المطوع يحلل قانون المشروعات الصغيرة (3-15)
الاقتصاد الآنيونيو 1, 2013, 3:32 ص 2026 مشاهدات 0
ضمن سلسلة المقالات التحليلية التي تنشرها للخبير الإقتصادي محمد المطوع حول قانون المشاريع الصغيرة اليكم المقال التالي والتعليق لكم:
مشاريع صغيرة 3 - 15
قانون للتجار
بادئ ذي بدء أستطيع التأكيد بأن هذا القانون وضع لصالح التجار وأيضا لصالح أبناء المتنفذين الذين تدفع لهم الحكومة من خلال وظائفهم في مؤسسات الدولة وشركاتها مبالغ خيالية نظير سكوتهم عن الفساد , تحت مسمى بدلات وعمولات وبونص ناهيك عن الشرهات والجيبات ... الخ الخ .
حيث يتطلب القانون أن يساهم المستثمر بنسبة لا تقل عن عشرون بالمائة من قيمة المشروع الصغير أو المتوسط , وهو مالا يتوفر للأكثرية من المواطنين, فآخر إحصائية صرح بها محافظ البنك المركزي نجد ان ثلاثمائة وواحد وأربعون آلف مواطن لديهم قروض شخصية , ومن أقترض لحاجات شخصية وليست تجارية كيف سيوفر خمسون ألف دينار للمشروع الصغير , ومائة ألف دينار للمشروع المتوسط , بل كيف سيوفر خمسة ألاف دينار لو أراد فتح نانو مشروع.
لقد تم وضع هذا القانون الذي يكلف الدولة ملياري دينار عدى القيمة السوقية للأراضي التي ستوزع والتي قدرت كبداية بخمسة ملايين متر مربع , وحيث ان سعر الأرض الصناعية حاليا وصل لأكثر من مليون دينار للألف متر , فنعرف بأن قيمة الأراضي المقدمة للسادة أبناء التجار والمتنفذين تعادل قيمتها خمسة مليارات دينار , وهذا كبداية فقط ويمكن أن تفوق هذا السعر وهذا الكم من الأمتار من غير رقيب ولا حسيب.
حكومة الانهيار والوزارة التائهة ليس لديهم مانع ويهرولون لتنفيع أبنائهم بأكثر من سبعة مليار دينار , في حين كانوا يقولون لا عدالة في إسقاط القروض .
ليعلم المطففين في هذه الحكومة ووعاظها بأن الله بالمرصاد , وإن كيدكم سيرد إلى نحركم , ومحاولتكم المفضوحة للاستيلاء على اقتصاد البلد قد أورد الله مثلا لها في القرآن الكريم , فلقد سبقتكم الأمم الظالمة في ذات العمل , وما قصة أصحاب الجنة في سورة القلم إلا مثالا حي لما هو حاصل في الكويت , فلقد جاء في كتاب الله تعالى :-
إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ﴿١٧﴾ وَلا يَسْتَثْنُونَ ﴿١٨﴾ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ﴿١٩﴾ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ﴿٢٠﴾ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ﴿٢١﴾ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ ﴿٢٢﴾ فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ﴿٢٣﴾ أَن لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ ﴿٢٤﴾ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ ﴿٢٥﴾ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ﴿٢٦﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴿٢٧﴾ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ﴿٢٨﴾ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٢٩﴾ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ﴿٣٠﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ﴿٣١﴾ عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ ﴿٣٢﴾ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴿٣٣﴾ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿٣٤﴾ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ﴿٣٥﴾ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿٣٦﴾
وهذا بالفعل ما حصل في الاقتصاد الكويتي , فمنذ أن طالب الشعب بإسقاط القروض الاستهلاكية , ورفض علية القوم هذا من خلال حدس والتراث والتحالف ومجموعة الستة وعشرين والمنبر وغيرهم , نجد إن الاقتصاد الكويتي وبالأخص اقتصاد علية القوم يتدهور وينهار وصرفت عليه الدولة بموافقة المجالس المتعاقبة أكثر من ثلاثون مليار دينار ولم يرتفع ولم يتحسن , فلقد طاف طائف على اقتصادهم وعلى أموالهم , فهل يتعظون ويعترفون بأنهم ضالون وظالمون فيسبحون ؟؟ أم سيستمرون في غيهم يعمهون ؟!!!؟ مالكم كيف تحكمون ؟؟!!!!؟؟
والله عليم بذات الصدور
محمد المطوع
تعليقات