الحوار السياسي سيوصّل السلطتين إلى تفاهم.. بنظر عبد المحسن جمال

زاوية الكتاب

كتب 829 مشاهدات 0


القبس

رأي وموقف  /  التهدئة ليست ضعفاً

د. عبد المحسن يوسف جمال

 

القوة والضعف عادة ما يكونان للبعض مقياسا للصواب والخطأ، فيتصوّر البعض ان الحق دائماً ما يكون مع القوي، أما الضعيف فإنه لابد أن يكون هو المخطئ.

هذا المفهوم ليس له معنى في عالم الحقيقة والحجة والمنطق.

وفي السياسة، كعلم وكواقع، يميل علماؤها إلى استخدام هذين العنصرين (القوة والضعف) كأداتين للوصول إلى النتائج المقبولة بين الطرفين المتنازعين.

فظهرت في السياسة الكثير من المصطلحات الرامية إلى هذا الهدف.

فيقول المفكرون مثلا إن السياسة هي «فن الممكن»، بمعنى أن هناك بعض الأمور والنتائج يمكن الوصول إليها باستخدام القوة فقط، بل لابد من استخدام العقل والمنطق، لذا صدر مصطلح «التكتيك» في التعامل مع الأحداث واستخدام «الدهاء السياسي».

كما أن هناك أسلوب «رِجل أمام ورجل خلف». حيث إن التراجع لا يكون دائما دليل ضعف، بل إنه أحياناً دليل «دهاء» وأسلوب عمل للحصول على نتائج مثمرة، وهناك أيضا سياسة «الحلول الوسط»، التي يتم من خلالها «التنازل المقبول» من كلا الطرفين للوصول إلى «أرضية مشتركة»، وهكذا.

وحين نريد تطبيق هذا الأمر على الوضع السياسي الكويتي، فإن الواضح أن مفهوم النجاح هو القوة فقط، لذا كثر عندنا من يطلق على بعض المجالس أنها «قوية» وبعضها «ضعيفة» من منطلقات غير دقيقة وغير سياسية. في الأنظمة الديموقراطية غالباً ما تجتمع السلطتان التنفيذية والتشريعية عند اشتداد الخلاف على بعض القضايا للنقاش والحوار وللوصول إلى نقاط مشتركة وأرضية واحدة وحلول مقبولة يخرج منها الطرفان بطريقة «لا غالب ولا مغلوب».

ولقد استخدمت المجالس النيابية السابقة هذا الأسلوب في التعامل مع الأحداث، فلطالما اجتمعت وتفاهمت، وكانت الجلسات المشتركة «ديدن» بعض المجالس السابقة على الرغم من اعتراض بعض النواب.

المطلوب اليوم أن يكون لدينا «من يعلق الجرس» لبداية هذا النوع من الحوار السياسي الذي يوصّل السلطتين إلى تفاهم وتوافق، بدلاً من زيادة التوتر على الساحة السياسية في ظروف ليست هادئة في كل المجالات، وهؤلاء هم عقلاء السياسة من كلا الطرفين، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة فمن سيبدأها؟

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك