قياديون بالنفط يدفعون ثمن أزمة 'داو'.. ظلما

جاءت إحالة وزير النفط هاني حسين لعدد من القياديين للتقاعد بمثابة صدمة كبيرة لعدد من العاملين بالقطاع النفطي، وتحديدا اربعة قياديين يتمتعون بالكفاءة، وهم الأعضاء المنتدبين بمؤسسة البترول الكويتية الشيخة شذى العذبي الصباح وعلي الهاجري وناصر المضف وهاشم الرفاعي من خلال إحالتهم للتقاعد.

ومن خلال متابعتي لحركة التعيينات الجديدة في القطاع النفطي، فسبب إحالة القياديين للتقاعد في الأيام الماضي يعود بطبيعة الأمر نتيجة أثار حكم الداو وقضية شل، في حين ان الوزير المستقيل ثبّت أصدقاءه في المناصب القيادية فأصبح وزيرا للنفط بلا وزارة بعد استقالته مسبقا وعدم البت فيها.

والمثير، ان إحالة 4 قياديين للتقاعد ليس علاقة لهم بتاتا بأزمتي عقود الداو وشل بل عوقبوا لوقوفهم ضد 'الداو'.

فعلي الهاجري وهو العضو المنتدب بالمؤسسة للشئون المالية، يعتبر السيرفر المالي لمؤسسة البترول الكويتية وشركاتها ويعرف كل دينار في المؤسسة ووجهات الصرف والتكاليف المالية، ويرفض جميع المغامرات المالية الغير مدروسة بل انه رفض تسييل اصول الموسسة لصفقة داو والتي رفضتها بعد ذلك ٥ بنوك عالمية في اجتماع لندن الشهير واللذي انكرته اطراف قيادية في القطاع النفطي بل ان ابعادة لسبب جوهري لا يعلمه احد وهو انه مكمن أسرار الداو والصندوق الاسود للوثائق ووجوده كان يشكل خطرا كبيرا جداً على متهمين قضية داو على رأسهم الوزير ومها ملا حسين واطراف أخرى.

اما هاشم الرفاعي فهو لم يتم السن والخدمة بل انه كان ناجحاً في التفاوض مع الطرف السعودي وكذلك حقق نجاحات باهرة في حقل الدرة وفي تطوير عمليات الوفرة المشتركة وعمليات الخفجي المشتركة وكان قريباً من العاملين صغيرهم وكبيرهم ويحرص على الاجتماع معهم في كل انشطة الشركة ويجتمع معهم ويستمع لشكاويهم ويشرف على حلها بنفسه بل ان معظم العاملين في شركة نفط الخليج عبروا عن حزنهم بفقدانه كرئيس لشركة نفط الخليج الكويتية.

اما ناصر المضف فيشهد له عمله في التسويق العالمي للعقود المليارية التي قام بتوقيعها بينما تم استبداله في من اثبت خسارة تلو الأخرى في ناقلات النفط بل ان هامش الربح لا يتعدى مليون بينما ناصر المضف كان يدخل عقود طويلة الاجل بمليارات الدنانير واجتمعت مصالح نقابية لترقيات طرف معين وعداء شخص من نقابي مقرب للوزير اضافة الى انه لا يوافق على كل طلبات الوزير، مما كان سببا في إقصاءه.

اما الشيخة شذى العذبي الصباح، فالعداء لها لعدم انصياعها لطلبات اطراف نقابية محسوبة على الوزير وانتقال المواجهات بينهم لساحة القضاء، بل انها عملت على ترتيب عمليات القبول في موسسة البترول واجهضت الواسطة وفتحت المجال امام الكفاءات بل انها ألغت الاسماء في المقابلات وجعلتها بنظام ارقام غير معروفة لأحد.

ومن انجازات ناصر المضف: فتح اسواق مغلقة، وعمل اتفاقيات مع السلطات الفلبينية بتصدير ٢٠ ألف برميل يوميا لمصفاة الفلبين الجديدة، وتجديد عقود مع اليابان وتجديد عقد الزيت العربية، وافتتاح مكتب في كوريا وتزويد كوريا الجنوبية ٤٠٠ الف برميل يوميا و ٩٠٠ ألف طن من الغاز البترولي المسال بالاضافة الة ١.٥ مليون طن نافتا وتوفير 300 مليون دولار لصالح الدولة في استيراد الغاز، وأبرم عقود جديدة حجمها بمليون طن إلى سوق هونغ كونغ ونصف مليون طن ديزل ونصف مليون طن وقود الطائرات مع شل هونغ كونغ.

ومن انجازات هاشم الرفاعي: الاستكشافات الجديدة في الوفرة زادت كميات الانتاج في سابقة تاريخية في نفط الخليج، واعادة تنظيم الشركة على اصول علمية وعملية ناجحة بدون التفرقة بين العاملين، وأقام مشروع اقتسام غاز حقل الدرة بحريا مع الجانب السعودي، والعمل على إجراء المسوحات الثلاثية الأبعاد في عمليات الوفرة لزيادة الإنتاجية للوصول لهدف المؤسسة لإنتاجية ٤ ملايين برميل، والوصول للمرحلة الثانية من عملية الغمر بالبخار في حقول الوفرة والذي سيرفع معامل استخراج النفط للجانب الكويتي من ٤ ٪ الى ٣٠ ٪.

 والمفارقة الغريبة العجيبة ان في يوم احالتة للتقاعد زف بشرى للمؤسسة صباحاً خبر بتحقيق اعلى نسبة انتاج في تاريخ عمليات الخفجي المشتركة ليتم مكافاتة بالتقاعد.