شركات الأدوية تدفع مليار دولار للأطباء الأمريكيين بقلم أندرو جاك
الاقتصاد الآنمايو 25, 2013, 1:06 م 2259 مشاهدات 0
دفعت عشرات من شركات صناعة الأدوية الرئيسية أكثر من مليار دولار للأطباء الأمريكيين العام الماضي، ما يكشف مدى الارتباط بين صناعة الأدوية والأطباء الذي يكتبون الوصفات.
وتظهر أرقام جمعتها المؤسسة الاستشارية 'فارما شاين' بتكليف من 'فاينانشيال تايمز' حجم إنفاق صناعة الأدوية الموجه إلى أكثر من نصف مليون طبيب بغرض الترفيه والاستشارات والأبحاث، الأمر الذي يعتبره النقاد خطراً يشوه عملية وصف الأدوية.
وحجم المبلغ أكبر مما تم الإبلاغ عنه في السنوات الماضية، لكنه يتضمن هذه المرة عدداً من الشركات التي تكشف لأول مرة عن دفعات قدمتها عام 2012، وذلك في إطار استعداداتها لتشريع يجعل من الكشف عن هذه المعلومات إلزامياً في الولايات المتحدة.
وتكشف البيانات أيضاً عن تلقي أطباء دفعات مالية تجاوز مجموعها 188 مليون دولار العام الماضي، قدمتها شركات أجهزة طبية في مقدمتها شركتا ميدترونيك ودي بوي. وحصل على مثل هذه الدفعات عدد أقل من الأطباء الاختصاصيين، مثل الجراحين الذين تضمنت دفعاتهم 130 مليون دولار عبارة عن عوائد عن منتجات ساعدوا في تطويرها.
وأظهرت معظم شركات الأدوية التي نشرت أرقاماً تتعلق بأمور مماثلة، انخفاضاً في نفقاتها العام الماضي مقارنة بعام 2011، ما يشير إلى أنها تقلل من هذه النفقات.
وتولت تحليل هذه البيانات 'فارما شاين' ومنظمات أخرى منها 'برو بابليكا'، وهي مجموعة غير ربحية مختصة بالتحريات الصحافية، ما ساعد في إشعال نقاش يدور حول العلاقات التي تربط بين الصناعة وواصفي الأدوية من جهة، ومنظمات المرضى والجامعات التي تتحرى الدفعات المقدمة إلى الأطباء من جهة أخرى، وهي علاقات لم يكشف عنها سابقاً.
وعبر دانيال كارلات، مدير مشروع الوصفات الطبية في مؤسسة بيو تشاريتابل تراستس، عن قلقه من حجم المبالغ المدفوعة وقال: 'هناك كثير من البيانات التي تظهر نفقات يمكن أن تؤثر على الأطباء بصورة غير سليمة، وربما تؤدي إلى حصول المرضى على أدوية خاطئة وأكثر تكلفة'.
وتقع شركة ميرك الأمريكية للأدوية في رأس قائمة هذه الشركات بدفعات بلغت 226 مليون دولار عام 2012، تبعتها شركة إيلى ليلي بـ 219 مليون دولار، ثم فايزر بمبلغ 162 مليون دولار. وتأتي أكبر زيادة في مجموع النفقات التي تم الإبلاغ عنها عام 2012 من شركتي ميرك ونوفارتيس، لأن الشركتين قدمتا بيانات أكثر شمولاً لأول مرة هذه السنة. أما شركات 'أب في'، و'فوريست'، و'يو سي بي' فهي تقدم بياناتها لأول مرة.
وتقول ميرك: 'الانخراط في الاستشارات التي تجرى مع خبراء خارجيين يؤدي إلى معرفة حقيقية في عالم الواقع تزيد من توقعات يؤمل منها أن تساهم في تقدم العلوم في شركة ميرك وفي المجمتع العلمي ككل، وبالتالي العودة بالنفع على صحة البشر'.
وشكَّل التمويل الذي تقدمه هذه الصناعة على تجارب الأدوية والأبحاث الأخرى، القسم الأكبر من هذه الدفعات التي بلغت قيمتها الإجمالية 700 مليون دولار، لكن هناك أيضا 200 مليون دولار أنفقت في شكل مصاريف على الاستشارات وأعمال تقديم المشورة وأتعاب المتحدثين، إضافة إلى 100 مليون دولار لوجبات.
وقدرت شركة إيلى ليلي دفعاتها في العام الماضي بمبلغ 212 مليون دولار، خصصت منها 181 مليون دولار للأبحاث السريرية، وهو مبلغ دفع إلى مؤسسات وليس إلى أفراد باحثين أو أطباء.
وتقول إيلي ليلي: 'تلتزم شركتنا بأشد المعايير الأخلاقية والقانونية عند تعاملها مع العاملين في الرعاية الصحية. وجميع الدفعات التي تم الابلاغ عنها في الولايات المتحدة سجلت في قيود الدفعات لأطبائنا'.
وأكدت أن دفعاتها المقدمة للدراسات السريرية غطت تجارب العناية بالمرضى ومراقبتهم، ودُفعت مباشرة للمستشفيات والجامعات، وأنها حتى لا تعرف قيمة المبالغ التي دفعت إلى 'المحقق الرئيسي' الذي جاء في التقرير.
وتشعر صناعة الأدوية ككل أنها غير ملزمة بالكشف عن دفعاتها، ولذلك لم تقم شركات مثل سانوفي وروش وباير وأمجين بتقديم معلومات بهذا الشأن. لكن تشريعا خاصا بالإبلاغ الإلزامي يعمل من ناحية أخرى على إلزام العاملين في الولايات المتحدة بالبدء بإعداد البيانات بنهاية آب (أغسطس) من هذه السنة، وتسليمها إلى الوكالات الحكومية بحلول الربيع المقبل، ونشرها على الملأ بحلول أيلول (سبتمبر) من السنة المقبلة.
وجميع البيانات التي صدرت بالفعل كانت نتيجة لمتطلبات الشفافية التي فرضت على الشركات بعد صدور اتهامات قدمها منظمون ومؤسسات تأمين في الولايات حول عمليات تسويق نشطة وممارسات تتعلق بوصفات الأدوية.
وأدى ذلك إلى حالات تضارب في الطريقة التي تتاح بها البيانات، بما في ذلك بعض الشركات التي لا تقدم الأموال إلا في نطاقات معينة بدلاً من ذكر المبالغ المحددة بالضبط.
وفي دراسة مستقلة أجرتها مؤسسة الاستشارات 'تاسكان'، تبين أن الأطباء المختصين في أمراض الجهاز العصبي المركزي والاضطرابات العقلية يتلقون أموالاً أكبر من صناعة الأدوية مما يتلقاه الأطباء في فروع الطب الأخرى.
تعليقات