مساعد الظفيري منبهاً شيوخ 'الجامية': ستلفظكم الشعوب!

زاوية الكتاب

كتب 2184 مشاهدات 0


الكويتية

أيها الجاميون.. ألا تخجلون!؟

مساعد الظفيري

 

في الوقت الذي يستشري فيه الفساد وينخر جسد البلاد حتى النخاع، وفي هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة التي تحتاج فيها الأمة إلى تضافر كل الجهود من أجل المطالبة بالإصلاح، والوقوف في وجه الفاسدين والطغاة، نجد «الجامية» يصمون آذانهم، ويغمضون أعينهم، ويستغشون ثيابهم عن الواقع المرير الذي تعيشه الأمة، فلا هّم ولا شاغل لهم إلا التجريح في الآخرين، حتى كاد التجريح يصير عندهم مذهبا، وتصيّد مثالب الصالحين منهجاً، وما أدق وصف من وصفهم بأنهم: «خوارج مع الدعاة، مرجئة مع الحكام، رافضة مع الجماعات، قدرية
مع اليهود والنصارى».
نعم.. هم مع الحكام مرجئة.. يكتفون منهم بإسلام اللسان، ولا يلزمونهم بالعمل والعدل، ولا يطالبونهم بسياسة الدنيا بالدين، فالعمل وإقامة العدل بين الرعية عندهم بالنسبة للحاكم لا علاقة له بالإيمان وليس مطالبا به الحكام..!
يبررون أخطاء الحكام ويكفرون من يخرج على الطغاة منهم، يخذلون كل مظلوم، ويقفون مع الجلادين والظالمين بحجة درء الفتن!
وأما مع الجماعات فقد حرصوا على جمع والتقاط عثرات بعضهم وهفواتهم، وما ظنوه أخطاء وقعوا فيها ورموهم جميعا بها، وجمعوا زلات بعض علماء أهل السنة وسقطاتهم، واتهموا الجميع بها دون تمييز أو تأويل لمجتهد أو التماس عذر لمختلف معهم في الرأي.
وهم مع اليهود والنصارى قدرية جبرية، يرون أنه لا مفر من تسلطهم ولا حيلة للمسلمين في دفعهم، وأن كل حركة أو جهاد لدفع الكفار عن بلاد المسلمين مصيره الإخفاق، إنهم ينكرون حتى جهاد الفلسطينيين ضد الصهاينة المحتلين..
يا لهم من جبناء مُخذولين!
ألا يخجل «الجاميون» من هذا الفهم المغلوط، والانفصام النكد، والآراء الشاذة، فكل شغلهم الشاغل جمع هفوات وأخطاء الآخرين وتضخيمها حتى لم يعودوا يرون غيرها؟! فبينما الشعوب تئن من وطأة الفساد وتنادي بالتغيير، وتتطلع إلى مستقبل أفضل وتسعى من أجل الإصلاح، نجد شيوخ «الجامية» يطعنون في خاصرة الشعوب بفكرهم المعوج، ومواقفهم المخزية وتحيزهم للحكام الظالمين، فلا نراهم إلا مدافعين بكل شراسة عن الفاسدين، مهاجمين للعلماء، يلوون عنق الأحاديث والآيات، ويقدمون للأمة فقهاً شاذاً في الخنوع والخضوع، كيف استطاعوا أن يكيلوا في كل قضية بكيلين، فالكيل الذي يكيلون به للحكام غير الكيل الذي يكيلون به لعلماء الإسلام! فلله در الشاعر حين يصف أمثالهم:
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه
ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
نقول لهؤلاء: ستلفظكم الشعوب، وتتجاوز آراءكم الشاذة، فأنتم نلتم من الجبن أكبر ما فيه، وتخاصمتم مع كل درجات الجهاد، ولم تدركوا قول الصحابي الجليل ربعي بن عامر: «جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة».. فأنتم تلوون الحقائق، وتزيفون الوقائع، وتخذلون المجاهدين، وتسعون جاهدين لإسباغ الشرعية حتى على من يقتل آلاف المسلمين.. حسبنا الله ونعم الوكيل.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك