عبدالكريم دوخي الشمري يكتب عن تغييب العقول بمواجهة الإنتقاد
زاوية الكتابكتب يونيو 6, 2013, 12:49 م 2087 مشاهدات 0
لا يختلف عاقلان ولا يتناطح عنزان على أهمية النقد فالنقد وسيلة مهمة للارتقاء ولكن نحن في الكويت مع الأسف أصبحنا لا نستطيع ممارسة النقد بطريقة تعود علينا بالغاية المنشودة من النقد فالأوضاع في الكويت أوجبت علينا قبل أن ننتقد شخص أو طائفة تسطير ديباجة من المدح والثناء لشخص المنقود أو الطائفة المنقودة نثبت بها حسن نوايانا ونبل غاياتنا من هذا النقد…لأن الشحن العاطفي والطائفي الذي تعيشه الكويت اليوم أجّج المناخ العام في البلد وأصبح الناس كالوحوش الضارية كل شخص يتحيّن الفرصة المناسبة للفتك بالآخر…ولو نظرنا إلى أسباب هذا الشحن والتأجيج لوجدنا بأن غالبه مفتعل ليخدم أغراض مفتعليه وليس لخدمة الناس…؟!
أنا لا أنكر بأن تذويب الفوارق العقدية بين الناس أمر مستحيل لأن خلاف الناس سنة كونية…ولكني أستغرب من سذاجة كثير من الناس بحيث سَهُلَ على المتنفعين استغلالهم باسم الحرية والمطالبة بحقوقهم والطائفية وتوجيه عواطفهم وجهودهم بما يخدم مصالح المستغلين…؟!!
فلو نظرنا لحال كثير ممن يتصدر المشهد واستدعينا تاريخه لوجدنا بأن تاريخه فقط كفيل بنسف مصداقيّته ومثاليّته المدّعاة في خدمة مصالح الشعب…!
ف
ونظرة سريعة لحال كثير من مفتعلي الطائفية بالطريقة السامجة التي نعيشها في الكويت وتاريخ مفتعليها تكشف لنا بأنهم لم يفتعلوها عن قناعة ولكنهم لم يجدوا طريقاً للكرسي الأخضر أقصر من هذا الطريق…؟!
فمن أراد خدمة الناس حقًّا لا يرمي بهم في مهاوي الردى باسم النضال لينتقم من مسؤول أساء له في الماضي…ومن أراد خدمة طائفته ونصرة الحق الذي يعتقده ويدين الله بأنه حق لا يفتعل مشاكل يشحن بها أتباعه عاطفياً ويُغيّب عقولهم حتى يسهل عليه الارتقاء على عواطفهم…فإن الذي يريد نصرة الحق الذي يؤمن به يوفر له أجواء تساعد على مخاطبة العقول ويكون الانحياز فيها للحجج المُدلى بها لا للقناعات المسبقة…
ولكن المتصدرون للمشهد لا يريدون هذه الأجواء الهادئة…فالأجواء الهادئة تساعد الجماهير على تقييم المتصدرين للمشهد والنظر في تاريخهم بعقلانية…ويقين هؤلاء المتصدرين بأن النظرة العقلانية لهم ستعرّيهم وتنسف طموحاتهم هو الذي يحدوهم لتضخيم المشاكل البسيطة عند وحدوثها واختلاق المشاكل عند انعدامها…!
السؤال الآن…إلى متى ونحن عون لهؤلاء على أوطاننا…؟
عبدالكريم دوخي الشمري
تعليقات