عن 'عيال زايد'!.. يكتب سامي الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 1988 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  عيال زايد

سامي الخرافي

 

التقيت بزائر خليجي في أحد مطاعم الديرة، ودار بيننا حوار طويل عن بلده وعن «سر الحب» لقائدهم، فتنهد تنهيدة طويلة، وكأنه يسترجع شريطا طويلا من الذكريات عن هذا القائد الفذ الذي كان دائما يتباهى بأمته أهل العزم القوي، واستطرد قائلا: لقد أحببناه لأنه كان حريصا على توحيد دولته فسعى بالحب وبكل ما أوتي من حنكة إلى جمع الأطراف فنجح بذلك بامتياز ولله الحمد والمنة، فانطلق مسرعا يخطط لتحويل بلده الصحراوي إلى مصاف الدول المتقدمة، والارتقاء به وفق خطط مدروسة، وبمساعدة إخوانه، حتى استطاع تحقيق ما كان يصبو إليه، وقد كانت رؤيته الحكيمة تنطلق من مبدأ أساسي هو الحب لأبناء شعبه، فكان دائم التفكير بجيل المستقبل، ويحرص على إطعام الجائع ويعلم الجاهل ويؤمن الخائف، وفوق ذلك كله لا يوجد في قاموسه شيء اسمه مستحيل.

ويضيف الزائر: لقد كانت أمانيه وتطلعاته لا حدود لها، وكان رأيه يحظى باحترام وتقدير جميع دول العالم لما عرف عنه من حكمة وفراسة ورأي سديد، ولم ينس قط من حوله، وساهم في دعم وتطوير دولته في كل المجالات، وكان دائما ما يربط الماضي بالحاضر في أكثر أحاديثه العفوية التي تدخل القلب بسرعة ودون استئذان لأنه لم يكن يجعلك تشعر بأنه زعيم دولة، وكان يحرص على غرس حب التراث والتمسك بكل ماهو أصيل.

لقد رحل رجل الدولة بكل معنى الكلمة، رحل من دنيا الفناء إلى دنيا البقاء، لقد عم السكون المكان لرحيله، ولقد حزنت أيضا أشجار النخيل التي عشقها عندما فارقها وذبلت ثمارها اليانعة، وبقيت أفعاله وإنجازاته وخصاله الكريمة التي عرفها القاصي والداني. إنه رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله رحمة واسعة.

يقول الزائر: من تربى على يد زايد لا يمكنه أن ينسى زايد، وهل تعلم أننا الشعب الوحيد في العالم الذي ينادى باسم قائده «عيال زايد»، ولنا الفخر في ذلك، ولا يمكن أن ننسى أبدا أبناء الشيخ زايد أطال الله في عمرهم وهم الذين سيكملون مسيرته التي تربوا عليها وشربوها منذ نعومة أظفارهم، سدد الله خطاهم، فهم يسيرون على نهج والدهم القائد رحمه الله بكل حب، وكذلك حكام باقي الإمارات الذين عاهدوا أنفسهم على السير على خطى ومسيرة قائدهم الذي تعلموا منه أمرا مهما هو محبة أبناء الشعب الإماراتي والتفكير دائما بجيل المستقبل.

وأستذكر هنا اللفتة الكريمة، والتوصية الحكيمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، بإطلاق اسم رئيس الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على الدائري الخامس، كنوع من رد الجميل والعرفان لما قدمه للكويت أثناء الغزو العراقي على الكويت.

أسأل الله ان يديم الأمن والأمان على جميع دول الخليج، وأن تبقى شعوبها مثالا للتعاون والتلاحم والاتحاد على ما فيه الخير لهذه الشعوب.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك