الرماديون يضرون التطور الطبيعي للشعوب.. بنظر محمد الدوسري

عالم اليوم

غربال  /  كلكم على خطأ

محمد مساعد الدوسري

 

هناك نمط يتزايد انتشاره في الكويت بين الشباب والساسة، وهو نمط لا ينتج أي شيء ما عدا ضمان الابتعاد عن المواجهة والتصنيف، والانفصال عن الواقع قدر الامكان للهروب من أي خسائر متوقعة ناتجة عن هذه المواجهات أو التصنيف.

هذا النمط قائم على فكرة تعميم الخطأ على الجميع، واحتكار الحقيقة والحلول بعبارات سهلة لا يمكن تطبيقها عمليا، إذ يرى الرماديون أن نقد الجميع وتصويب السهم ضد الكل هو المخرج من الإحراج الذي قد يقع فيه، للحفاظ على مصالحه ومكانته، علما أن هذا النمط يمارسه أفراد ومجاميع سياسية حاليا في الكويت.

الأوضاع لدينا مليئة بالشواهد على الفساد أو الجرائم أو المسؤولية، بينما يستمر البعض بتحميل الجميع خطأ من قام بالخطأ، فالمسؤولية هي مسؤولية «المجتمع»، أو مسؤولية «مناهج التعليم» أو مسؤولية «الإعلام»، لكنه بالتأكيد ليس بمسؤولية المجرم أو اللص أو الفاسد!!.

الخوف من تضرر المصالح هو السبب الأول لاعتناق البعض هذا النمط، وهو أمر يمكن ملاحظته فيمن يكون قريبا من أصحاب القرار أو أصحاب المصالح التجارية، بينما يكون السبب الثاني هو كراهية من يحمل لواء محاربة الفساد في قضية ما، فالكراهية للشخص في أغلب الأحيان لدينا في الكويت، تدفع لتبرئة الفاسد أو اللص، من باب ليس حبا في زيد وإنما كرها في يزيد!

الخلاصة أن الكثير من الرماديين يضرون التطور الطبيعي للشعوب، فهم من يحافظ على وجود الفساد وأشخاصه من خلال تعويم أي حديث عنه.