أين ميزانية الدولة؟.. دينا الطراح متسائلة

زاوية الكتاب

كتب 1280 مشاهدات 0


القبس

كلمة راس  /  في تداعيات السياسة الكويتية

دينا الطراح

 

• «السياسة هي شرف قيادة الرجال وتوجيههم».. عبارة قالها المفكر السياسي كمال جنبلاط.. فأين نحن بمعيارها من تداعيات سياستنا منذ التحرير حتى اليوم؟

مقالتي اليوم هي موضع رصد ومتابعة للتركيز بشكل خاص على ما جرى في دولتنا بعد حرب التحرير (17 يناير - 28 فبراير 1991م) وما ظهر بعدها من نتائج تسبب فيها حفنة من مسؤولين، برعونتهم وتهورهم وغرورهم وعدم توازنهم، أوصلت الكويت الى ما هي عليه الآن.. وهو ما يجعلني اتساءل:

- أين المسؤولية في الممارسة السياسية.. حينما تكون الدولة نفطية والحمدلله، ومع ذلك مستشفياتها ومراكزها الطبية التي بنيت بعد التحرير ما هي إلا من تبرعات أهل الخير. ونزيد على ذلك تقديم ثلاثة آلاف طبيب كويتي استقالاتهم وذهابهم للعمل في الخارج، نتيجة ضعف رواتبهم مقارنة بالمزايا المادية وأيضاً المعنوية التي يتمتع بها الأطباء في باقي دول مجلس التعاون الخليجي.

ـ المادتان الدستوريتان 2 و7 تنصان على المساواة وتوطيد اواصر التراحم بين المواطنين ومراعاة الشريعة الاسلامية في اسلوب حياتنا.. ومع ذلك يصر المجلس البلدي ليومنا على غلق وعزل مقابر المتوفين والعزم على تحويلها الى حدائق دونما مراعاة لحرمانية جسد المتوفى او المساس بمرقده الابدي، لأن روحه تظل قائمة على قبره، ولهذا يوجد دعاء خاص عند الولوج إلى المقابر والدخول فيها.. وأيضاً اسوة بقبر قدوتنا رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم وكل الصحابة وآل البيت الكرام - رضي الله عنهم وارضاهم - الذين دفنوا بالبقيع، وما زالت السعودية وجمهورية مصر العربية تحتفظان بقبورهم معروفة ومحفوظة ومصونة، بل وتتبع مصر نظام المدافن العائلية لتوطيد الاواصر الاسرية وهو ما تنص عليه المادة رقم 9 بدستورنا الكويتي الذي يعتبر أن الاسرة هي أساس المجتمع كله.

ــــ العسكر والشرطة.. لا يتمتعون سوى برواتب قوية ومستشفى عسكري وبعثات دراسية، اما في دول اخرى فيتم تخصيص منازل لهم وتأمين عليهم في حالات الوفاة او العجز او الاعاقة.. لا قدر الله، وكل ذوي المهن المعرضين للخطر كالأطباء والمهندسين والاعلاميين والعسكريين والشرطة او الدبلوماسيين والسياسيين يجب ان يكون عليهم تأمين في حالات الوفاة او الاصابة.. لا قدر الله.

وأخيراً.. لا أفهم كيف لنائب في مجلس الأمة ان يقف ليحاسب وزيراً ما او رئيس وزراء وهو لا يتقاضى أجراً يتكافأ به معه؟ فأين ميزانية الدولة؟ خصوصاً ان مرافق الحكومة لم يتم تحديثها منذ الغزو، والرواتب لم تتغير كذلك، فراتب خريجي المعاهد يبدأ بــ 200 دينار والجامعيين بــ 400 دينار فقط.. فإلى متى؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك