تراجع الدور الخليجي تجاه فلسطين
عربي و دوليمايو 22, 2013, 12:02 ص 2530 مشاهدات 0
في زمن مظلم كانت الرايات المنكسة والجيوش المهزومة هي مغذيات بذور ثقافة مراهقي نهاية الستينيات من العرب ،ثم أسر خيالنا بشغف رجال القضية الفلسطينية بهالاتهم المضيئة كشغف أولادنا حاليا بلاعبي الدوري الاوروبي .ومن المفارقات إن الدكتور وديع حداد قد أدارهم ضد فريق الموساد ومشجعيه من كافة الاستخبارات الغربية من الملعب الاوروبي نفسه.وكانت عملياته الفدائية التي أدت غرضها بإظهار الصوت الفلسطيني ضد الدعاية الصهيونية القائلة 'أن فلسطين أرض بلا شعب،تُعطي لشعب بلا أرض.'
جند الطبيب حداد المؤلف والمخرج المسرحي الجزائري محمد بودية وأرسله لجامعة لومومبا في موسكو التي تديرها” KGB “فقام المخرج ذو المظهر المرتب بتنسيق ضرباته الموجعة مع الألوية الحمراء الإيطالية والجيش الأحمر الياباني و أيلول الأسود وبادر ماينهوف الألمانية.كما جند الاسطورة كارلوس المعروف بإبن آوى' Carlos the Jackal 'الذي نفذ عملية ميونخ وعملية خطف وزراء الاوبك والسفارة الفرنسية في لاهاي.
كما أرسل بودية 3 ألمانيات شرقيات لتفجير أهداف داخل الكيان الصهيوني و مركز تجمع اليهود السوفيت المهاجرين لفلسطين في النمسا، و مخازن صهيونية في فلسطين ومصفاة بترول في روتردام و خط بترولي بين إيطاليا والنمسا 1972م.كما أرسل د.حداد كل من ليلى خالد و سليم العيساوي فخطفا 'العال' لإطلاق المعتقلين في تل أبيب.ثم خطف رجال حداد لوفتهانزا 1975م نظير 5 ملايين دولار.وقصف رجاله مع فتاة ألمانية 'العال' في كينيا 1976م.تبعها بعملية مقديشيو 1977م.
وأقر بأن فى صدرى تحيز ضد الصهيونية لا أشعر بالذنب بسببه،ربما لأنها أذلتني مبكرا حين كان صهاينة الغرب يرفعون في وجوهنا لافتات كتب عليها ' How do expect to win a war wearing a skirt ' بمعنى كيف تتوقعون النصر وانتم تلبسون التنانير..تلميحا ان دشاديشنا كفساتين النساء هي سبب هزيمتنا في حرب 67. كانت حكومات دول الخليج شغوفة بالعمل الفدائي وبالقضية الفلسطينية بقدر شغف مراهقي ذلك الزمن بالقضية نفسها ، ليس بسبب حجم وتأثير الجاليات الفلسطينية بالخليج فحسب، ولا بقوتنا آنذاك فقد كنا عاجزين عملياتيا و مرتبكين استراتيجيا .
لكن بسبب وضوح الاولويات. فقد نجح الصهاينة في هدم معالم المجتمع الفلسطيني السياسية والاقتصادية،ووصل بعض من نجا من اخواننا الفلسطينيين من وحشية عصابات الهاغنا وشتيرن وجراحه لم تندمل بعد،فسمعناه مباشرة،وهو بيننا زميل مراهق و معلم وطبيب وعامل وممرضة . فأوصلت حكومات الخليج الصوت الفلسطيني لكل المحافل الدولية وجعلت مع القوميين العرب والإسلاميين قضية فلسطين قضيتنا المركزية بالعمل لا بأسطر ترد في البيان الختامي للقمم ، بل إن منظمة التحرير الفلسطينية ظهرت أول مرة في بلد خليجي هو الكويت .
لقد كانت 'مبادرة السلام العربية '2002م أخر جهد خليجي كبير تجاه فلسطين، ورغم أن هدفها كان إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 م مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع الكيان الصهيوني . وهو مطلب الصهاينة إلا انها آلت للفشل . ثم رضينا طوعا بنوع من الاقصاء فرضته علينا واشنطن بإيحاءات صهيونية ، حيث لم يعد لفلسطين حضور قوي في واقعنا الخليجي السياسي بل والثقافي، مقارنة بعصر كانت فيه جزء من واقعنا الاجتماعي أيضا حين كان يعيش بيننا آلاف الفلسطينيين قبل زلزال الغزو العراقي للكويت 1990م .
لقد غابت فلسطين عن الاجندة الخليجية رغم إن في ذلك غيبوبة تاريخية،ومالقول بإن الجهد الخليجي في الربيع العربي هو خطوة نحو الاصلاح وإسقاط الطغاة وسيفضي بالنهاية لظروف مناسبة تقود لحل كل القضايا العربية وأهمها القضية الفسطينية إلا قول لايختلف عن طرح صدام بتحرير القدس عبر أجتياح الكويت،وهما تسويغان منفصلان في الشكل متفقان في المضمون. وليس تأسيس لشي جديد لو قلنا إننا كنا قبل عشرين عاما في مزاج أقل تسامحا تجاه المساس بقضية فلسطين.أما الان فننهل من أنقرة وطهران وحزب الله مفهوم الغيرة عليها، ونكاد ننساها حتى في ذكرى النكبة الذي يصادف 5 مايو من كل عام،وهو اليوم التالي لإعلان قيام دول الصهاينة 1948م . فهل من مبرر لتراجع الدور الخليجي تجاه فلسطين !
تعليقات