'الفتوى والتشريع'
وليد عبد الله الغانم
أعلنت جمعية الشفافية نتائج مسابقة الكويت للشفافية لدى الجهات الحكومية لعام 2013، وحازت ادارة «الفتوى والتشريع» المركز الأخير من بين أكثر من 45 جهة حكومية، وقد يكون هذا الترتيب الموجع بسبب عدم تقديم «الفتوى» بياناتها أو لأي سبب آخر.
طالما تساءلت: كم قضية تترافع بها «الفتوى والتشريع» سنويا؟ ما أنواعها؟ كيف انتهت أحكامها؟ لمصلحة الدولة أم ضدها؟ كم حققت «الفتوى» من قضايا ناجحة؟ وكم قضية قد خسرتها؟ كم تكبّدت الدولة جراء خسائرها القانونية؟! ومن المتسبب في الخسارة؟ هل إجراءات إدارية، ام دفوع قانونية، ام سوء تقاضٍ من محامي الدولة، أم من الجهات الحكومية المتسببة في القضايا؟
والسؤال الأهم: هل جُوزي من تسبب في خسارة «الفتوى» لقضاياها، لتقصيره، سواء كان من محاميها أم من الوزارات المختلفة وموظفيها؟.. من هم محامو «الفتوى» الناجحون الذين يوفقون في أعمالهم، ومن هم أولئك الذين يخسرون قضاياهم؟ ألا تستحق تلك الأسئلة الإجابة الواضحة عنها من إدارة «الفتوى»، لنقيّم فعلا أداءها السنوي وجدوى ترافعها كمحامية للدولة؟!
في السنتين الأخيرتين شغلت ادارة الفتوى بخلافات داخلية بين أعضائها، وشاهدنا بيانات وبيانات مضادة في الصحف، وتابعنا -أيضا- خلافات توزيع الأعمال وتعيين نواب المدير، ورأينا -أيضا- صراعات المطالبات المالية مع مجلس الوزراء، التي استمرت مدة طويلة، كل هذه الأجواء المضطربة الداخلية لـ«الفتوى»، ولا أدري كيف يجلس العاملون في الفتوى على طاولة الحوار للقيام بواجباتهم تجاه الدولة وحقوقها؟!
ليس هذا فحسب، فما زالت إدارة الفتوى تنتظر قرار المحكمة في قضية الطعن في تعيين عشرات المحامين قبل سنة، وفي عهد الوزير السابق علي الراشد! فتخيل أن من يقوم بتولي قضايا الحكومة مشكوك في صحة قرار تعيينه، وقد لا يستمر في وظيفته!
أخبرني أكثر من صديق من العاملين في الإدارات القانونية للوزارات أن «الفتوى» عندما تتولى قضاياهم -أحيانا- لا تبذل مجهودا كافيا في أعمالها، وفي كثير من الحالات تكتفي بالمذكرات المقدمة من الوزارات وتمررها للمحكمة كما هي، فما هي مهمة إدارة الفتوى إذاً؟ ولمَ لا تفوّض الوزارات بالترافع لقضاياها مباشرة؟
قضية أخيرة.. بعض العاملين في الفتوى لهم نشاط إعلامي غير معقول، فهم يظهرون في التلفزيون صباحا، ويشاركون احتفالات المدارس ضحى، وافتتاح المعارض مساء، وبرامج الإذاعة آخر اليوم.. ولا أدري متى يتفرغون لأعمالهم القانونية؟! لنترك كل هذه القصة، ونسأل في أمر آخر: هل تثقون بكفاءة تقييم جمعية الشفافية؟! هذا موضوع آخر، له موعده.. والله الموفِّق.
تعليقات